هل البرنامج السياسي حقا هو العاصم من الفرقة بين الإسلاميين؟

11 ديسمبر 2017 14:12
هل البرنامج السياسي حقا هو العاصم من الفرقة بين الإسلاميين؟

مصطفى الحسناوي – هوية بريس
من المؤاخذات التي تسجلها الحركة الإسلامية التي تمارس العمل السياسي، على بقية أطياف ومدارس الحركة الإسلامية العلمية والدعوية والتربوية والجهادية، أو لنقل من أهم المواضيع التي تتناولها الحركة الإسلامية، في إطار ممارسة النقد الذاتي. قضية أن الحركة الإسلامية لاتجتمع على برنامج سياسي واضح يعصمها من الفرقة والتشتت والتطاحن، لا تضع دستورا وقواعد وقوانين تضبط علاقاتها وأهدافها وتحدد أدوار أعضائها ومسؤوليات قادتها.
تنطلق فكرة النقد هذه، من تاريخ من الفشل والمآسي، بسبب اقتتال المسلمين فيما بينهم وخلافاتهم السياسية، التي لم يستطيعوا ضبطها بدستور واضح المعالم، يحدد الأدوار والمسؤوليات والأهداف والغايات.
تنطلق هذه الفكرة أيضا، من أن الاجتماع على العقيدة والمبادئ والأفكار، موضوع فضفاض، لا يمكن أن يعصم من التناحر، بدليل أن الصحابة أنفسهم تقاتلوا وهم على معتقد واحد ومنهج وفكر واحد، واستمر الاقتتال بين المسلمين منذ ذلك العهد، إلى اقتتال فصائل المجاهدين في أفغانستان، فبعد أن توحدوا على قتال العدو السوفياتي ودحروه، اقتتلوا فيما بينهم، بسبب غياب البرنامج السياسي الذي يوحدهم، رغم وحدة المعتقد والفكر والإيديولوجيا.
فهل حقا وضع برنامج سياسي مؤطر بضوابط وقوانين تنظم العملية، هو العاصم من الوقوع في الفرقة والتشتت والتناحر.
إن مايقع اليوم بحزب العدالة والتنمية يربك هذه النظرية، ويجعلها محل نظر، فالإخوة الذين اجتمعوا على معتقد واحد وفكر ومنهج إصلاحي واحد، وجمعتهم المحن والنضال، يختلفون الآن ويتراشقون ويتنابزون ويتآمرون على بعضهم، بسبب تأويل قوانين تافهة، وتفسير آليات وضوابط تنظيمية، وضعت لتكون أداة لخدمة الفكرة والمشروع والمبدأ، فإذا بها تتحكم به وتقيده.
خلل كبير تعاني منه الحركة الإسلامية، ليس سببه التكتل والتجمع بخلفيات عقدية، ولا حتى بسبب غياب المشروع السياسي الواضح، أو الدستور المنظم للأهداف والغايات، والقوانين والضوابط المؤطرة للمسؤوليات والعلاقات. فحتى بوجود معتقد ومنهج واحد، ومشروع سياسي موحد، وقوانين منظمة ومؤطرة، فإن مرض التشظي والانقسام والاختلاف والتناحر لايزال متفشيا.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M