وطني وغرور «داعش»

26 يناير 2016 16:43
وطني وغرور «داعش»

د. رشيد نافع

هوية بريس – الثلاثاء 26 يناير 2016

يتبجح تنظيم “داعش” الإرهابي في إظهار توحشه بصورة متعمدة كاستراتيجية عسكرية لزرع الرعب في نفوس مخالفيه والمحذرين من منهجه الدموي، وذلك ببث رسائل تهديد ووعيد من قبل بعض أتباعه عبر وسائله الإعلامية كما فعل مؤخرا مع وطننا المغرب الغالي حفظه الله من مكرهم وغدرهم وأعمالهم الإرهابية.

ومع الأسف يتجاهل هذا التنظيم المتوحش سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهديه في مخطابة القادة والملوك مثلا، حيث خاطبهم في رسائله الموجهة إليهم بعدما أنزلهم منازلهم: “إلى هرقل عظيم الروم“، و”إلى المقوقس عظيم القبط“، و”إلى كسرى عظيم الفرس”، كما يتجاهل النص القرآني الذي قال الله فيه: “ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ“، فلم يأمر بالغلظة في القول والشدة في المعاملة بل الموعظة والجدال الحسن، كما قال الله تعالى: “ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ” فالمعاملة الحسنة هي قوام هذا الدين، أما استحضار تنظيم “داعش” الدموي لهذه المقولة وغيرها من الخطابات التاريخية فهي محاولة بائسة منه ليثبت أنه يقود معركة ذات بعد تاريخي ديني.

لذا ينبغي علينا جميعا في وطننا المغرب العمل قصد تجفيف منابع الإرهاب، وتفكيك بنيته المشؤومة من خلال توعية مستدامة نوجد من خلالها رفضا شعبيا كاسحا لكل التنظيمات الإرهابية، وكشف حقيقتها للعالم الإسلامي وبقية دول العالم، وهو السلاح الأقوى للقضاء على الفكر الإرهابي. وهذا ما ينبغي التركيز عليه في المرحلة الراهنة، وذلك من خلال بث وسائل إيجابية لتقوية الخطاب المضاد للإرهاب، وبذل جهود مضاعفة لإظهار صورة الإسلام السمحة، ورفض المغرب القاطع اختطاف هذه الصورة من قبل التنظيمات الإرهابية المتطرفة ذات الخطاب التحريضي، وأيضا فضح استغلال منظري هذه التنظيمات لنصوص من الكتاب والسنة متشابهة، أو نصوص تعسفت في حملها على نظرياتها التكفيرية، وذلك للحصول على مزيد من القدرة الإقناعية على جلب الأتباع والمتعاطفين، أو التسويغ للنفس، لأن كثيراً منهم يعتنقون الفكر التكفيري المتطرف الدموي قبل البحث عن دليل له على قاعدة “اعتقد ثم استدل“، وأيضا العمل على كشف زيف تلك التنظيمات، من خلال التصدي لخطابها، وعزلها بوسائل فعالة، وموحدة، وتقويض التوجه نحو فكرها، ودعم الأصوات الموثوقة، والحقيقية ضد كل ما هو إرهابي متطرف محرض.

وفي الختام:

أدعوا إلى وجوب مقاومة الأصل الفكري لتنظيم “داعش” وباقي التيارات التكفيرية، وأذرعها الأيديولوجية، وذلك من خلال نشر المنهج الشرعي الصحيح، والتأكيد على أهمية تعزيز الإسلام المعتدل، بعيدًا عن التشدد، والتعصب، وعن التفسيرات الخاطئة للدين وفسح أبواب الإعلام بأنواعه أمام العلماء الربانيين الذين هم صمام أمان كل المجتمعات، حتى تصب النتائج الإيجابية في مصلحة الشعوب والدول، ولتتطلع إلى تحقيق مشاريعها التنموية وأهدافها الإصلاحية ببعديها الديني والإنساني.

آخر اﻷخبار
1 comments
  1. ان موضوع ياخي يضرب صميم الموضوع خاصة داعش من خﻻل ماقدمته لهم من تفسير ولكن على المسؤولين فتح منابر اعﻻمية للعلماء الربانين للدفاع عن وطننا اﻻم وتبيان الحقيقة ودلك لتصدي لهده اﻻ فة الخطيرة التي تهدد العالم ولكن ﻻ حياة لمن تنادي

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M