هؤلاء ليسوا علمانيين ومن الخطأ وصفهم بذلك

24 أكتوبر 2016 10:45

هوية بريس-د. إياد قنيبي

كثير ممن يوصفون بأنهم “علمانيون” في بلادنا ليسوا كذلك، ومن الخطأ المضلِّل وصفهم بذلك.

عشت في أميريكا أربع سنوات في مجتمع علمي قريب من العلمانية بالفعل، أفرش سجادتي حيث أدركتني الصلاة، أشغل القرآن بصوت المنشاوي في مختبري، بلحية أطول مما هي حاليا، أمتنع عن المشاركة في كثير من مناسباتهم تجنبا للمحظورات، أمتنع عن مصافحة نسائهم، وأدعوهم إلى حضور فعاليات الدعوة إلى الإسلام.

وهم مع ذلك يحترمونني ويُظهرون الاحترام لديني، بل وحصل أن يمتنعوا عن “البيرة” في مجالسهم العلمية لأحضرها ويغيروا موعد محاضرة بما يتناسب مع صلاتي الجمعة… كل ما يهمهم هو إتقاني لبحثي ودراستي…علما بأني عاصرت أحداث سبتمبر هناك.

أما من يوصفون بالعلمانية في بلاد المسلمين، فكثير منهم يعادي الإسلام، والإسلام فقط! تشرق به حلوقهم وتعمى بنوره عيونهم… يشمئزون من شعائره ويسخرون مما قصُرت عقولهم الملوثة وأهواؤهم المنحرفة عن إدراك حكمته… بينما يستطيبون فضلات أسيادهم الغربيين!

لا يطبقون مبادئ “حرية التعبير” إلا على مهاجمي الإسلام، ولا مبادئ “احترام الآخر” إلا مع الأقليات والشواذ (مع عدم تسويتنا بينهما)، ولا يعرفون “حقا” إلا للمرأة التي غروها بها أن تتبذل في مظهرها وتعصي ربها، أما النساء اللواتي يُضطهدن لحجابهن، ونساء المعتقلين الإسلاميين، والنساء اللواتي أكل المفسدون لقمة عيشهن حتى اضطر بعضهن إلى مسالك الحرام! فهؤلاء لا حق لهم عند هؤلاء أبدا!

هؤلاء ليسوا علمانيين، ولا أعداء “الدين” بعموم، بل هم أعداء الإسلام والفطرة تحديداً… شعارهم (أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون)، ويدعون الحيادية (وأكثرهم للحق كارهون).

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M