مهزلة جديدة لعصيد: “الإسلام الراديكالي” يتحمّل مسؤولية الإساءة إلى الرسول!

08 نوفمبر 2020 19:30
نشطاء الفاسيبوك غاضبون: لماذا لم يتعاطف العلمانيون مع المسلمين بنيوزيلاندا كما فعلوا مع "je suis paris"؟

هوية بريس- محمد زاوي

ألم يان لعصيد أن يتوقف عن التلفظ بالمهازل النظرية؟ ألم يبلغه أن سمعته الثقافية قد تآكلت عند المثقفين، بل إنها لم تصلهم أصلا؟ أليس من العيب أن يدلس عصيد على صغار العقول من الناس؟ أليس من المضحك أن يبحث عن التفاسير في مخيلته الواسعة، لا في التاريخ والواقع الملموس؟

يفسر أحمد عصيد الرسوم المسيئة للرسولﷺ بكونها ردة فعل على “سعي الإسلام الراديكالي إلى فرض قيم لا يقبلها منطق ولا عقل في إحدى أكبر الدول العلمانية: فرنسا”. ويجهل حقيقة مفادها أنّ: الإرهاب وازدراء الأديان كليهما نتيجة سياسات الغرب الرأسمالي. وكأن عصيد يحاول أن يجعل الواقع غير الواقع، بنسبة الإرهاب إلى المستغَلّين فيه (والمنفِّذ مسؤول ومدان بجريمته)، وازدراء الأديان إلى مدّعيه (ومدعي الحرية متحقق بفعله وإرادته النفسية). وكأنه يحاول أن يجعل قواعد التاريخ غير قواعد التاريخ، بإرجاع التفاسير إلى ما يدعيه الأفراد، لا إلى شروطهم التاريخية.

ويقول: “الرسوم الكاريكاتورية جاءت لتسخر من المسلمين بسبب ما قالوه وما صرحوا به سواء في مساجدهم أو منشوراتهم أو أشرطتهم، أو ما ترجموه من كتبهم التراثية إلى اللغة الفرنسية”.

تكلم عصيد، هنا، عن فرنسا، وكأنها دولة بلا إعلام، وكأن المحتوى التعريفي بالإسلام يصنعه المسلمون في فرنسا، وهم لا يكادون يصنعون حتى قيم وعقائد أبنائهم كما يجب. يغيب عن ذهن عصيد أن الإسلام في أوروبا خطابات ثلاثة: خطاب حضاري، خطاب عولمي أمريكي الهوى، خطاب فرنسي ينافس الخطابين الأولين. وإذ يغيب عن ذهنه كل ذلك، فإن يفضل الاستراحة والاطمئنان في أرض لا جدل فيها ولا تفاصيل.

وقال: “الإسلام الراديكالي لا يؤمن بقيم الحرية والمساواة والأخوة التي تقوم عليها فرنسا، ويريد أن يقدّم ما هو أفضل عندهم”. تلك هي فرنسا القيم، في ذهن عصيد. فرنسا البورجوازية المنحرفة والمنتكسة، فرنسا أنوار الاستعمار العسكري في آسيا وإفريقيا، فرنسا الرأسمال الذي يعيش على تكريس التبعية والاستغلال في المستعمَرات القديمة. ولأنها كذلك، فإنها لا تحتاج من يعطيها الدروس في: الحرية والمساواة والأخوة.

ملحوظة:

“الإسلام الراديكالي”: عبارة غير مفهومة.

أما الإرهاب باسم الإسلام فندينه جميعا، ونعلم أنه صناعة غربية رأسمالية، يعاد إنتاجها في سياقات مختلفة، وقد يصل صداها إلى جهلة متهورين ذوي قابلية هنا وهناك.

وأما الإسلام فهو دين الدولة الرسمي، ودين المجتمع منذ زمن، وقد بنيت عليه اختيارات خاصة، وهو وسيلة من الوسائل الدبلوماسية ذات النجاعة في إفريقيا وآسيا وأوروبا.

وجب التحديد إذن، حتى نعلم المقصود من عبارة “الإسلام الراديكالي”، وإلا بقينا في “أخذ وردّ” لا يسمنان ولا يغنيان من جوع.

آخر اﻷخبار
3 تعليقات
  1. هناك تحريض وتمجيد للارهاب في موقع هسبريس الاماراتي الذي يسوق له. هل تقبل اجهزة الامن في هذا البلد تعليقات تمجد الهجوم على السفارة السعودية في هولاندا. يجب وضع حد للحثالة التي تهاجم الاسلام في المغرب

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M