موقف الشيعة المغاربة من الصحابة

18 ديسمبر 2015 19:58
هوس التكفير في الفكر الشيعي

إبراهيم الصغير

هوية بريس – الجمعة 18 دجنبر 2015

إن موقف شيعة العالم من الصحابة موقف معروف، يتراوح في جميع أحواله بين السب والتحقير واللعن والتكفير، فالشيعة يعتقدون بردة جميع الصحابة ما عدا ثلاثة أو سبعة على أبعد تقدير.

ففي الكافي، أصح الكتب الحديثية الأربعة التي بنى عليها الشيعة دينهم، رواية عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: «كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وآله إلا ثلاثة فقلت: ومن الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي رحمة الله وبركاته عليهم».

واحدة من بين روايات عديدة اعتمد عليها الشيعة في اتهام الصحابة وأمهات المؤمنين، والحكم عليهم بالخلود في النار، بعد تكفيرهم وإخراجهم من دائرة الإسلام، وهو موقف خطير لما يترتب عليه من آثار غاية في الخطورة، حيث أن تكفير هؤلاء الأخيار رد لمروياتهم، وطعن في صاحبهم، وهدم لدين الإسلام.

موقف جعل الناس ينفرون من التشيع، إذ العقل السليم يرفض أن يختار الله لنبيه الطيب زوجة غير طيبة، وأصحابا غير مسلمين ينقلون عنه ملة الإسلام، مما استدعى الاحتماء واللعب بورقة التقية.

ورقة استغلها الشيعة المغاربة كثيرا في التستر على هذه العقيدة إلى حين تقدمهم في تنفيذ مشروعهم وأجندتهم التي أرادوها في المغرب الشيء الذي أكسبهم جرأة وإقداما.

فأصبحوا يتهجمون على الصحابة ويسبون ويلعنون ويكفرون علانية على صفحاتهم، وهذا ما سأحاول بيانه في هذه المحاولة بالإجابة عن سؤال: ما موقف الشيعة المغاربة من الصحابة؟

الشيعة المغاربة وموقفهم من الصحابة:

ينشط في المغرب بصورة علنية تنظيمان شيعيان هما: «الخط الشيرازي» المتطرف، والذي يعتقد أن تشيع أي إنسان لا يتم إلا بالبراءة من الصحابة ولعنهم وتكفيرهم، و«الخط الرسالي» الذي يقدم نفسه في ثوب الاعتدال ويتقي على مواقفه من الصحابة.

موقف شيعة طنجة من الصحابة:

«شيعة طنجة» أو ما أصبح يعرف ب«هيئة الإمام محمد الشيرازي» نسبة إلى المرجع العراقي المعروف بغلوه وتطرفه ومواقفه المتشددة اتجاه الصحابة وأمهات المؤمنين.

مواقف تلقفها المتشيعون المغاربة في هذه الهيئة بأفئدة فارغة وأدمغة مغيبة فراحوا يرددونها ويدعون إليها وفق منهج الكويتي ياسر الحبيب المعروف بلسانه السليط وآرائه المتطرفة.

فاعتقدوا وقالوا بجميع معتقدات غلاة الشيعة معتبرين أن زمن التقية قد ولى وأن إظهار هذه المعتقدات من صميم التشبث بالدين الشيعي وأسمى مرتكزاته.

وجعلوا سب الصحابة وتكفيرهم دينا، يوالون عليه ويعادون، والبراءة منهم فيصلا، ولعنهم ديدنا.

أطلق المتشيعان المغربيان (هـ-أ) و(هـ-ز) لسانيهما في الصحابة الكرام سبا ولعنا وتكفيرا وتبريا في حديثهما على قناة فدك في حلقة بعنوان «دهاء النظام المغربي في محاربة التشيع».

بينما تزين (ف-ح) صفحتها بلوحات اللعن والتكفير وأدعية التنقيص والتحقير.

ولا يمل (ع-خ) من سرد الروايات الباطلة وتأويلها على هواه ليستخرج منها تكفير الصحابة وينتصر لتشيعه المقيت.

ويترجم آخرون هذا الموقف إلى رسومات وتصاوير تنال من الصحابة وأم المؤمنين، كما تفعل الصفحة الرسمية لشبكة زاوية المعلوماتية الناطقة بلسان هؤلاء المتشيعين.

