«مهرجان تويزة».. تشكيك في التاريخ والدين وطعن في إمارة المؤمنين

14 أغسطس 2016 19:37
«مهرجان تويزة».. تشكيك في التاريخ والدين وطعن في إمارة المؤمنين

هوية بريس – مصطفى الحسناوي

هل أصيب أحمد عصيد بالإفلاس والعقم٬ لدرجة أن مشروعه الأمازيغي لم يعد يتجاوز التهجم على الإسلام، والسب والطعن في العرب والمسلمين٬ ثم ختم أنشطته هاته بحفلات الرقص والغناء.

في النسخة الأخيرة لمهرجان “تويزة”٬ بقي عصيد وفيا لمشروعه (التهجم، الطعن، السب، ثم الرقص والغناء)٬ لهذا حرص على استضافة شخصين بارعين في الكلام (مجرد الكلام)؛ يوسف زيدان٬ ويوسف الصديق.

ما أسهل أن تكون مفكرا وباحثا ومختصا مثل يوسف زيدان هذا٬ يكفي أن تفتح القرآن الكريم٬ أو أي كتاب من كتب الحديث٬ ثم ابدأ بانتقاد كل المسلمات والقطعيات٬ هاجمها بشدة٬ استهزئ منها بقوة٬ ها قد أصبحت مفكرا يستضيفك عصيد لتنشيط مشروعه الأمازيغي.

المفكر العلماني٬ يوسف الصديق٬ ولمجرد تشابه اسمه مع نبي الله يوسف الصديق٬ اعتقد أنه ربما كان هو الآخر نبيا يوحى إليه٬ فأطلق العنان للسانه معتقدا أن الناس ستتلقف ما يجري عليه من وحي٬ بالتسليم المطلق.

وفي لحظة فناء٬ أطلق يوسف الصديق نبي العلمانيين٬ بحضور مريده عصيد٬ دعوته بخصوص القرآن٬ قائلا أن القرآن ليس هو المصحف٬ وأننا ظللنا نعتقد أن ما نشتريه من المكتبات هو القرآن في حين أن ما نشتريه هو المصحف الذي هو عملية سياسية بحتة (لا حرج أثناء السكر وفي لحظة الفناء أن تقول ما شئت من الترهات).

هذا الهذيان سماه نبي العلمانيين حقيقة٬ ولا تسأل كيف توصل لهذه الحقيقة٬ (هو الحريص دائما على الوثيقة والبرهان والدليل، المنهج العلمي) يقول إنه توصل إليها بفطرته٬ نعم بفطرته٬ هكذا دون حياء.

في مجلس عصيد قيلت أشياء كثيرة٬ مضحكة وتثير الشفقة٬ منها ما له علاقة بشرعية إمارة المؤمنين٬ ضربا في الأصول التي تقوم عليها. نتمنى أن ينتبه القائمون على هذه المؤسسة٬ لخطورة ما يروجه عصيد وأمثاله.

ومنها ما نتمنى من المجلس العلمي ووزارة الأوقاف أن يكفيانا عناء الرد عليه٬ كادعاء نبي العلمانيين٬ أن الفقه الإسلامي مجرد أساطير٬ وإنكاره السنة النبوية٬ ودعوته لإلغاء خطبة الجمعة.

وسواء انتصرت هاتان المؤسستان للدين الذي يبرر تواجدهما أم لا٬ فإن الإسلام باق لا يتأثر بفقاعات هواء نتن٬ لم تؤثر فيه حملات التتر والحملات الصليبية ومحاكم التفتيش وحروب الاحتلال٬ وصناديد المستشرقين٬ ودعاة العلمانية والشيوعية والليبرالية وقنوات ومشاريع الإفساد٬ فكيف يتأثر بدعوة عصيدية فئوية طائفية عنصرية.

كل حملة من حملات الحروب العسكرية والفكرية والثقافية والإعلامية٬ تعقبها موجة صحوة إسلامية٬ أشد عودا وأصلب حجة٬ وأكثر أنصارا وأتباعا٬ فمثل هذه المحاولات البئيسة لتشكيك المسلمين في دينهم وعقيدتهم وتاريخهم ورموزهم٬ وهذه المحاولات المشبوهة لزرع الفتنة بين أبناء الوطن٬ كلها سترجع خائبة٬ وستزيد المسلمين تمسكا بمسلمات دينهم وتاريخهم.

«مهرجان تويزة».. تشكيك في التاريخ والدين وطعن في إمارة المؤمنين

وطالما أن موضوع الدين لم يقدم فيه عصيد وأصحابه أي اقتراح أو أي جديد٬ أو قراءة أو حلول.. فقط الشعارات٬ من قبيل:

لماذا لا نقرأ القرآن قراءة فلسفية؟

علينا دراسة القرآن على أسس الفلسفة والعلوم الحديثة.

وغيرها من الدعوات والنداءات الكسولة٬ التي تكتفي بالنقد والنقض والهدم والتشكيك٬ دون أن تشمر عن ساعد جدها٬ وتبرهن على علو كعبها٬ وتنخرط بإيجابية في البناء.

