هل أصبح اليسار بالمغرب يستلهم أفكاره وخططه من السيسي وزمرته؟!

18 أغسطس 2016 18:54
هل أصبح اليسار بالمغرب يستلهم أفكاره وخططه من السيسي وزمرته؟!

هوية بريس – رضوان نافع

لقد شن اليساريون وعلى رأسهم حزب اللا أصالة والمعاصرة حملة بل حربا إعلامية لضرب أكبر خصومهم في الانتخابات القادمة وهو حزب العدالة والتنمية الإسلامي، وسودوا في صحفهم التي تفتقد إلى أدنى مستويات المصداقية والأمانة، فافتروا الأكاذيب على قياديي هذا الحزب ومرشحيه المرتقبين، وحاولوا بكل ما أوتوا من صلافة وصفاقة وجه شيطنة خصومهم أمام الرأي العام.

والخطير في الأمر أن علمانيي المغرب لا يختلفون عن إخوانهم الانقلابيين في مصر، بل يستلهمون أفكارهم ومواقفهم منهم، فهم يطبلون بالديموقراطية ليل نهار فإذا أوصلت خصومهم الإسلاميين إلى الحكم كفروا بها، ومكروا بكل خبث للانقلاب عليهم ولو أحرقوا البلد في سبيل ذلك.

لذلك تجدهم يرددون نفس أفكار علمانيي مصر الانقلابيين ويقيسون حزب العدالة بالمغرب على إخوان مصر، ويكيلون لهم نفس التهم التي كالها الانقلابيون للإخوان؛ ويريدون تصديق تلك التهم بنفس الطريقة الماكرة الخبيثة التي سلكها انقلابيو مصر مع الإخوان.

والذي يقرأ مقالات اليسار في الآونة الأخيرة والتي تعتبر حملة انتخابية سابقة لأوانها سيعلم يقينا وجه الشبه الكبير بين الفريقين، وأن الفريق السيسي وزمرته أصبحوا مصدر إلهام لعلمانيي المغرب.

ولنأخذ على سبيل المثال المقال الأخير الذي نشر على جريدة “أنفاس بريس” تحت عنوان “تحذير.. هذه هي الخطة الأصولية التي ينوي “البيجيديون” تطبيقها ليلة الانتخابات”، فذكر الكاتب خطة ذات ثلاثة أركان يزعم أن حزب العدالة والتنمية ينوي تطبيقها في حملته الانتخابية.

 فعبر مسود المقال في الركن الأول عن ضيق صدره وصدر تياره من كون حزب العدالة والتنمية ذا امتداد إسلامي وأن الحزب يستغل هذا الأمر ويجعل نفسه منتدبا من الله؛ والذي يسوء الكاتب وتياره في هذا الأمر أنهم يعلمون أن الشعب المغربي الذي سيصوت هو شعب مسلم ولا زالت فيه فطرة وبقية خير تجعله يتعاطف مع من ينتسب إلى دينه، ويدافع عنه ولو جزئيا، ويأنف ممن يعمل جاهدا على طمس معالمه والطعن في ثوابته، وإن سعى هذا الأخير جاهدا لفصل الناس عن فطرتهم وخلفيتهم الإسلامية، ويريدون من المسلمين ألا ينظروا إلى ممارسات اليسار في حربه على الدين باسم السياسة والديموقراطية وحرية التعبير ودعاوى عريضة أخرى على أنها حرب على الدين، فكتاباتهم وندواتهم وقنواتهم كلها حرب على هوية المغاربة ودينهم وقيمهم، فكيف يخطبون ود هذا الشعب المسلم وثقته؟

وفي الركن الثاني بين الكاتب أن حزب العدالة والتنمية يدعي المظلومية ويبرر إخفاقاته في الحكومة بوجود فئة متحكمة تعرقل عمل الحزب وتعوقه؛ وهذا لا يشك فيه عاقل، والشعب يعرف “البير وغطاه” والكاتب -واليسار من ورائه- ينفخ في رماد.

والركن الثالث وهو ثالثة الأثافي يظهر من خلاله الكاتب ما أملي عليه مما خطط له في دهاليز اليسار وهو الشر والمكر الذي نحذر منه الشعب المغربي وسأنقل لكم كلامه بحرفه.

قال مسود المقال: “أما الركن الثالث فهو المزاوجة في السلوك والخطاب بين الترغيب والترهيب، حين يقولون أن مغرب ما بعد 7 أكتوبر هو مغرب الاستقرار أو مغرب الخراب، بمعنى أتركونا نحكم أو الخروج إلى الشارع، أو بمعنى مغربي أدق خليونا نلعبو، ولا ما كاينة كرة، ما كاين ماتش”.