هذه أمثلة من طعن شيعة طنجة في الصحابة تبين موقفهم الذي لا نريد التركيز عليه لكون هؤلاء الروافض يفتخرون برفضهم ويصرحون بما يعتقدون، بقدر ما نريد تسليط الضوء على موقف شيعة الخط الرسالي الذي يتفنن في التقية ويتقن المراوغة والخداع أصحابه.

موقف شيعة الخط الرسالي من الصحابة:

لقد تعلم شيعة الخط الرسالي الدرس واستفادوا من فترة التنظيم السري قبل أن يخرجوا إلى العلن وتتكشف بعض أوراقهم، فاهتموا بالتقية وتمرسوا عليها، فحاولوا معارضة شيعة طنجة في مسلسل لتبادل الأدوار للتغطية على أجندتهم ومعتقداتهم.

فادعوا بداية أنهم حالة مغربية مستقلة وأظهرت الأيام زيف دعواهم، وزعموا أنهم معتدلون، لا يسبون ولا يلعنون ولا يكفرون الصحابة، وها هي صفحاتهم تفند زعمهم وتبطل دعواهم.

  • دون (ن-أ) بتاريخ 19-01-2015 على صفحته قائلا: «نظرية عدالة الصحابة في بعض مفرداتها، جريمة إزاء العقل العربي والمسلم».
  • وأضاف صديقه الآخر (م-أ) بتاريخ 20-11-2015: «أبدا ما كانت هناك خلافة إسلامية… وإنما كانت هناك خلافة أموية… وخلافة عباسية… وهلم جرا من تسميات… كلها كانت خلافات إجرامية في حق الإسلام الأصيل».
  • وقال (ع-ش) بتاريخ 18-02-2015: في معرض حديثه عمن يسميهم بالوهابية: «…تستند على تاريخ الأمويين وهم للتذكير -من كبار مجرمي التاريخ- وأهم بناة الاستبداد والفساد وأحد واضعي أسس الديكتاتورية في التاريخ البشري، مبررين أفعالهم الإجرامية بنصوص دينية من خلال مرويات أبي هريرة -شيخ المضيرة- وأحد أهم العقول الإلكترونية التي عرفها التاريخ».
  • وزاد المدعو (أحمد) على صفحة شيعة المغرب الأقصى بتاريخ 06-03-2015: «معلومة على السريع لقد كانت فاطمة ع تدعو على أبي بكر وعمر في كل صلاة».

ودون (ع-ش) على صفحته بتاريخ 03-10-2015، بعنوان “وللغدير لنا حكاية”: «في يوم 18 ذي الحجة بعد حجة الوداع وقف النبي عليه السلام بواد يعرف باسم (خم) وخطب في الناس معلنا ولاية علي عليه السلام.

اجتهد القوم فيما بعد على تحريف الوصية والانقلاب عليه في اليوم المشؤوم بالسقيفة، وبالتالي تم الإعلان رسميا عن نهاية مشروع التغيير لصالح قوى الاستكبار والمال والنفوذ».

وقال في تدوينة أخرى بتاريخ 16-11-2015: «منبع الإرهاب المدرسة المسماة الصحابة» وشرع بعدها في اصطناع ما عدها مثالب للطعن هؤلاء الأخيار.

وأختم بتدوينة أكثر وقاحة للمتشيع المغربي (ع-ش) بتاريخ 26-11-2015، يقول فيها متحدثا عن مقتل الحسين: «…قاتليك من البدو الأعراب، من بني أمية وباقي جحافل الصحابة المنافقين الذين اردتوا عن دين جدك، وسرقوا النار الإلهية وقبس النور وأخذوها إلى مراكز التزييف والتزوير مستبدلينها بالنار الشيطانية التي لا زالت موقدة ونارها موصدة تحرق الأخضر واليابس إلى يومنا هذا».

تكذيب وتخوين، اتهام بالنفاق وتزييف الدين، سب وتحقير، لعن وتكفير… قوام موقف الشيعة المغاربة اتجاه الصحابة الكرام رضي الله عنهم.

فهل يبقى -بعد هذا العرض اليسير- من يصدق أن هؤلاء المتشيعين استثناء؟

وماذا بعد أن تحقق تجني هؤلاء على مقام الصحابة الأخيار؟

هل ستسكت الوزارة الوصية على هذا التجني والإجرام؟

وهل يرضى المغاربة بمن يسب صحابة نبيهم الكرام؟

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M