موافقة غريبة ومرافقة عجيبة.. جنازتا إمامي مسجد بلهواري بأسفي

29 سبتمبر 2016 22:12
موافقة غريبة ومرافقة عجيبة.. جنازتا إمامي مسجد بلهواري بأسفي

هوية بريس – ذ. الحسن رسبي

حج ظهر أمس الأربعاء 26 ذي الحجة 1437هـ موافق 28/9/2016م غالبية أئمة أسفي إلى مسجد بلهواري لإلقاء النظرة الأخيرة على زميلهم في وظيفة الشرف الأولى الإمام الخطيب السيد عمر بران (حوالي 40 سنة) الذي فارق دنيانا أول أمس في صمت وهدوء ودون أن يعلم به أحد إلا الله -وهو داخل المقصورة منذ الزوال إلى حدود المغرب- إذ دخلها يستريح عقب عودته من أحد المختبرات الطبية أجرى به تحليلا عاديا ضروريا لحالة الإصابة بمرض القلب التي يعاني منها، ولم يفطن إليه ويعرف بأمره إلا المؤذن الذي تعود على أن يخلفه في المهام حين كل غياب.

وأمس كانت جنازته محجا للمواساة والتضامن والتآزر من قبل شفعاء الأمة الذين قال في حقهم الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام: (أئمتكم شفعاؤكم) من جهة، والتألم والتأثر والترحم من قبل الساكنة والمعارف والمصلين من جهة أخرى، لكن الجميع قد فوجئوا وهم يلجون المسجد بوجود جنازة ثانية في خط متواز مع الأولى وهما معدتان معا داخل المقصورة للصلاة عليهما، فمن يكون هذا المترجل الثاني؟؟ إنه أول وأقدم إمام لنفس المسجد (مسجد بلهواري) الشيخ المكي بن سيف الذي أم المصلين بهذا المسجد منذ افتتاحه حوالي 1961 إلى حدود 1994 وقد عمر طويلا إذ عاش حوالي القرن أو يزيد، وكأنه الآن (فجر هذا اليوم) علم بخبر موت خلفه ابن الأربعين فسأله الرفقة إلى دار البقاء وهكذا دعونا لهما في الصلاة بصيغة التثنية (اللهم إنهما عبداك ابنا عبديك ابنا أمتيك كانا يشهدان ألا إلاه إلا أنت وأن محمدا عبدك ورسولك وأنت أعلم بهما اللهم إن كانا محسنين فزد في إحسانهما وإن كانا مسيئين فتجاوز عن سيئاتهما، اللهم لا تحرمنا أجرهما ولا تفتنا بعدهما واغفر لنا ولهما…).

لقد أكرمهما الله إكراما عظيما إذ جمع في الصلاة عليهما شفعاء الأمة بهذه المدينة، القانتين بالليل الراكعين والساجدين في كل حين، وهو أمر لم يتيسر لذوي المال والجاه والسلطة والنفوذ، إنه الاصطفاء الرباني لحفظة القرآن، والإنعام الإلاهي على جنود الخفاء الذي يصدقون قلبا ويحفظون صدرا ويبتغون أجرا من قوله تعالى: “هو الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين” الآية.

فاللهم أكرم أئمتنا بكل خير، واقض حاجاتهم، واشف مرضاهم، وارحم موتاهم وأحسن في كل الأمور خاتمتهم بفضلك وكرمك يا أرحم الراحمين، اللهم آمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه آميــن.

آخر اﻷخبار
3 تعليقات
  1. الله أكبر الله أكبر اغرورقت عيناي وبكيت واعتصرت قلبي ودموعي وتأثّرت كثيراوأنا أقرأ عن هذين النفسين الرابحتين(يختصّ برحمته من يشاء) بالقنوت والسجود رغم ضعفم وضعف أجرتهم بينما آخرون يملكون الدنيا ولكن أوقاتهم جلها عن ربهم غافلون.اللهم ارحم الجميع يارب واجعلنا من النفوس الرابحة.

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M