نوادر الدروس الحسنية.. الحسن الثاني يعقّب على القرضاوي الذي كان يتخوف من طقوس الانحناء وتقبيل اليد

16 أبريل 2021 18:24

هوية بريس – متابعات

دُعي الشيخ يوسف القرضاوي في سنوات السبعينيات من القرن الماضي في العديد المناسبات ليلقي درساً دينيا أمام الملك الحسن الثاني، لكنه كما حكى ذلك، كان يتخوف من أن تفرض عليه طقوس لا يريد أن يقوم بها من قبيل الانحناء أو تقبيل اليد، وبعد إلحاح من طرف بعض الديبلوماسيين الذين تعرف عليهم بالخليج، لبى القرضاوي دعوة وزير الأوقاف عبد الكبير العلوي المدغري لإلقاء درس حسني أمام ملك المغرب في شهر رمضان الذي صادف سنة 1983.

لكن القرضاوي، الذي كان يشغل رئيس هيئة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، تعرض خلال الدرس الذي ألقاه في رحاب القصر الملكي بالرباط لموقف محرج.

وفق “الأيام” كان الدرس الحسني على عهد الملك الراحل الحسن الثاني بعيدا عن الدرس الذي يستأثر فيه طرف واحد بالحديث، إذ عرف عن الحسن الثاني تسجيل إضافة أو تعقيب في بعض الدروس التي ترأسها برحاب القصر الملكي، واحد منها الدرس الذي ألقاه الشيخ القطري المصري يوسف القرضاوي.

وبينما كان القرضاوي يلقي درسه المرتجل استشهد بحديث يقول: “يبعث لله للأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها”، وعقب الملك على قول المحاضر بأن هذه ليست الرواية الوحيدة وأن هناك رواية تقول: “يبعث لله للأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها” (أي أن الاختلاف كان هو زيادة “أمر” قبل دينها).

لكن القرضاوي لم يعجبه تدخل الملك في صلب الدرس الذي يلقيه، واعتبر أن الحسن الثاني لا يجب أن يقاطع عالما لأنه يعلم تفاصيل الموضوع الذي يلقيه.

ويحكي القرضاوي أنه افتتح الدرس بعبارة “مولانا الملك المعظم”، لكن ما أثار الانتباه هو أن المحاضر في ذلك اليوم نسي أن يرفع الدعاء للملك كما جرت العادة بذلك، لكن هذا السهو لم يمنع الحسن الثاني من مصافحته بحرارة ودعوته إلى العودة لإلقاء درس حسني في العام الموالي.

آخر اﻷخبار
1 comments
  1. هذه رواية الدطتور القرضاوي في مذكراته :
    مناقشة مع الملك:

    وفي آخر الدرس، أو قل: بعد أن ختمته، سألني الملك سؤالًا مهمًا على عادته في مناقشة العلماء، وذلك حين قال: إنَّ الذي نحفظه في رواية هذا الحديث: أنه بلفظ: «يجدِّد لها أمر دينها».قلت: هذا هو المشهور على الألسنة، ولكن الذي رواه أبو داود في كتاب الملاحم من «سننه»، ورواه الحاكم في «مستدركه»، ورواه البيهقي في «معرفة السنن والآثار»، كلهم متفقون على هذه الصيغة: «يجدد لها دينها»، والتجديد بالمعنى الذي شرحته لا حرج فيه.

    وقد كان هذا السؤال من الملك والرد عليه مني بصراحة، موضع حديث المغرب كله: أني رددت على الملك، ولم أُسلِّم له، كما يفعل كثيرون، ولا أرى في ذلك بطولة ولا فضلًا، فقد سأل الملك سؤالًا، وبيَّنت له الإجابة حسب علمي. ولن أحرّف العلم من أجل الملك، ولا أحسبه هو يرضى ذلك مني، ويبدو أن الذي تعوده الناس من العلماء: ألا يعقبوا على ما يقوله الملك.

    ولانشغالي بالدرس أكثر من انشغالي بالملك، لم أفكر في الدعاء له في ختام حديثي. فقد تركت نفسي على سجيَّتها، وكأنما أنا في درس في أحد جوامع الدوحة.

    وفي ختام المجلس: صافحني الملك بحرارة، وقال لي: نريدك أن تكون معنا في الموسم القادم. وطلب مني أن أبلغ سلامه إلى سمو أمير قطر الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، وقد فعلت. كما سلَّم عليّ وليّ العهد وكبار رجال الدولة، وسفير قطر، الأستاذ عبد الله الجيدة، عميد السلك الدبلوماسي في المغرب، وسفير عُمَان، وقد كان ممن يحضرون دروسي في الدوحة، وقد حصل على الثانوية من قطر، وهو من آل الحارثي.

    6
    1

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M