“مواليد الاغتصاب” غصة في قلوب نساء الروهنغيا المسلمات

05 يوليو 2018 23:28
مسلمات الروهينغا.. اغتصاب جماعي وبقر بطون

هوية بريس – وكالات

بعد مرور 10 أشهر على أعمال العنف والاغتصاب التي ارتكبها الأمن ومتطرفون بوذيون في ميانمار بحق أقلية الروهنغيا في أراكان، أصبحت دلائل الاغتصاب واقعا ملموسا جراء عشرات المواليد دون آباء في المخيمات.

وبهدف تسليط الضوء على هذه القضية الحساسة، أجرت وكالة “أسوشييتد برس” تحقيقا صحفيا في مخيمات “كوكس بازار” للاجئين الروهنغيا في بنغلادش.

ووجدت الوكالة انتشارا واسعا لحالات ولادة لدى ضحايا الاغتصاب من نساء الروهنغيا المسلمات، فضلا عن أطفال دون عائلات.

إحدى هؤلاء هي فتاة في الثالثة عشرة من عمرها، تروي كيف اغتال المتطرفون الهندوس طفولتها لتصبح الآن أما لطفل لا تدري من أين جاء أو كيف ستتصرف معه.

وقالت الطفلة التي رفضت الكشف عن هويتها للوكالة، إنها عندما كانت في منزلها بأراكان، فوجئت باثنين من الجنود اقتحموا المنزل وقاما باغتصابها.

وأضافت أنها منذ تلك اللحظة أصبحت تواجه مشكلة كبيرة خاصة عندما بدأت أعراض الحمل تظهر عليها.

وقالت إن الحمل دمر حياتها، وحادثة الاغتصاب نفسها اغتالت براءتها.

وأوضحت أنها حاولت التخلص من الحمل بالذهاب إلى عيادات للإجهاض، لكن الأطباء قالوا إنها قد تفقد حياتها إذا خضعت لمثل تلك العملية بسبب صغر سنها.

وأصبحت منذ تلك اللحظة تواجه واقعا مريرا، بحسب وصفها، بأنها تحمل طفلا لجندي بوذي في أحشائها دون وجه حق.

وتتردد الكثير من القصص المماثلة بين أوساط نساء الروهنغيا في المخيمات، ومنهن من اختارت الإجهاض في عيادات رخيصة، والبعض منهن كن يلقين حتفهن فيها.

من جانبها، قالت دانيلا كاسيو من منظمة أطباء بلا حدود، بحسب المصدر نفسه: “أنا واثقة أن الكثيرات لقين حتفهن أثناء الحمل أو أثناء الولادة”.

وبحسب “أسوشييتد برس”، أصبح الواقع في مخيمات بنغلادش المكتظة، أن هناك أعدادا كبيرة من المواليد بلا آباء الآن.

وقالت إحدى النساء للوكالة إنها حاولت جاهدة إخفاء حملها بسبب “وصمة العار” التي ستلاحقها جراء ذلك.

وأشارت إلى أن ذلك أضاع فرصها في الزواج لعدم قبول الرجال الزواج منها.

وفي أبريل الماضي، قالت الناشطة الروهنغية راضية سلطانة، الباحثة بمؤسسة “كالادان” (مؤسسة إعلامية غير ربحية تتخذ من بنغلادش مقرا لها) في إفادة أمام مجلس الأمن الدولي، إن “القوات الحكومية اغتصبت أكثر من 300 امرأة وفتاة في 17 قرية في ولاية أراكان (غرب)، خلال مهاجمة أكثر من 350 قرية منذ غشت 2017”.

وأردفت قائلة: “مئات من الجنود ارتكبوا تلك الجرائم في أنحاء الولاية بشكل ممنهج”.

وقدمت الباحثة الروهنغية صورا مروعة وتفصيلية عن بعض تلك الجرائم التي “تضمنت تشويه الأعضاء التناسلية للنساء بعد اغتصابهن، بهدف بث الرعب بين نساء الروهنغيا وإنهاء نسلهن”.

وفي 25 غشت 2017، أطلق جيش ميانمار ومليشيات بوذية متطرفة موجة قمع ضد أقلية الروهنغيا المسلمة في إقليم أراكان.

ووصفت الأمم المتحدة الحملة بأنها “تطهير عرقي”، وأسفرت عن فرار نحو 700 ألف روهنغي، 60 بالمائة منهم أطفال، إضافة إلى مقتل ما لا يقل عن تسعة آلاف آخرين.

ولا تعتبر ميانمار الروهنغيا مواطنين، وتقول إنهم “مهاجرون غير شرعيين من بنغلادش”، فيما تصنفهم الأمم المتحدة على أنهم “الأقلية الأكثر اضطهادا في العالم”، وفقا للأناضول.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M