فقد آثرت أن يكون موضوعي هذا٬ دردشة تاريخية٬ حول بعض المغالطات التي تم تقديمها٬ في مهرجان “تويزة” تحت غطاء الثقافة والفكر والبحث٬ خلال مناقشة موضوع: “قراءة جديدة في الفتوحات الإسلامية”.

معلوم أن عصيد يؤمن إيمانا مطلقا٬ أن الأمازيغ قبل مجيء الإسلام٬ كانت لهم دول ومماليك٬ متقدمة ومزدهرة ومتطورة حرة وذات سيادة٬ وأن المسلمين دمروا هذه الحضارة وأسقطوا هذه الدول٬ وأن الإسلام سبب تخلف المنطقة٬ التي كانت مرتبطة بالحضارة الرومانية. ولهذا السبب فعصيد يكن عداء وحقدا٬ لكل ما يمت للعرب والمسلمين والإسلام بصلة٬ باعتبارهم سبب تخلف الأمازيغ وضياع أمجادهم وحضارتهم، وربطهم بالإسلام٬ في الوقت الذي كانوا مرتبطين بالحضارة الغربية. لذلك حاول حين استضاف المفكر العلماني التونسي٬ يوسف الصديق٬ يوم الجمعة 12 غشت٬ أن يوجه كلامه بما يخدم نظريته.

لا شك أن في النظرية التي يؤمن بها عصيد٬ مغالطات كثيرة٬ وهي ليست محل إجماع بين المختصين من مؤرخين وأنتروبولوجيين وسوسيولوجيين وغيرهم من الباحثين٬ لكن عصيد يميل إليها لأنها تخدم مشروعه العلماني (وليس الأمازيغي).

لذلك لن يتحدث عصيد أبدا عن الاحتلال القرطاجي والروماني لبلاد الأمازيغ٬ ولن يتحدث عن الاحتلال الفرنسي والإسباني والإيطالي٬ لن يتحدث عن جرائم هاته الاحتلالات٬ لن يتحدث عن قتلها للأمازيغ والاستغلال الجنسي لنسائهم وحرق محاصيلهم.

صحيح أنه قامت في بلاد الأمازيغ ممالك٬ حكمها ملوك يقال أنهم أمازيغ٬ (لا نعلم من أمازيغيتهم أي شيء) وقد كان الشمال الإفريقي تحت الاحتلالين القرطاجي والروماني٬ فكان من زعماء الأمازيغ (الوثنيين آنذاك) العميل لهذا الطرف أو ذاك٬ وكانت روما٬ تمن على الأمازيغ وتتفضل عليهم٬ بالجنسية أو المواطن٬ وتستعمل بعضهم لقتال إخوانهم الأمازيغ٬ من القبائل المتمردة.

وثابت في التاريخ أن روما هي التي أجلست عميلها٬ جوبا على عرش موريطانيا الطنجية٬ وهي ولاية تابعة لروما٬ (يحلو لعصيد وأمثاله أن يسميها مملكة أمازيغية) ثم سار على نهجه٬ ابنه بطليموس وهو كغيره من الملوك٬ الذين يسمون أمازيغ٬ تربى في البلاط الروماني٬ فأين تتجلى أمازيغيته٬ هل في اسمه أم في لغته ولسانه أم في ثقافته؟ بطليموس هذا اغتاله ابن خالته كاليغولا الإمبراطور الروماني٬ (لاحظ ملك أمازيغي ابن خالته هو الإمبراطور الروماني) لتنتهي بذلك خرافة المماليك الأمازيغية القديمة. التي لم تكن سوى ولايات ومقاطعات تابعة لروما٬ أو في أحسن الحالات تحكمها روما بالوكالة عن طريق عملائها٬ الذين تربيهم وتصنعهم في بلاطاتها وقصورها.

هذه الحقيقة التاريخية٬ هي التي جعلت عصيد يوحي لضيفه التونسي٬ أن يقول بأن الخلفاء المسلمين٬ كانوا عملاء للبيزنطيين. للتغطية على فضيحة الممالك الأمازيغية المزعومة٬ ممالك لم تخلف لنا أية آثار أو حضارة أو تراث أو وثائق، كل ما هنالك عمران وآثار وحضارة وأسماء رومانية.

إن البكاء على ضياع حضارة أمازيغية٬ وتحميل المسلمين والعرب مسؤولية ذلك٬ يدل على تحامل واضح بيِّن٬ خاصة أن المنطقة تعرضت لحملات غزو عديدة، هي الغزو الفينيقي والإغريقي والفارسي والوندالي والروماني والبيزنطي والأوروبي٬ ولعل من الأمثلة الواضحة أيضا٬ عدم حفاظ أمازيغ جزر الكناري على لغتهم واستقلاليتهم٬ فما ذنب العرب والمسلمين في هذا الأمر أيضا.

