موقف عصيد من زيارة وفد “حماس” للمغرب: أهو جهل أم تظاهر بالجهل؟!

20 يونيو 2021 13:23

هوية بريس – محمد زاوي

قال رئيس حركة “حماس” إسماعيل هنية، في أول كلمة له، بعد استقباله من قبل رئيس الحكومة المغربية والأمين العام لحزب العدالة والتنمية سعد الدين العثماني، وكذا من قبل عدد من أعضاء الأمانة العامة ومناضلي الحزب، بأن “زيارته للمغرب تأتي برعاية جلالة الملك محمد السادس، وباحتضان الشعب المغربي العزيز”.

هذه هي العبارة التي استشاط بسببها أحمد عصيد غضبا، بعدما اكتشف أن خط الدولة المغربية الجدلي غير خطه المثالي. اكتشف ذلك متأخرا، بل صُدم بنتائجه. فأخذ ينفي أن يكون للدولة دخلٌ في زيارة إسماعيل هنية للمغرب، وزعم تحمل حزب العدالة والتمية وحده مسؤولية هذه الدعوة، لغايتين في نفسه: “ترقيع الصف الداخلي”، و”استغلال قضية إنسانية في معركة انتخابية”.

فلنترك كل هذا جانبا، ولننبه أحمد عصيد إلى القرائن التالية:

– استقبال إسماعيل هنية والوفد المرافق له في إقامة رئيس الحكومة.

– تخصيص أفراد من الحماية الخاصة بالملك محمد السادس للوفد الفلسطيني.

– إقامة مأدبة عشاء رسمية على شرف الوفد.

– تغطية العشاء الرسمي على القناة الأولى.

– تصريح هنية بأن حيثيات وقضايا الزيارة ستكون “على طاولة الملك محمد السادس”.

– تنسيق لقاءات واتصالات مكثفة للوفد بهيئات رسمية وشعبية.

– أخبار عن لقاء للوفد بوزيز الخارجية ناصر بوريطة، ومسؤول “لادجيد” ياسين المنصوري.

… إلخ.

أكل هذا من وحي “العدالة والتنمية”؟!

هل أصبح “العدالة والتنمية” دولةً بين ليلة وضحاها؟!

لا يقف عصيد عند هذا الحد، بل يتعداه ليطلب من إسماعيل هنية إبداء موقف واضح من قضية الصحراء المغربية، ويدعو من يتواصلون معه إلى حثه على ذلك. وفي هذا، جهل من عصيد مزدوج وهو كالآتي:

– النهج الذي اتخذته “حماس” في التواصل مع مختلف الهيئات والمنظمات والدول، وهو الاستفادة منها جميعا لصالح القضية الفلسطينية (=برغماتية مقاومة).

– أهداف الدولة المغربية من استقبال هنية والوفد المرافق له، وهي تخدم القضية الوطنية بطريقة أخرى غير فرض موقف بعينه على “حماس”. فقد دأبت الدولة المغربية على ربط اتصالات بكل قوة صاعدة في فلسطين، لتكون لها القدرة على الفاعلية أكثر في ملف “القضية الفلسطينية”، ونفس الأمر هو -ربما- ما يتكرر مع “حماس”.

وإنني لا أدري: هل ما قاله عصيد من جهله بالسياسة ومنطق الدولة؟! أم أنه تظاهر بالجهل لتلبية نوازع إيديولوجية وسياسية بعينها؟!

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M