نضال متجدد من أجل الاستقلال وضمان الوحدة الترابية

17 نوفمبر 2020 12:54

هوية بريس – ذ. أنس الحموني*

في مثل يوم الغد من سنة 1955، تم الإعلان الرسمي عن قهر قوى الاستعمار الفرنسي والإسباني رغم ضخامة إمكانياتهما وإرغامهما على الاعتراف بحقوق المغاربة المشروعة في الحرية والكرامة.

عيد الاستقلال بالمغرب هو فرصة لاستحضار الملحمة البطولية التي وقعت في المغرب من قِبل شعبنا ضد الاستعمار. فمنذ سنة 1912، قام الشعب المغربي بالمقاومة بشتى الوسائل -السلمية كإصدار البيانات والتقارير من أجل توعية الشعب بأضرار الاحتلال وأهدافه والتحذير من التعاون معه، أو المقاومة المسلحة عبر معارك بطولية سواء في السنوات الأولى للاحتلال، أو في خمسينيات القرن الماضي مع انطلاق عمليات جيش التحرير- في جميع المناطق والثغور، وتكاثف أهل المغرب معاً للعمل على التخلص من هذا الاحتلال.

وسخرت فرنسا وإسبانيا كل طاقاتها العسكرية والمخابراتية لتقسيم المغرب وذلك باتباع سياسة فرّق تسود، وتم إصدار الظهير البربري لتقسيم الشعب المغربي سنة 1930. لكن الشعب لم يقبل بذلك، وقامت المساجد بدورها في التحسيس والتوعية بقراءة اللطيف والدعاء للوحدة والثبات وإفشال التفرقة، وزادت المظاهرات في شتى مناطق المغرب وصمد أهله أمام الاحتلال.

وكان الحاكم الشرعي في أعين جميع المغاربة هو السلطان محمد الخامس رحمه الله، الذي كان له موقف واضح برفضه سلطة الاستعمار على بلاده.

ففي عام 1947م قاوم الاحتلال بخطابه الرافض لفرنسا وإسبانيا وهو خطاب طنجة المشهور، وفي عام 1952 أثناء الاحتفال بعيد الجلوس على العرش أكّد مرة أخرى على موقفه الرافض للاحتلال الأجنبي. فكان الخطاب ثابتاً ومؤثراً في ثورة الشعب المغربي في الكفاح ضد هذا الاستعمار.

خرج المُتظاهرون بالتنديد ضدّ السلطة الاستعمارية غير الشرعية والمطالبة بخروجها من البلاد، ولكن عملت السلطات الفرنسية والإسبانية على خلع السلطان محمد الخامس ونفيه في عام 1953م إلى مدغشقر، وتنصيب ابن عمه محمد بن عرفة مكانه، وتم زرع الكثير من النعرات بين الشعب المغربي خصوصاً بين العرب والأمازيغ.

ولكن مع الكفاح المسلح، تمت قيادة حركات الجهاد والقتال الشرس وهي ما يعرف تاريخيا بثورة الملك وثورة الشعب لإخراج هذا الاستعمار.

نجحت المقاومة المغربية بإعادة الملك محمد الخامس إلى بلاده وشعبه يوم 18 نوفمبر 1955م، فأصبحت ذكرى ذلك اليوم يُحتفل بها رسميا كتاريخ عيد الاستقلال المجيد.

واحتفال المغاربة لهذه السنة بعيد الاستقلال، يتخذ نكهة خاصة، بعدما عبر المغاربة مرة أخرى على وطنيتهم الوحدوية، من خلال المواقف الواضحة لأحزابهم السياسية وفعالياتهم النقابية وهيئات المجتمع المدني التي دعت في بياناتها إلى التعبئة الشاملة وراء جلالة الملك محمد السادس القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية للدفاع عن حوزة الوطن وسلامة أراضيه وانسيابية معابره أمام حركة المواطنين والبضائع والسلع، ليشكل هذا الحدث، استمرار تاريخي لملحمة متجددة لثورة الملك والشعب ضد كل ما من شأنه أن يمس وحدة أراضيه ومقومات سيادته الوطنية.

عيد استقلال مجيد لجميع المغاربة الأحرار، من طنجة إلى لكويرة، وكل عام وأنتم بألف خير.

ـــــــــــــــــــ

*أنس الدحموني، فاعل نقابي

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M