أما الدندنة حول فرض الفاتحين المسلمين الجزية على من لم تسلم من القبائل الأمازيغية أو قتالها إن رفضت٬ واللعب على عواطف المتلقي٬ بإبراز مشاهد وآثار ولوازم الحرب٬ فإن الرد عليه لا يحتاج متخصصين أو باحثين٬ ذلك أن للحروب قواعدها وقوانينها٬ وما فعله الفاتحون الذين حرروا الأمازيغ من شركهم ووثنيتهم أولا٬ ومن تسلط البيزنطيين عليهم ثانيا٬ ومع ذلك فقد خيرت الكاهنة (هي زعيمة أمازيغية مشركة٬ كانت تعبد فزاعة٬ تحملها معها أنى حلت وارتحلت) شعبها بين القتال إلي جانب الرومان٬ أو حرق محاصيلهم٬ ونفذت وعيدها٬ بحرق تونس كاملة٬ وتحالفت مع الروم لقتال القبائل الأمازيغية التي أسلمت راضية وعن قناعة٬ فلماذا إغفال هذا الإجرام.

ختاما لقد جعل الإسلام من الأمازيغ أسيادا٬ وصهرهم مع إخوانهم العرب في بوتقة واحدة٬ فكانوا مستقلي الإرادة والاختيار٬ لذلك بايعت القبائل الأمازيغية بكامل الرضى والحرية والاستقلالية٬ السلطان إدريس الأول٬ وتحت راية الإسلام قامت ممالك وإمبراطوريات أمازيغية مسلمة حقيقة٬ وليست كتلك المقاطعات التابعة لروما التي يفتخر بها عصيد٬ ضدا فقط في الإسلام والمسلمين٬ وإلا فلماذا لا يتحدث عن دولتي المرابطين والموحدين الأمازيغيتين الإسلاميتين القويتين والمستقلتين.

آخر اﻷخبار
7 تعليقات
  1. عصيد الإرهابي لا حل له سوى أن يطبق عليه شرع الله. و لكن مع الأسف الدولة، التي يفترض أن تطبقه، لا تعترف بشرع الله و لا تتسامح مع من يدعو إليه…

  2. اللهم بارك لافض الله فوك….
    عصيد يترنح وسط عصيدة الكذب والتزوير وستحرقه عصيدته التي اشعلها شاء ام ابى وكم مضى قبله من المرتزقة الحاقدين على الاسلام فنسيهم الناس ففرعون هو اكبر ملحد عرفه التاريخ والنمرود بن كنعان الم يذلوا شر ذلة فلن يصل عصيدة وحلفاءه الى كذب فرعون او هامان وجنودهما…….فان مقاليد السموات والارض بيد علام الغيوب العليم الحكيم سبحانه فنرجوه تعالى ان يريحنا من كيد عصيد فان موسى عليه السلام دعا على فرعون فغرق هو وجنوده…… @والله يحكم لا معقب لحكمه@ وكفى بالله وكيلا وكفى بالله حسيبا

  3. الشيطان سول لهم وأملى لهم ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم اسرارهم فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربوبون وجوههم وأدبارهم ذلك بأنهم اتبعوا ماأسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله اظغناهم ولونشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم…
    …………ان عصيدا يدعو الغيورين على دينهم ان يعملوا وإن الله على نصرهم لقدير اللهم إنا نعوذ بك من الفتنة ماظهر منها وما بطن

  4. لماذا لا نسمع بأنشطة وندوات فكرية للأمازيغ الاحرار المعتزين بأسلامهم يدحضون ويبينون بالحجة والبرهان زيف واباطيل الطرح العلماني الامازيغوي؟ أم أن الساحة خلت لأعداء الإسلام يصولون ويجولون ويستضيفون من شاؤوا من العلمانيين الذين أنهزموا في عقر ديارهم حيث أقبل الشباب على الإسلام وصوت الشعب للتيار الإسلامي مما حذا بالعلمانيين للاصطفاف وراء دعاة إستئصال الإسلاميين اما بسجنهم أو قتلهم.

  5. مما يثير الاستغراب أن من يطعن في الإسلام وإمارة المومنين لا أحد يحاسبه اما اذا جهر عالم او خطيب جمعة بقول الحق اتخذت في حقه إجراءات استعجالية بالتوقيف والعزل. لا شك أن هذه الشرذمة من العلمانيين لهم حصانة وحماية خارجية . والا كيف يجرؤون على النيل من الثوابت المنصوص عليها في الدستور.. والاغرب من هذا كله أن تتكرر هذه الاستفزازات التي تغيظ المومنين و المجلس الأعلى للعلماء ساكت و الحكومة التي يتراسها الإسلاميون لا يهمها هذا الأمر.

  6. قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : « ذَاقَ طَعْمَ الإيمانِ : مَنْ رَضِيَ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمَّدٍ رَسُولاً » رواه مسلم.

    الملحد أنكر وجود الخالق بديع الأكوان؛ فتجرّع مرارة الشك والنّكران!

    والمشرك لم يرض بنور الإسلام، الذي يدعو إلى التوحيد والكفر بالأوثان؛ فذاق عذاب الشرك
    والكفران!

    والعلماني لم يرض بشريعة الرحمن، وأنكر حُكم الله النّافذ في الأكوان، وارتمى في أحضان
    أعداء الملك الديّان؛ فذاق خيْبة التخبّط والخذلان، فهو مُهان!

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M