نواقيس الخطر دقت من زمان

03 سبتمبر 2017 11:00
حلق رؤوس المراهقين والشباب من التدابير الأمنية للحرب على «التشرميل»

د.أحمد اللويزة – هوية بريس

 يعيش المغرب أحداثا بعضها يبعث على منتهى الخجل،  أغلب هذه الأحداث مرتبط بالقيم والأخلاق، والتي تعطي صورة قاتمة عن الحالة المغربية الرديئة التي وصل إليها تدني الأخلاق والإسفاف الذي صار يطبع السلوك والممارسة لدى فئة عريضة من المجمع.

آخر هذه الأحداث التي أثارها الإعلام قضية اغتصاب “حمارة سيدي قاسم” و”فتاة حافلة البيضاء” من طرف شبان لم يكونوا ليفعلوا ما فعلوا لو لم يتعرضوا إلى عملية سلخ القيم ومسخ الأخلاق. وأنهم فقدوا كل صلة بالفضائل والمثل.

وإن المثير بعد كل حدث مشابه ما تكتبه بعض الأقلام من أن هذا الحدث أو ذاك يدق ناقوس الخطر ويدل على أن أخلاق المجتمع على المحك.

والحقيقة أن هذه الأحداث ومثيلاتها كثير لا تعد ولا تحصى بعضها لم يركز عليها الإعلام، وأخرى لم تصل إليه أصلا، وكثير منها نراه ونشاهده وكثير منها يقع في الخفاء أو لا تطلع عليه إلا فئة محدودة تدل على أن المجتمع يعيش حالة من التفنن والإبداع في مظاهر الانحراف الأخلاقي الرهيب، رهيب بما تحمل الكلمة من معنى؛ ونحن نتحدث عن مجتمع مسلم عريق في الإسلام وكان بوابة عبور الإسلام إلى إفريقيا وأوربا، ولا زالت معالم الإسلام التاريخية والحديثة شاهدة على ارتباطه بالإسلام، وحيث المجلس العلمي الأعلى، والمجالس العلمية المحلية، والقرويين، وابن يوسف، والمساجد والصوامع الشامخة والمعاهد التكوينية وهلم جرا..

كل هذا ويظهر فينا ألوان من الخنا والفجور والانحلال يقض المضاجع ويصيب المرء بالكرى مع المغص.

أما نواقيس الخطر فقد دقت من زمان، يوم دخلت المسلسلات المكسيكية، وجلست الأسرة مجتمعة تتفرج على الأجساد العارية، وتسمع عبارات الغزل والغرام، وتشهد فصولا من العلاقات المحرمة، ودقت يوم نشر السائح الصحفي البلجيكي فليب السرفاتي أفلاما وصورا توثق لمغامراته الجنسية الشاذة مع فتيات مغربيات من مدن مختلفة.

دقت حين صار الأب يحمل زوجته وأبناءه ليقفوا بالساعات في المهرجانات حيت الالتصاق والاحتكاك والكلام الفاحش ويرجعون مسرورين دون خجل.

دقت النواقيس يوم خرجت المرأة حاسرة الرأس كاشفة أطراف الجسد، وخرجت الفتيات في سراويل ضيقة، وصارت العلاقات بين الجنسين شبه علانية.

ودقت حين صارت الجموع من المغاربة المسلمين والمسلمات يجتمعون في الشواطئ عراة إلا من ستر العورة المغلظة.

أحداث لا يكفيها الحصر ولا يحصيها العد، هناك كان على الغيورين على الدين والقيم والأخلاق وسلامة المجتمع من التفكك والانهيار أن يشعروا بهذه النواقيس، وأن لا يغضوا عنها الطرف، أو أن يستهينوا بها ولا يلقوا لها بالا، أما الآن فقد فات الأوان وسكتت الأجراس وصك الأذان وأبهر العيون أحداث لم تكن في الحسبان ولا أن  تخطر على بال قبل سنين.