وفي هذا السياق نستحضر النشاط المكثف لكتائبهم الإعلامية، والتصريحات الإرهابية الملوحة بقطع أعناق الخصوم والمعارضين..

هذا بالضبط ما يعيد إلى الأذهان تجربة إخوان مصر الذين تقدموا إلى انتخابات 2012 إثر سقوط حكم حسني مبارك بنفس ثوابت الخطاب والتصرفات. وعشية الاقتراع، وفيما كان الشعب المصري ينتظر النتائج بادروا، هم أنفسهم، لإعلان تصدرهم النتائج قبل أن يصدر بيان لجنة الانتخابات. وحين انتفض عليهم الشارع، بعد سنة من الحكم الفاشل لمحمد مرسي، برزت كل التهديدات المادية والرمزية، من الاعتصام المسلح بساحتي رابعة والنهضة، إلى التواطؤ مع الخلايا الإرهابية في سيناء لإحراق مصر… إلى آخر المسلسل الذي أبطله المصريون.

لأجل ذلك من حق الديموقراطيين وكل المعنيين بتطورات الحقل السياسي المغربي أن ينشغلوا بيوم سابع أكتوبر، وألا يطمئنوا لسلوك البيجيديين”، ولا لتصرفاتهم لأن عمقهم اللاديموقراطي يجعلهم لا يقبلون الديموقراطية إلا حين تكون إلى صالحهم، وإلا فهم مستعدون لإحراق الصناديق، وللانقلاب على الديموقراطية. ولأجل ذلك فالحذر مطلوب من الدولة والمجتمع، ومن كل الديموقراطيين لقطع الطريق على كل المناورات التي تريد أن تفرض علينا “الأمر الواقع الإخواني”، حتى يكون السابع من أكتوبر فصلا جديدا في توطيد بنائنا الديموقراطي، لا كابوسا دمويا كما يتصور ذلك الإخوان وغيرهم من الأصوليين“. انتهى كلامه.

فتأمل أيها القارئ هذه التهم الخطيرة التي كالها الكاتب لحزب العدالة والتنمية وانظروا إلى مقارنته بحال الإخوان في مصر.

فسيظهر لك جليا أن اليسار يسلك نفس مسلك العلمانيين والانقلابيين بمصر في استغلال الإعلام لصياغة عقول الشعب وشيطنة الإسلاميين، واتهامهم بالتخطيط لأعمال إرهابية وحرق البلد على حد زعمهم، وكل هذا يوحي بأن اليسار يخطط لاصطناع أحداث دموية، وإلصاقها بالإسلاميين لإسقاطهم أو تبرير الانقلاب عليهم تماما كما فعل الانقلابيون القتلة في مصر.

 والذي ينبغي الإشارة إليه هو أن الغرب له مكره في الموضوع، فما وصل الانقلابيون في مصر إلى ما وصلوا إليه إلا بمساعدة الغرب العلماني، الذي يحارب المسلمين في عقر دارهم من خلال أذرعه العلمانية التي تربت في أحضانه، ولا زالت تتمتع بتأييده وحمايته، فلا شك أن كل بلد وصل فيه الإسلاميون إلى الحكم إلا وهو مستهدف من الغرب، وما أكثر ما يكاد للمغرب من داخله ومن خارجه، فعلى المغاربة أن يكونوا أكثر وعيا من الشعب المصري، ولكم في الشعب التركي مثال يحتذى فلا تدعوا المنقلبين على هويتكم واختياركم يفرضون عليكم ما أرادوا.

آخر اﻷخبار
3 تعليقات
  1. كم يهوهوون وينهقون هؤلاء الافاكون الكذابون
    سابع اكتوبر هو الدواء السوبر الذي سيقضي على سمكم ومكركم والتراكتور سيرجع القهقرى الى من ارسله بل سيتعطل محركه ويشل بايدي المغاربة الشرفاء

  2. جزاك الله خيرا على هذا المقال النافع إن شاء الله.
    النفاق و العداء للإسلام يخرج من مشكاة واحدة سواء في مصر أو المغرب أو غيرهما، يبقى على المغاربة أن يدافعوا عن دينهم و أن يتواصوا بالإتحاد ضد هذا الجيش العلماني المتحكم في البلاد، سواء في الإنتخابات القادمة أو غيرها و هذا يحتاج من كثير منا إلى إعادة هيكلة للعقل لكي نزيح الماديات و الأسعار و التقاعد و الخلافات الجزئية من رأس أولوياتنا لكي نضع في رأس الأولويات الحفاظ على الدين الإسلامي في هذا البلد، ثم بعد ذلك نلتفت لباقي الأمور.

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M