هشام بوعناني أيها البطل هكذا فليكن الشباب

28 أغسطس 2019 10:49
فيسبوك يبكي وفاة هشام بوعناني أحد رجالات العمل الخيري البارزين في المغرب

هوية بريس – إبراهيم الطالب

أسلم المهندس المغربي البطل هشام بوعناني الروح لباريها في شبابه الغض، لَم تشب منه لحية ولا صدغ.
هشام الحبيب الودود نموذج للشباب المتفاني في خدمة الوطن والشعب لم يشتهر عند المغاربة المغيبين المشغولين بـإعلام لا يحتفي إلا بأمثال”إكن وان”، لكن يكفيه أن إخوانه زُلزلوا بموته، وزَلزلوا بخبر منيته وتأبينه هذا العالم الأزرق؛ أثنى عليه الشباب والشيب والذكور والإناث، الكل يتأسف على موت أحد الأبطال الذين يُغيّب حياتهم وموتهم إعلام يحتفي بكل تافه ساقط خربش فوق ثوب أو ضرب فوق دف أو غنى ورقص في حانة.
هشام بوعناني نموذج للشباب الذي يحب بلاده وشعبه من قلبه العامر بالإيمان بالله، يحفزه في حركته ونشاطه إحساسُه بالواجب نحو إخوانه المعوزين الذين يتقاسم معهم هذا الوطن التائه الموغل في البؤس والفقر.
كان قلبه عامرا بحب الله وبرحمة اليتيم والفقير وذي الحاجة المسكين.
المهندس هشام بوعناني -رحمه الله تعالى- هو النموذج الذي نطالب بالاحتفاء به والاهتمام بنشاطاته، فلا تنمية ولا تقدم إلا بإفساح المجالات لأمثال هذا المهندس الشاب الواعي الخلوق حتى يقتدي بهم أمثالهم من الشباب الناشئ.
أمثال بطلنا هشام هم جيل نقي واع يشتغل في صمت لا هم له إلا رفعة بلاده، وكرامة إخوانه، يتشوق إلى محو الذل الذي يعيش فيه المغربي البئيس في ظلمات الجهل والفقر والتهميش.
بطلنا هو أيقونة العمل الخيري الواعي الهوياتي الذي ينطلق من الثوابت الدينية والوطنية ليشارك في التنمية البشرية، يمتح من أصالة وعراقة المغربي الشهم ليشارك في تقدم بلاده والرفع من وعي مواطنيه.
أمثال المهندس هشام بوعناني الخير المؤدب الشهم كُثر، لكن يُغيِّبهم الإعلام الفاسد، الذي يريد للمغاربة أن يقلدوا فقط أمثال البلجيكيات العرايا اللائي خلقن الحدث وشغلن الرأي العام بعطلتهن في منطقة مهمشة بدوار أضار نوامان، ضواحي إقليم تارودانت.
مناطق أكثرُ عزلة وأشد فقرا وصلها إخوان المهندس هشام بوعناني، يقطعون مئات الكيلومترات ليحفروا الآبار ويقدموا إعانات بالملايين على مدار السنة؛ إعانات صافية نقية غير مشوبة بسياسة ولا إيديولوجيا خالصة لوجه الله تعالى، غير مدنسة بعري فاضح أو ثقافة تغريبية، كما وقع في مبادرة البلجيكيات التي يصر من يدعمها ويروج لها أن يركز في أذهان المغاربة أن الحياة والإحسان والشفقة تأتي فقط من بلاد الشقراوات خضراوات العيون؛ وأن القتل والتدمير والموت هي صناعة مغربية تقدم للقريب قبل البعيد في الدار البيضاء وإملشيل.
حبيبنا المهندس هشام بوعناني ختم البارحة مسيرته الحافلة بالعطاء والعمل الإحساني النبيل، لكنه فتح أمام الشباب أفقا للعمل الجاد الفعال، أعطى لأبنائنا النموذج الصافي حتى يتبعوا طريقه دون اكتراث بعوائق ولا اتهامات ولا تشغيبات.
فرحم الله حبيبنا المهندس هشام بوعناني وأسكنه فسيح جنانه، وبلغه منازل الشهداء.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M