هذه هي السلفية فلا تخافوها

02 ديسمبر 2015 22:54
درس من المغاربة بالكَمُون إلى «بان كي مون»

د. رشيد نافع

هوية بريس – الأربعاء 02 دجنبر 2015

تشهد الساحة الإعلامية هذه الأيام هجوما عنيفا ومتلاحقا ضد السلفية في مناطق مختلفة من العالم، في ظاهرة ملفتة أثارت انتباه المتابعين من رجالات الصحافة والإعلام والساسة والأكاديميين والمهتمين بشؤون الجماعات، فبدءوا يتساءلون عن ماهية السلفية، ومن حقهم أن يعرفوا حتى لا يجوروا في الحكم عليها.

فنقول جوابا على هذا التساؤل:

نعم تدور محاولات مغرضة، تريد إلصاق تهمة التكفير بالسلفية، وأنها المسئولة عن إخراج التنظيمات الإرهابية المتطرفة أمثال داعش وأخواتها، وهذا محض افتراء وكذب على المنهج السلفي، بل على العكس والنقيض ظلت السلفية منهجا وكيانا تحارب هذا الفكر المنحرف على مر العصور ومر الدهور، والذي يريد أن يتأكد فليرجع إلى مؤلفات العلماء السلفيين وسيجد الكلام مسطورا بأحرف من نور، ولكن كثيرا من الناس يتسرعون ويصدرون أحكاما جائرة عليها، ولاشك أن هذه الحملات المنظمة هدفها تشويه صورة السلفية والمنهج السلفي الذي هو منهج أهل السنة والجماعة، ولصرف جمهور الأمة عنه، ولاستعداء الأنظمة والحكومات عليه.

وكان من أبرز ما طعنوا به عليه أنه منهج مغال لا سيما في أحكامه على الآخرين، ونسبوا إليه ما يجري في العالم اليوم من عمليات إرهابية، وأنه يغذي التطرف، وهذا قول عار عن الصحة، لأن الذي يعرف السلفية يعلم يقينا أنها هي من وقفت سدا منيعا مذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعصر الصحابة رضوان الله عيهم حتى يومنا هذا أمام دعوات الغلو والتطرف والعنف والإرهاب والتفجير، وإذا كان الحديث في هذه الأيام حول موضوع الإرهاب الذي يطغى على الساحة الهولندية والإقليمية والعالمية ويفرض نفسه على كل حدث وذلك بسبب روعة القتل وسفك الدماء المعصومة، وأصبح يتكلم في هذا الموضوع الجميع، فيتكلم المسئول، ويتكلم السياسي، ويتكلم العالم، ويتكلم العامي، ويتكلم الاجتماعي، ويتكلم الإسلامي، ويتكلم أصحاب المصالح، ويتكلم المتخصص وغير المتخصص، والإعلام ينشر ذلك كله وفي خضم هذا النقاش والجدال يزج الإعلام العالمي والمحلي بقصد وبغير قصد باسم السلفية وأنها الراعية للإرهاب وهذا محض إفك واختلاق.

ومع الأسف فإن أكثرية المشاركين في إشعال الحرائق ضد السلفية، لا يميزون بين االسلفيين والخوارج التكفيريين، وبات من الضروري التفريق بين السلفية وبين التنظيمات التكفيرية الإرهابية وذلك من أجل عدم الدخول في مماحكات عبثية مع السلفيين الذين لا ارتباط بينهم وبين داعش وأخواتها ولا يقبلون بالحماقات العنفية التي ترتكبها، صحيح أن المرجعية الفكرية قد تكون واحدة، لكن هناك اختلافات أساسية تؤدي بالتنظيمات الإرهابية المتطرفة إلى الشطط والعنف وارتكاب أشنع الحماقات.

