وقائع مثيرة لحظة اعتقال محمد زيان “واش مانكملش صلاتي”

22 نوفمبر 2022 13:44
زيان يتهم وزارة أخنوش بارتكاب خروقات في ترقيم الأضاحي والعثماني بالتواطؤ

هوية بريس-متابعة

في تمام السادسة ودقائق من مساء يومه الإثنين 21 نونبر الجاري، بينما أستاذي الكبير والعظيم النقيب محمد زيان، محامي الشعب ومحبوب الصغير قبل الكبير، في مكتب محاميه بشارع علال بن عبد الله بالرباط، كان نشيطا كعادته رغم الاتصالات التي كانت تتقاطر علينا بكون موقعا مخزنيا “برلمان.كوم” نشر خبرا مفاده أن النقيب زيان سيتم اعتقاله، وهو الخبر الذي نشرته مواقع أخرى تابعة للسلطة.
بحثنا في تطبيق “محاكم.ما” للتأكد من صحة الخبر إلا أن شيء من هذا لم ينشر.
بعد برهة قليلة ذهب النقيب زيان للوضوء لأداء صلاة المغرب بإحدى قاعات المكتب، وضع سجادة الصلاة في الاتجاه الصحيح وتوجه إلى ربه.

أما أنا فأغلقت باب القاعة حتى لا يزعجه أحد، في تلك الدقيقة بالضبط هناك من طرق الباب بقوة فتوجهت لفتح وإذا بي رجال كثر عددهم لم أتبينه، سألتهم من أنتم فلم يجيبو وكررت السؤال ليردو فين هو الأستاذ زيان، سألتهم علاش بغيتوه شكون معايا شكون انتوما، بعدها فهمت أنهم ربما الأمن، أخبرتهم: “وخا أخبار أنا نقولهاليهم ونرجع”، فدفعو الباب بشكل مرهب ومخيف. طبعا بعد ذلك الهجوم حاولت أن أغلق الباب لأستنجد ممن هم معي داخل المكتب، دون جدوى، دفعوا الباب واقتحموا كأنه بركان يحل بالمكان؛ عمت الفوضى والصراخ الكل يسأل من أنتم، علاش هاجمين علينا، فأجابوا: “جينا ندير الأستاذ زيان”.
صديق حاضر بعين المكان سألهم: واش عندكم شي ورقة”، فلم يجيبوه.
أحدهم أمر بالبحث في قاعات المكتب، بحثوا في الأولى ثم الثانية ثم الثالثة والرابعة، فلم يجدوه كنت أقف بالقرب من القاعة التي كان يصلي بها الأستاذ زيان، ففتحوا الباب بقوة وإذا بي أصرخ دون وعي مني: “خليوه يصلي”، اقتحموا القاعة فتكرر صراخي: “علاش ماتخليوهش يصلي خليوه يصلي”.. استعطفتهم طلبت منهم الانتظار حتى إكمال صلاته بدون جدوى.. أحدهم حمل حذاء الأستاذ الذي كان يضعه بجانبه بجانب سجاد الصلاة فارتفع صراختي دون أن أشعر: “عفاكم خليوه يصلي واش حتى الصلا ماتخليوهش يصلي”.. صرخوا في وجهي ومنعوني من الدخول إليه.. أصرخ وأصرخ دون جدوى..
نهض النقيب زيان من على صلاته سألهم: “واش مانكملش صلاتي”، ارتدى حذاءه، فاصطحبو وسط صراخ المتواجدين منهم من عاش معه زمنا طويلا فاق الأربعين سنة، ومن تتلمذ على يده ومن اشتغل معه، وكنت أنا، هو بالنسبة إليه كل شيء وأعظم شيء بعد الله ووالدي.
عج المكتب بعناصر بزي مدني حاولت عدهم فلم أفلح، حاولت وحاولت مرارا فلم أستطع لكثرتهم ولسحنتهم المتشابهة ولحركاتهم السريعة واللئيمة تجاهنا تجاه الحاضرين بالمكتب..
وسط الصراخ توجه الأستاذ زيان لحمل نظاراته ثم ساعدته في ارتداء بدلته “فيست”، وأمددته ببعض المناديل “كلينيكس”، التي قد يحتاجها بحكم ما كنت أعاينه أثناء مدة اشتغالي إلى جانبه.
نقل حشد ممن قالوا بأنهم أمن ومنعونا أنا وسيدة أخرى من الاقتراب منه، صرخت ولا من مجيب. وقتها أمر أحدهم يرتدي بدلة رسمية رمادية بنقله قائلا: “ديوه”.. استجديتهم كثيرا ولا أمل: “خليوني عير نسلم عليه.. حينئذ كلف رجلان اثنان ببنية جسدية قوية بمنعي وسيدة أخرى من اللحاق به أو الاقتراب منه، حاولت بكل ما أوتيت من قوة في تلك اللحظة أن اقترب منه وأتحدث معه ولم أستطع.. كنت اصرخ وأقاوم قوة الرجلين ولم استطع.. صرت على ذلك الحال أنا ومن كانوا معي، حتى أسفل درج العمارة التي يوجد بها المكتب والتي ستبقى شاهدة على الحدث.. حاولت مرة أخرى الخروج فمنعوني/منعونا..
بعدها جريت إلى الخارج فلم أجد الأستاذ زيان، بينما وجدت فيلقا من الرجال ممن اقتحموا المكتب دون أي ورقة رسمية، وقد تشتتوا في شارع علال بن عبد الله في مجموعات، حاولت البحث بينهم عنه فلم أجده. وعدت من جديد إلى المكتب أآزر من معي في مصابهم الجلل..
اعتقلتم رجلا عظيما ظل حتى آخر لحظات اعتقاله قويا مبتسما شامخا قانعا راضيا شجاعا كما عهدناه، بينما هزمنا نحن لحبنا الكبير له..
قمعكم لن يخفي ظلمكم، سيظل رمزا حارب “الرهوط” كما سماهم في كلمة أخيرة قالها وليس آخرها، من أجل عيش كريم للمغاربة ووطن يسع الجميع.
بقلم لبنى فرح مديرة مكتب الاستاذ زيان وصحافية موقع الحياة اليومية

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M