يتيم يكتب: الإصرار على الإفطار العلني أو الاستبداد باسم الحرية..

30 أبريل 2022 10:18

هوية بريس- محمد بتيم

الشرطة في المغرب لا توقف الناس وتختبر صيامهم وانما توقف المجاهر بالافطار في حين في كل دول العالم الشرطة تختبر خلو الدم من أثر الخمر ( الاكولتست ) l’alcootest

جوهر الخلاف مع بعض أدعياء الحرية الفردية ليس حول هذا النوع من الحريات ، فحرية الضمير التي لا يمكن لقوة القانون أو لقهر السلطة كيفما كانت سطوتهما أن تصادرهما كما تبين.
المشكلة هي أنه حين يراد باسم الحرية الفردية فتح باب لضرب النظام الأخلاقي للمجتمع والاعتداء على هذا النظام ، ومحاكمة مجتمع كامل له رؤيته للكون ونظامه الأخلاقي إلى نظام أخلاقي ينطلق من رؤية فلسفية مخالفة لها خلفياتها الثقافية والحضارية
إن قضية البعض ليست الدفاع في الحريات الفردية ومقاومة التدخل في خصوصيات الناس ، والكشف في ضمائرهم وسلوكاتهم الفردية بل إن قضيتهم هي الدفاع عن “الحق” ، في المجاهرة بما يمس النظام ، و”الحق ” في استفزاز الأخلاق والآداب العامة ، واستفزاز عقيدة شعب مسلم ومقدساته وشعائره التعبدية ،
شعب لم يشتك يوما مثلا من شعيرة الصيام ، ولم يقل إنها مفروضة عليه بالقوة العمومية ،
لم نر وليس في مقدور أي سلطة أن تتدخل لاختبار الناس الذين يتحركون في الشارع العام في عز الصيف وخلال شهر رمضان هل هم صائمون حقا أم غير صائمين ؟ ولم يطلب الدين من أي سلطة أن تجري اختبارا حول ارتفاع نسبة السكري في الدم خلال يوم الصيام كي يعلم من الصائم منهم
كي يعلم من الصائم منهم ومن المفطر؟ على عكس ما تقوم به شرطة المرور في الدول الغربية لمعرفة نسبة الكحول في الدم لأنه ارتفاع تلك النسبة الكحول مضرة بالنظام العام بينما الإفطار سرا لا يمس النظام العام والأمن الاجتماعي كما هو الشأن فيما يتعلق بالأفطار العلني ناهيك أن يكون هذا الإفطار استفزازا مقصودا ناتج عن فهم شاذ لمفهوم الحرية الفردية !
وفي المقابل ليس هناك من موجب لمن ليس مقتنعا بالصيام أن يجاهر بفطره وهو يعلم أن فيه من الاعتداء على الضمير المسلم مما لا داعي له ، إلا داع واحد لا غبار عليه هو تحطيم قدسية هذه الشعيرة أو تلك في نفوس المؤمنين وأبنائهم ممن ينشؤونهم على محبة الشعائر الدينية ، مما يدل على أن الأمر لم يعد يتعلق بممارسة للحرية الفردية ، وإنما ب ” نضال ” ضد المجتمع ونظامه العام وقوانينه ، واعتداء على النظام العام مع الترصد وسبق الإصراركما يفعل المخمور الذي يسوق سيارة في الشارع العام !
فهؤلاء حين يفعلون ذلك يسعون الى فرص تصور شاذ للحرية الفردية ، وممارسة دور البطولة في مواجهة “مجتمع رجعي محافظ ” كما يدعون، وأنه في مواجهة مثل هذا المجتمع ونظامه الأخلاقي المتزمت اختاروا طريق ” النضال ” من أجل نقله إلى طور الحداثة وما بعد الحداثة

آخر اﻷخبار
1 comments

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M