لذلك فالمعركة الفكرية والثقافية، التي ينوي الكثيرون، خوضها ضد الفكر الإسلامي المتطرف، يجب أن تأخذ بعين الاعتبار الفروق الهائلة في الفكر والممارسة بين التنظيمات التكفيرية، المتمثلة في داعش وأخواتها والقاعدة وأمثالها، وبين السلفية البعيدة كل البعد عن الغلو والتطرف والعنف والإرهاب

أما مجرد الانتساب إلى السلفية لا يكفي لأن يكون الشخص سلفيا، لأنها ليست جماعة تقتصر على أفرادها المنتسبين إليها، يكتفي الشخص بمجرد الانتساب إليها، بل هي منهج ورؤية تقوم على اقتناع بضرورة معرفة وتطبيق منهج الصحابة ومن جاء بعدهم من الأئمة الأعلام والعلماء الكبار

كما أن وقوع بعض المنتسبين إلى السلفية في بعض الأخطاء لا يجوز أن يُنسب إلى السلفية، وإنما تُنسب الأقوال والأفعال إلى قائلها أو إلى الجماعة التي تقررها، وحينئذٍ فالنقد الإعلامي الذي يوجه إلى السلفية بشكل عام هو نقد مأزوم غير موضوعي، لأن الناقد يقصد شخصا معينا أو فئة محددة، ويتكلم بخطاب عام، وسبب الخلط نشأ لديه من عدم تمييزه من كون السلفية منهجا لا جماعة.

إن مؤسس المنهج السلفي هو رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه هو الذي وضع الأسس التي يجب أن يسير عليها المسلم في فهم الكتاب والسنة، فإن الدعوة السلفية منهج الإسلام لفهم الإسلام والعمل به والدعوة إليه.

إن السلفية كمنهج ليست حكرا على فئة من الناس دون غيرهم، لأنها هي الإسلام بفهم خير القرون من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين، ومن سار على نهجهم في كل زمان ومكان، لذا فدفاعنا هنا عن السلفية دفاعا عن منهج قبل أن يكون دفاعا عن أفراد.

ومن هنا يجب أن نفهم أن الصورة المكونة لدى الكثيرين عن السلفية هي خاطئة في الأساس.

إن الصورة المشرفة للسلفية، شهد بها غير المسلمين، هذه الصفحة الجميلة يرسمها لنا المستشرق الفرنسي «هنري سيروي» في كتابه «فلسفة الفكر الإسلامي» فيقول: «محمد صلى الله عليه وسلم لم يغرس في نفوس أتباعه مبدأ التوحيد فقط، بل غرس فيهم أيضا المدنية والأدب».

إن بضاعة السلفيين ليست إلا ميراثهم من نبيهم صلى الله عليه وسلم، وميراث نبيهم هو العلم، فإن الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر كما في سنن الترمذي.

وفي الختام نؤكد أن الدعوة السلفية تختلف عن جميع الدعوات التي تنتهج العنف وإراقة الدماء وتدعو إلى الخروج على الأمة بالسلاح، حيث إن هذه الأمور تخالف بصورة قطعية منهج سلف الأمة من الصحابة والتابعين وأئمة الهدى، حتى ولو ادعت بعض هذه الدعوات أنها سلفية وغيرها من الأسماء بل إنهم أقرب إلى منهج البغاة والخوارج التكفيريين منهم إلى النهج السلفي المستقيم، وينبغي عدم تصديق أي دعوة إلا بالدليل فمن ادعى أنه سلفي فيجب النظر إلى منهجه ومقارنته بمنهج السلف الصالح، أما الدعاوى المجردة فلن تجدي نفعا، وكما قيل: «الدعاوى ما لم يقيموا عليها…بينات فأصحابها أدعياء».

