هكذا أخلاق الجنود المغاربة في الصحراء بشهادة “رئيس شرطة البوليزاريو السابق”

10 نوفمبر 2021 17:07
وزيرة خارجية ألمانيا تصدم نظيرها الجزائري بسبب المغرب

هوية بريس – متابعة

هكذا هي أخلاق الجنود المغاربة في الصحراء مع جيرانهم بعيدا عن الصراع، بقلم الأستاذ Mustafa Salma “رئيس شرطة البوليزاريو السابق”، يقول:

“في أحد الأعوام الماضية لما كنت مديرا للشرطة القضائية، وفي إطار دراسة كنت أقوم بها حول شبكات الجريمة المنظمة. تصادف أني كنت متخفيا مع أقارب لي في وادي “وين تركت”. و هو واد عميق مليء بالحفر، نباته كثيف. يمكن أن يختبئ فيه جيش كامل دون أن يرى.
في اليوم الثالث من انتظارنا كنا قد استهلكنا كل مؤونتنا، فلم نكن نتوقع أن تستغرق مهمتنا كل ذلك الوقت. و لم نكن نستطيع التحرك حتى لا يتم كشفنا. ليس خوفا من الجنود و نحن في مناطق تنشط فيها البوليساريو وقريبا جدا من الحزام الدفاعي المغربي في المنطقة العازلة المحظورة التي كان يستغلها المهربون في عبورهم لأنها لا تخضع لأي سلطة.
في تفكيرنا في كيفية تدبر أمر المؤن. وكان قد حل المساء. والوقت شتاء. سألنا أحد سكان المنطقة كان برفقتنا: ما رأيكم لو أحضرت لكم طاجين جاهز؟ قلنا له مستهزئين: وكيف نرفض وجبة ساخنة في هذا البرد.
تفاجأنا أن رفيقنا أخذ هاتفه وبدأ الاتصال: آلو فلان عفاك نحن قريبين منكم، ونفذت منا المؤوتة. وبغينا طاجين الله اخليك..
ما فاجأنا أكثر هو أن اتصاله كان مع جندي مغربي في الحزام الدفاعي.
وفعلا بعد أن حلّ الظلام ذهب صاحبنا متسللا وبعد قرابة الساعة ونصف عاد لنا بطاجين ساخن وبعض المؤونة من عند صديقه الجندي المرابط في الحزام الدفاعي المغربي.
كنا من البوليساريو التي تعتبر المغاربة أعداء لها. ولم يعاملنا ذلك الجندي كأعداء. ومن “سخرية القدر” منا أنه لما جاءنا طعام حضره جندي مغربي نعتبره عدوا لنا، وكان شهيا بالمناسبة، لم نفكر للحظة أنه قد يكون مسموما. بل تناولناه بنهم. ولا أدري أين ذهب ذلك العدو المغروس في أذهانها تلك اللحظة؟

كانت هذه الحادثة ستبقى مطمورة في ذهني تحت ركام ملايين الذكريات، لولا أني علمت أن ذلك الوادي “وين تركت” أصبح خاليا من أهله. وتلك مأساة إنسانية أخرى سأتطرق لها لاحقا إن شاء الله”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M