وفاة الشيخ المعمر المسند محمد ابن الحافظ  محمد الحجوجي الفاسي رحمه الله تعالى

31 مايو 2016 20:38
وفاة الشيخ المعمر المسند محمد ابن الحافظ  محمد الحجوجي الفاسي رحمه الله تعالى

هوية بريس – متابعة

الثلاثاء 31 ماي 2016

توفي ليلة الثلاثاء 23 شعبان 1437 الموافق 31 ماي 2016، الشيخ المعمر المسند محمد ابن الحافظ  محمد الحجوجي الفاسي ثم الدمناتي  ثم الجديدي رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته…

والشيخ من مواليد نحو عام 1332 للهجرة، في مدينة فاس، وانتقل مع والده إلى مدينة دمنات وعمره ست سنوات، ونشأ في بيئة متدينة، فوالدته من بيت برادة الشهيرين، بيت التجارة والحضارة بفاس، ولية صالحة، ذاكرة عابدة، كان يحكي لنا من كراماتها وفضائلها وبرورها بزوجها ما لا يرى إلا في كتب السلف رضي الله عنهم.

وحسب د. حمزة الكتاني، فوالد الشيخ “كان من علماء القرويين، ومن المشتغلين بالحديث والتصوف، ومن شيوخ الطريقة التجانية، بل يعتبر من أكبر علماء الحديث وحفاظه في المغرب، ألف نحو مائة مؤلف جلها في علم الحديث رجالا وجرحا وتعديلا وتخريجا، وبعضها موسوعي، كما ألف في التراجم وغيرها.

لازمه ابنه (رحمهما الله تعالى) طول حياته ملازمة العبد لسيده، والابن البار لوالده، فحفظ سيرته، وكلامه، حتى إنه يستعرض حكمه وأشعاره عن ظهر قلب، وكان يسرد عليه كتب العلم في مجالسه الحديثية بحيث تم له سماع البخاري لوحده نحو اثني عشر مرة تسعة منها بقراءته، بحيث كنا نسرد عليه أحاديث من صحيح البخاري فكان يتمها من حفظه رحمه الله تعالى…

تولى العدالة والتوثيق، ثم نظارة الأوقاف بجهة وازان، وعرف باستقامته، وشدة تدينه، وملازمته لأوراده وأذكاره، وصلواته ونوافله، ومحافظته على تراث والده.. وكان فقيها مشاركا، لطيف المعشر آية في التواضع والفضل، حكيما هينا لينا…

لقي جماعة من كبار العلماء شرقا وغربا، خاصة من كانوا يفدون على والده.. كالشيخ أحمد بن العياشي سكيرج، والشيخ عبد الكريم بنيس، والشيخ الحافظ محمد المدني ابن الحسني وغيرهم… وزار هو ووالده الحافظ الشيخ عبد الحي الكتاني بمدينة فاس.. كما زارهم الكتاني بدمنات أيضا..”.

وأضاف حمزة الكتاني أنه “كانت له عناية فائقة بنشر تراث والده، فنشرتُ بنصيحته وإذنه بعض مؤلفاته: كـ: “سلافة الصفا، في التعريف برجال الشفا”، و”المنح الوهبية بشرح منظومة السيرة النبوية”؛ كلاهما بتصحيح شيخنا المذكور بالتعاون مع غيره، و”كنز اليواقيت الغالية في بعض الأسانيد العالية”؛ بتحقيقي، و”منحة الوهاب في تخريج أحاديث الشهاب”؛ الأخير بتحقيق الدكتور هشام حيجر… كما أن شرح والده الحافظ على مسند الإمام الدارمي في ثماني مجلدات تحت الطبع بدار الكتب العلمية، وكتابه في رجال وتراجم وقبائل المسند الدارمي في ثلاثة مجلدات تحت الطبع أيضا يسر الله تعالى نشر ذلك”..

وأضاف الكتاني “كان شيخنا المذكور معتنيا بنشر تلك الكتب، وإتاحتها للطلبة والباحثين، بل رتب مكتبة والده بنفائسها، وقال لي في آخر لقاء جمعنا بأنه ينوي جعلها وقفا لعموم المسلمين لينتفع منها أهل العلم والباحثون…جزاه الله على حسن نيته”.

كما أشار إلى أنه “استدعي لمجالس الإسماع والسماع في المملكة العربية السعودية، وقطر، وأخذ عنه المئات، وربما الآلاف، وسمعوا عليه صحيح البخاري وغيره، وقصدوه في منزله بحيث كان كعبة الزوار..”.

فرحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جنازته.

آخر اﻷخبار
1 comments

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M