من هدى شعراوي إلى المساواة في الإرث!.. قصة إيقاع بالمرأة المسلمة

29 مارس 2018 19:10
هذه حقيقة المداخلة والفكر المدخلي

هوية بريس – مراد أمقران

خرج المحتل من ديار المسلمين وأبقى على أوفيائه من التلاميذ الذين أخضعهم لدورات تدجين وعمالة في جامعاته بيننا حتى يعيثوا فسادا في عقيدة المسلم ويفعلوا بها ما لم تستطع جيوش هولاكو والصليبيين أن يفعلوه بها.

فتنادى دعاة التغريب بدعاوى الحرية في قلب الاسلام مصر علانية.. وانتشر الداء بعدها في بقية الجسد الاسلامي على شكل وباء لعين ساعد على فشوه الحاكم الليبرالي محمد علي وذريته ثم حمل المشعل من بعدهم كراكيز بيرسي كوكس وسايكس بيكو.. وانبرهت هدى شعراوي بعد عودتها من أوربا تنزع حجابها علانية في ميدان التحرير لتسن سنة جاهلية وهي ترفع شارة النصر وسعد زغلول ولويس عوض وعبد العزيز فهمي يصفقون لها.. دفعوها للتعري وابراز مفاتنها واذابة أنوثتها وفوارقها عن الرجل في قالب الحداثة.

وضعوا صورتها وهي شبه عارية أمام المرسيديس.. وعلى قنينات الكونياك وعلب التبغ.. ولم تخلو لوحة اشهارية من صورة امرأة تروج للبضاعة بمفاتنها.. حتى اختزلوا حريتها في تعريها ونصفها السفلي ولتذهب حقوقها إلى الجحيم.. انتكست المفاهيم وصار الستر رجعية والتعري رقيا.

ثم أوهموها بأنها ند للرجل.. وأنه لا فرق بينك وبينه.. بل أنتما شريكان متماثلان.. فليس من حقه أن يأمرك وينهاك فلست جارية عنده.. وهو ليس بسيد للمنزل.

فماذا حدث!؟ أضحت البيوت حلبة مصارعة يكون الأطفال أول ضحاياها وهم ينشئون في بيت مليء بالصراعات.. فتتلقفهم الأمراض النفسية وينقطع الحبل السري بينهم وبين المجتمع السوي فيجد الولد ضالته في صحبة السوء وينحدر في دركات الضياع.. وتلجأ الفتاة للبحث عن الاستقرار المفتقد في أقرب حضن.. ومن حضن الى حضن حتى يكتب اسمها في دواوين الحاضنات.. يعلكها الرجال ليلا وتتقيأها الحانات صباحا.. وإن هي زلت قدمها وحبلت حراما تسابقوا لمواساتها وأسسوا لها جمعية وقالوا عنها أم عزباء

لم يقتصر الضرر على الأبناء.. بل تعداه للأم وعلى نفسها جنت براقش…فكان مصير الأم الطلاق وارتفع مؤشره حتى صارت الدول الاسلامية تنافس دولا ألجمتها سكرة الحرية كالسويد وكندا وأمريكا ولتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى اذا دخلوا جحر ضب دخلتموه.. الحديث.

تطلقت وصرت متحررة.. كنت أعيش في الجحيم.. سأنطلق الأن في حياتي.

هكذا قالت احداهن يوما وهكذا يزعم المجرمون

دعكم من كذب دعاة التغريب.. فهم يكذبون حتى يتستروا على جريمتهم في حق هذه المطلقة التي أخرجوها عنوة من بيت زوجها لتعيش كآبة الحياة وتضاهي في الضنك المجتمعي مطلقات أمريكا وبريطانيا والغرب عموما طلاق المرأة يعني لها المعاناة ولا شيء آخر…معاناة في مواجهة المجتمع…معاناة في تربية الأولاد إن كان ثم أولاد… معاناة في تحمل عدم تكرار الزواج لأن زواج المطلقة ليس بالأمر الهين وسط مجتمع نحى شرع الله جانبا واحتكم الى هوى عاداته التغريبية.. المرأة تحتاج إلى الرجل مهما ادّعت خلاف ذلك.

