هذه التقارير وكيف نتلقاها    

25 يناير 2023 18:46

هوية بريس – إبراهيم أقنسوس

أثار التقرير الأخير للبرلمان الأوربي، حول بعض القضايا المرتبطة ببلادنا، الكثير من الردود والتعاليق، المتنوعة والمختلفة، مضمونا وشكلا ؛ يهمني هنا أن أسجل بصدد بعضها، بعض الملاحظات:

أولا: إن هذه المؤسسات الدولية، إنما تقوم بأدوارها، أو بما تعتقده أدوارها، بشكل دوري، ولا يجب أن ننتظر منها، أن تقدم لنا خدمات مجانية، وأن تنتصر لوجهة نظرنا، ما لم نبذل الجهد التواصلي و(الدبلوماسي)، المطلوب والكافي، وما لم نكن قادرين على الدفاع العلمي القانوني، والواقعي عن قضايانا، وما لم نكن مستعدين للإجابة عن كل الأسئلة، والمطبات المرتبطة، بأساليب تدبيرنا لمجمل هذه القضايا، سلبا وإيجابا، بكامل الثقة واللياقة والشجاعة.

ثانيا: بدل انتظار تقارير الهيئات والمنظمات المرتبطة بالإتحاد الأوربي، وغير الإتحاد الأوربي، والتصفيق لها، أو التذمر منها، علينا أن نبادر، إلى القيام بالواجب والمتعين، كل من جهته، وحسب مسؤولياته، وعلينا أن نكون صرحاء، فالمكوث في منطقة البين بين، له ثمنه وتكلفته دائما، والحل هو التوجه رأسا، إلى معالجة المشكلات الرئيسة، والمرتبطة بالقطاعات الحيوية، التي ترهن واقعيا وسياسيا، صورة البلد ومستقبله، وهي في العالم كله، معروفة وواضحة، ( التعليم، الصحة، الشغل، القضاء، حقوق الإنسان، وضعية المرأة، الإدارة…)، وهذه هي المجالات المعنية بما نسميه، (تقوية الجبهة الداخلية) ؛ فلا قوة حقيقية، بلا مؤسسات عمومية فاعلة ومقنعة، تضطلع بأدوارها، في جو من الشفافية والنجاعة، بحيث لا نحتاج في كل مرة، لانتظار تقارير مختلف المنظمات، والتهيب من أحاديثها عنا، سلبا وإيجابا،  بل وسنكون في جميع الأحوال، مؤهلين ومستعدين، لتقديم كل الإجابات والتوضيحات الضرورية، المرتبطة بالقضايا التي تتم إثارتها، وسنستطيع آنذاك بسهولة، التمييز بين الكلام المعقول والجاد، وبين الأحاديث الكاذبة، والنوايا المغرضة، لأن أجوبتنا الحقيقية والدامغة حينئذ، ستكون هي واقعنا هذا، الذي ندرج فيه ونحيا. إن الردود المنفعلة، تشير في الغالب الأعم، إلى عدم الثقة، وإلى الدفاع عن أشياء غير مضبوطة، أوغير مؤكدة، أو يشوبها نقص كبير، ولا نخفي أن هذا هوحالنا الآن، مع العديد من قضايانا، ومنها ما يرد في بعض تلك التقارير الجادة، بغض النظر عن الأهداف والمرامي التي تتغياها.

ثالثا: طبيعي جدا، في منطق العلاقات الدولية، القائمة على المصالح، وصراع المواقع والإمتيازات، أن يكون لنا أعداء، وأن يكون هناك من يكره بلادنا، ويتضايق من بعض اختياراتها ونجاحاتها، على قلتها، وينتظر الفرصة، أية فرصة، للتعبير عن هذا الكره، ولتوظيف ما يقال، وما لا يقال، ولاستغلال مختلف الأذرع الإعلامية والحقوقية، أو ما يسمى كذلك، من أجل المس بصورة بلادنا، والضغط عليها، وثنيها عن بعض الإجراءات والمواقف ؛ والذي يجب أن يهمنا من كل هذا، هو ماذا نفعل نحن؟ وما الذي يتعين علينا القيام به؟؟ قبل كل هذا الكلام، وأثناءه، وبعده؛ ففي النهاية هذه بلادنا، ونحن أهلها، والمعنيون جميعا، بقضاياها، ومآلاتها.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M