موقع لوب لوغ: أريحونا من فزاعة الإسلاميين التي أطلقها بن زايد

12 أكتوبر 2019 00:56
هاجمت مجلة فوربس الأمريكية ولي عهد أبوظبي محمّد بن زايد آل نهيان، ووصفته بـ "ديكتاتور استخدم موارد بلاده المالية والعسكرية للقضاء على الميول الديمقراطية في المنطقة تحت ذريعة محاربة التطرف الإسلامي". جاء ذلك في مقال لوليام هارتونغ، مدير برنامج الأسلحة والأمن بمركز السياسة الدولية بالولايات المتحدة، نشرته المجلة على موقعها الإلكتروني، أمس الخميس. وتطرق الكاتب في المقال للدور الذي يلعبه بن زايد وبلاده في المنطقة وتورطهم في دعم ميليشيات الجنرال المتقاعد خليفة حفتر في ليبيا ضد حكومة معترف بها دوليًا، فضلًا عن ضلوع بلاده في الهجمات التي ترقى إلى جرائم حرب في اليمن. وقال هارتونغ إن محمد بن زايد كان إلى الآن جزءًا من المشكلة التي يواجها الشرق الأوسط، وليس جزءا من الحل؛ وهو في النهاية دكتاتور استخدم موارد بلاده العسكرية والمالية للقضاء على الميول الديمقراطية في المنطقة، تحت ذريعة محاربة التطرف الإسلامي. وداخليًا، يضيف هارتونغ، يدير محمد بن زايد دولة "لا تحتمل معارضة سواء بالكلمة أو بالفعل، وتقوم بسجن نقادها وتتجسس على مواطني الولايات المتحدة وبريطانيا والإمارات ودول أخرى". ولفت إلى شهادة منظمة "هيومن رايتس ووتش" بسوابق الإمارات التي تظهر انها دولة "تعتقل بشكل عشوائي وفي بعض الحالات مسؤولة عن الاختفاء القسري للأفراد الذين ينتقدون السلطات". وذكر الكاتب الأمريكي في المقال أن الإمارات مازال لديها علاقات وثيقة مع ميليشيات ومجموعات انفصالية ضالعة في عمليات تعذيب وقتل المدنيين في اليمن، وساعدت في دفع البلاد إلى حافة المجاعة. ونوه ايضًا إلى أن حكومة بن زايد سلحت ودعمت قوات الجنرال خليفة حفتر في ليبيا ضد حكومة الوفاق المعترف بها من الأمم المتحدة في انتهاك مباشر لحظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة وبحسب الكاتب، فان المغامرة العسكرية للإمارات أفادت كثيرا الولايات المتحدة التي قال إنها قدمت لأبوظبي أسلحة بقيمة أكثر من 27 مليار دولار على مدار العقد الماضي، تشمل طائرات مقاتلة من طراز F-16 ومروحيات أباتشي الهجومية فضلا عن آلاف العربات المدرعة وعشرات الآلاف القنابل والصواريخ. ورأى هارتونغ أن من الأسباب التي دفعت إلى اجتياز الإمارات قدرا كبيرا من الانتقادات امتلاكها واحدة من أقوى جماعات الضغط في واشنطن، بحسب ما وثقت مبادرة الشفافية في التأثيرات الأجنبية، في مركز السياسة الدولية، في تقرير لها أكتوبر / تشرين الاول 2019. وأشار أن الإمارات في 2018 لوحده، أنفقت اكثر من 20 مليون دولار على 20 من شركات الضغط التي عملت على أكثر من 3 آلاف نشاط متعلق بأنشطة الضغط، من بينها ترتيب اجتماعات مع أعضاء في الكونفرس والإعلام ومراكز الأبحاث المؤثرة. كما لفت أن الشركات التي وظفتها الإمارات دفعت اكثر من 600 ألف دولار على شكل مساهمات سياسية.

هوية بريس – وكالات

نشر موقع لوب لوغ الأميركي مقالا يفيد بأن النشاط الذي يتبناه ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد في الغرب لشيطنة “الإسلاميين” نابع من الخوف من نشاط المجتمع المدني في دولته والمنطقة العربية.

وأوضح -في مقال كتبه أندرياس كريغ- أنه ومنذ الربيع العربي، كان مسؤولو الإمارات أول من استخدم رواية “مكافحة الإرهاب ومناهضة الحركة الإسلامية” وسيلة لقمع المجتمع المدني بالداخل وجميع أنحاء المنطقة.

ومن أجل هذا الاستخدام -يقول كريغ- أقامت الإمارات شراكة مع حلفاء مريبين بالغرب: جماعات يمينية تكسب أموالا من نشر الخوف من “الإسلاميين”.

ويقول أيضا: هناك تداخل غريب بين الأفكار التي يستخدمها المنظرون الرئيسيون للأيديولوجيات المعادية للإسلام التي تروّج لنظريات المؤامرة وبين الرسائل الرسمية لحكومة الإمارات حيث تلمّح إلى صياغة سياسة أمن داخلي للدول الأوروبية.

واجهة الطغاة
ويضيف أن النشاط المحموم للإمارات لكسب قلوب الغرب وعقوله ضد العديد من الحركات الإسلامية “محاولة لخلق بعبع يتلاءم مع جمهور في انتظار أن تقوم دولة ذات أغلبية من المسلمين مثل الإمارات لدعم تحيزاته”.