آخر اﻷخبار
6 تعليقات
  1. كلامك جميل لا كن هناك شيخي العزيز أناس يدعون السلفية إن لم نقل طلبة علم كانوا سببا في تأجيج الفتن إبان الخريف العربي يدعوا الناس داخل مصر الشقيقة وغيرها إلى النزول إلى الشوارع في مظاهرات وخرجات ما ترتب إزهاق للأرواح ومفاسد الله أعلم بها .الأسئلة التي تطرح نفسها :
    هل يمكن اعتبار هؤلاء علماء أم دعاة فتنة ؟
    مالواجب على العالم عند الفتن خصوصا ما يتعلق بالدماء تهدئة الناس أم دعوتهم للإقتتال ؟
    هل الدعوة السلفية منهج رباني أم جماعة كمثل الجماعات ؟

  2. لا علاقة لهذا الكلام بالسلفية، وأعتقد أن الشيخ الكريم اختلط عليه الأمر ويقول أشياء ويقحم أشياء أخرى لن أبالغ بأن أقول انها خطيرة، من قبيل : أن مؤسس المنهج السلفي هو رسولنا الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم، !!!!!!!!!!؟؟؟؟؟ يااااااااسلام، نبينا الذي كان همه الأول هو تفعيل وتطبيق كلام الله تعالى الذي ينهى عن المذهبية والانتساب للتيارات لقوله تعالى : (( وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ))، يصفه الكاتب بأنه مؤسس السلفية !!!!!!
    السلفية أيها الإخوة الكرام، هو مجرد تبعية للسلف من الأئمة والفقهاء تبعية عمياء ليس فيها أي تحقق أو ابداء رأي أو حتى مراجعة، وهو انتقاء لسلف معين طبقا لمذهب معين. فحتى الشيعة الذين يعتبروت أعداء للسلفيين، هم في حقيقة الأمر أيضا من السلفيين لأنهم يتبعون أسلافهم..
    نحن يهمنا كلام الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم الصحيحة المتواترة التي لم يدخل فيها كلام بعض “السلف” ونسبوه له سهوا أو عمدا. والذي استغله التكفيريون ويرتكبون بسببها كل هاته المجازر.
    نعم التيار السلفي لا علاقة لهم بأولئك الإرهابيين، ولكن منهجهم في التفكير ساهم بدرجة كبيرة في انتاج موروث يعتبر مرجعا لأولئك فهي إذا علاقة غير مباشرة.
    فأنصح الشيخ الكريم وغيره كثر ممن يعتبرون أنفسهم سلفيين وهم لا يفقهون هذا التيار، وإذا كانوا لا يتفقون مع هذا الكلام فهم غير سلفيين.

  3. سبحان الله كم عذب العلماء بتطفلات الجهلاء و طالما حذر النبهاء من تعليقات الهبال البلهاء يتوهون في غايابات الاوباء ويعشقون الصحوة بمعارضة النبلاء فياتون بالشيء على عكسه ويحورون القصد على ضده متعلقين بالفهوم المنكوسة والثقافة المعكوسة عفوا لقد شابهتم الأقلام المأجورة فالسلفية ياصاحب الثقافة المنخورة ليست المصطلحات الموقوفة بل هي مرآة لأصل النبوة المختومة وتجلي لمنهج الزمرة المرحومة لعلك لم تعثر في دوامة بحثك عن حديث الطائفة المنصورة لأنك تلبس عباءة الفئة المشؤومة فحمم العقل بنور الحق عسى أن تفهم ما زبرته يد الشيخ المطهرة المبرورة

  4. ألاَ لاَ يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا… فَنَجْهَـلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِيْنَـا.
    من السهل كتابة الكلام المقفى،….. لكن من الصعب فهم كلام المصطفى
    وفوقه كلام الله الواضح…. وسلام على قول الجهلاء الفاضح
    من عيوب السلفية ومثلها الكثير….ألا تقبل من يعارض فكرها المرير
    ولقد مثلث طائفتك خير تمثيل….وأبنت عن حجمك الضئيل
    وبينت أنك مجرد إمعة…لا تجدي ولا تقدم أي منفعة.
    فإن كانت لك قيمة….فقدم أفكارا سليمة
    وإذا لم يكن لك غير التفاهة…فتوقف عن تصدير البلاهة….لكي لا تبلغ مستوى السفاهة…

  5. حاول على نفسك فيدك اجنبية عن عقلك يكفينا أن أوضحنا لك السبيل فابهرك السجع فرضيت به عن الحق كبديل يكفينا استلهاما لمحركات بحثك خوفا عليك من الضياع في مسنقعات وحلك .

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M