لم تنطلي حيلة الايقاع بين الرجل وامرأته على بعض البيوت المسلمة فتسلل شيطان التغريب من النافذة هذه المرة ووسوس للمرأة وأوهمها بأن العمل خارج المنزل “حق” لها تتساوى فيه مع الرجل وأقنعها بأن هذا من تمام صفاتها كأنثى مع أن الإسلام أوصى للمرأة بنفقة تجب على زوجها أو وليها.. سواء أكان أباها أم زوجها.. وهذه النفقة واجبة لكونها امرأة لا لكونها محتاجة.. فهي لا تسقط حتى بغناها.

فماذا حدث!؟ رفع الشيطان من إيقاعه وصار العمل واجبا على المرأة بمرور الأيام.. وليس مجرد “حق” لها.

فزاحمت النساء وهن في غنى عن العمل الرجال في المكاتب والمولات والشركات والأسواق وأضحى تبكير المرأة في الخروج صباحا وعودتها مساء روتينا عاديا مألوفا.. وبلغ الحد ببعض الشباب الى رفض الزواج من بعض الفتيات.. فقط لأنهن لا يعملن.

صارت المرأة تتحمل كثيرا من الضغط والمتاعب خارج البيت وداخله.. تجدها في الصباح امرأة أعمال.. وفي المساء ربة بيت.. وليذهب جسدها الضعيف إلى الجحيم.

ومن ثم طمعوا في نزع حيائها ومسخ طبعها الأنثوي وأوهموها بأن كل ما يناسب الرجل يناسبها.

فلا مانع من أن تكون شرطية.

ولا مانع من أن تكون حقوقية أو ناشطة جمعوية.

ولا مانع من أن تكون مترافعة في المحاكم أمام الرجال.

ولا مانع من أن تكون برلمانية تستجوب الوزراء وتصرخ بوجههم.

ولا مانع من أن تكون مضيفة فندق أو طيران.

ولا مانع من أن تلبس الجينز وتقف في موقع بناء تصيح على العمال.

وبدل أن تنفق المرأة وقتها في تخريج الأجيال وصنع الانسانية صارت تنفق وقتها لصناعة الأدوات والانتاج المادي.

المرأة الرقيقة المهذبة.. التي يُسمع صوتها بعناء شديد من شدة انخفاضه وألفاظها تُطيب الجرح.. أضحت عملة نادرة أندر من الكبريت الأحمر.

فقدت المرأة رقتها.. وتلاشى حيائها.. الذي هو أجمل ما فيها.. وصار صوتها يماثل أصوات الرجال في صخبه وشدته!! وصارت ألفاظها خادشة منزوعة الحياء حتى انخرم المنطق تماما وأصبحت الأمة تكرم راقصة كباريهات شهيرة في مصر بجائزة الأم المثالية.

وها نحن نعاين الآن ذيل هذه الشعارات البغيضة.

بعدما أخرجوها الى الشارع بدعاوى العمل والحرية وتسببوا في تطليقها ونزع حيائها منها.. ها هم الآن يطالبون بحقها المتساوي في الارث بدعوى المتغيرات وأن المرأة في حاضرنا تقوم بما يقوم به كل الرجال من النفقة والقوامة.

تسببوا في خلق الداء وانتشاره ثم هم الان يحاسبون شرع الله ويجادلونه ويتملصون من جريمتهم.

وما هذا الا استدراج شيطاني تولى كبره قدوتهم نابليون بونابرت حينما سئل لدى عودته من الحملة الفرنسية على مصر، وقيل له: أي حصون الشرق أمنع؟ فقال بونابرت: المرأة المسلمة!

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M