ويقول إن ما تروّج له الإمارات واجهة يختبئ خلفها الطغاة المناهضون لثورات العالم العربي لإضفاء الشرعية على القمع، وتبرير التدخلات العسكرية وإخفاء الصحفيين والناشطين.

ففي مواجهة الربيع العربي بنسخته الثانية الحالية -يستمر المقال- فإن الرواية عن ثنائية “الاستقرار السلطوي” مقابل “الفوضى الإسلامية” تفشل في إدراك المنطقة الرمادية المتنامية للمجتمع المدني بالعالم العربي، وترفض إدراك أن “الحركة الإسلامية” ليست مهددا لبناء مستقبل سياسي أكثر تعددية.

اتساع مفهوم “الإسلامي”
ويركز الكاتب على أن مفهوم “الإسلامي” ظل واسعا يصف ما هو أيديولوجي وسياسي، وكذلك أشكال الحكومة التي تستعير المرجعيات الإسلامية وتقدمها منفصلة عن الإسلام، مضيفا أن استخدام المستشرقين البريطانيين والفرنسيين لمفهوم “الإسلامي” بالقرن 19 لم يميّز بوضوح بين “الإسلام، الإسلامي”.

وأضاف أنه وبعد عام 1979 فقط شهد مفهوم “الإسلامي” بعثا يربط بين “الإسلامي، التطرف، العنف” بترويج رواية تقول إن المسلمين يتآمرون لإنشاء كيان لحكم العالم.

ويمضي ليقول إن الذين يتصيدون بمفهوم “الإسلامي” باعتباره مصطلحا لفهم المجموعات السياسية “خدعونا جميعا”. فهم يضعون تنظيم الدولة الإسلامية في نفس الطيف السياسي مع حركة الصحوة “القبلية” أو “قوات الحشد الشعبي” بالعراق، كما أنهم يريدون الادعاء بأنه لا اختلاف بين تنظيم القاعدة وجماعة الإخوان المسلمين متعددة الأقطاب التي فازت بأغلبية بالانتخابات الحرة والنزيهة الوحيدة في مصر عام 2012.

الكل في سلة واحدة
ويضيف أنه بالنسبة لطغاة العرب اليوم وحلفائهم مروجي “الإسلاموفوبيا” بأوروبا والولايات المتحدة، فإن الذين يستعينون بعقيدتهم الدينية في النشاط السياسي وغيره يقفون في صف واحد مهما كانوا، ويتعرضون للسخرية ويُعاملون كتهديد.

وكان الكاتب قد أورد في مستهل مقاله أن هناك مركزا بألمانيا وهولندا يُسمى “المركز الأوروبي لدراسة مكافحة الإرهاب والاستخبارات” يضع شعارا له بالعربية ويضم صقرا أحمر الرأس، وهو رمز شائع بمنطقة الخليج.

وأضاف أن لهذا المركز روابط بمركز بحثي آخر ظهر مؤخرا في أوروبا وهو “العين الأوروبية لمراقبة التطرف” الذي يموّله علي الرشيد النعيمي المسؤول السابق بالاستخبارات الإماراتية والمدير الحالي لـ “منبر هداية” الذي يتخذ من أبو ظبي مقرا، وأن منشورات المركزين تتبنى الرواية الإماراتية التي لا تتسامح مطلقا مع “الحركات الإسلامية”.

نظريات مؤامرة خطيرة
وقال المقال إن المجموعات التي تتبنى الرواية الإماراتية تعتمد على الترويج لنظريات المؤامرة الغريبة الخطيرة، مثل أسطورة “تعريب أوروبا، التحالف الأحمر الأخضر” لتوحي بأن المسلمين يسيطرون على الولايات المتحدة وأوروبا، وهي نفسها التي روجّت لشائعة أن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما مسلم سرا وأن هوما عابدين مستشارة هيلاري كلينتون تنتمي للإخوان المسلمين وهي “مزروعة” في الخارجية الأميركية، وأن المملكة المتحدة تسيطر عليها الأحياء التي تحكمها الشريعة الإسلامية في البلاد وممنوع على السلطات الرسمية دخولها.

وعملت شبكة المعلومات المضللة الإماراتية برئاسة مروّجين بمجموعة هاربر وكامستول بالولايات المتحدة مع مدونين ومروّجين لنظريات المؤامرة لتغذية أوساط الجمهوريين والمحافظين خلال السنوات الثماني الماضية بهذه النظريات تحت ذريعة مكافحة “الإرهاب، مواجهة التطرف”.

تمويل واسع بأوروبا
وذكر أن الإمارات موّلت المناسبات المناهضة للإسلاميين ولقطر والتي ظلت تُقام من قبل كل من “مؤسسة المحافظين الجدد للدفاع عن الديمقراطية، معهد هدسون، منبر الشرق الأوسط اليميني، مشروع مكافحة التطرف وهو منظمة رديفة لمجموعة الضغط التابعة للمحافظين الجدد (متحدون ضد إيران نووية)”.

وأورد الكاتب عددا من مجموعات الضغط الأخرى التي موّلتها الإمارات في بريطانيا خلال “النسخة الأولى” من الربيع العربي والمستمرة حتى اليوم في “تسميم” الحوارات العامة بتغذيتها للصحفيين اليمينيين بسجل لنشر نظريات المؤامرة حول “الإسلاموفوبيا”.

ويختم المقال بأنه في فرنسا تسلمت الجبهة الوطنية اليمينية مؤخرا دعما ماليا يبلغ ثمانية ملايين يورو من مصدر مريب في أبو ظبي.

المصدر: الجزيرة.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M