اغتصاب حمارة من لدن خمسة عشر قاصر، واغتصاب فتاة على مرأى من الناظرين، ومضاجعة جثة، وحفلات الجنس الجماعي، وصايتي حريتي، وتدخين الحشيش على الملأ، وتبادل الزوجات، واحتجاز الفتيات، وذبح الوالدين، وسبهما بأقذع السباب، وتسكع النساء كاشفات لعوراتهن في الفضاءات والأماكن العامة، وتبادل العناق والقبل وممارسة الزنا والدعارة في الشارع العام، وبيع الخمور واحتساءها على مرأى ومسمع من العامة، واستقبال الشواذ والعاهرات ليغنين في مهرجانات تحضرها العائلات، وتنقل على البث المباشر للأسر في البيوت، وإشهار القمار وتخصيص فضاءات مفتوحة للمقامرين، وانغماس الناس في أوحال الربا حتى صاروا يقترضون لأداء بعض القربات، وتقرب بعض الناس بالمعاصي وجعهلها عبادات، وإباحة المحرمات كما أفتى بذلك صاحب العشبة…

 ألوان وأشكال من المظاهر.. والغريب أن قليل منها أو بعضها في جانب معين هو ما يستفز الناس عموما، أما غيرها فلا يحرك فيهم ساكنا، رغم أنها لا تقل عنها شرا وفجاجة، بل فيها ما هو أفظع وأقبح. مما يدل على انحراف الفطر ومسخ العقول سرى على الأكثر وبنسب متفاوتة إلا من رحم الله.

لدي اليقين أن القادم أسوأ، وأن التيار سيجرف ما تبقى من القيم، وأن الذي سيحدث سيكون أبلغ في الصدمة، الدليل على ذلك أن من تتبع تفاعل القوم مع آخر الأحداث وكيف يشخصون وما يقترحون من حلول، يؤكد على أن الحبل لازال على الجرار، وأن هذا المد الإجرامي والانحلالي في المجتمع لن يتوقف، كيف سيتوقف والإسلام الذي نرجو منه أن يوقف هذا السيل الجرار بالعودة إليه والإعلاء من شأنه في حياة المجتمع صار هو المتهم وهو السبب فيما يقع، بمعنى أن الحل الجدري للعلاج صار هو أصل الداء عند القوم.

فأي سبيل وأي طريق سيكون هو ملاذ الإصلاح، وعلاج الأسقام، وتقويم الاعوجاج.

إن لم يكن الدين فمن؟ وما؟

أما نواقيس الخطر فقد دقت من زمان..

آخر اﻷخبار
3 تعليقات
  1. بارك الله في الكاتب على غيرته و لكن الذي دق قبل و لم يلتفت إليه الكاتب و أكثر الناس لا يلتفتون إليه حتى الدعاة منهم و هو أعظم ذنب عصي به الله : الشرك الأكبر.
    فكل ذنب مات عليه المسلم و لم يتب منه فهو تحت مشيئة الله إن شاء عفا عنه و إن لم يشأ عذبه بقدر ذنبه و لا يخلد في النار أما المشرك فإن الله حرم عليه الجنة و لا يدخلها أبدا قال الله : ” إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة و مأواه النار”
    و مظاهر الشرك في بلدنا الحبيب ظاهرة للعيان منها : الذبح لغير الله, و دعاء الأموات و الاستغاثة بهم, السحر , الخوف الشركي من الجن و المقبورين و الحب الشركي من المقبورين.
    فكل شيء يهون إذا ضيع حق الله و حق الله توحيده فيما هو خاص به من ربوبيته و ألوهيته و أسمائه و صفاته

  2. فتح الله عليك والشكر موصول للاخ ابو عبدالله ياسين تعليق رقم ٢ لكن بقي املنا في الله ثم الدعاء اللهم اصلح احوال المسلمين امين يارب العالمين.

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M