‎(فيديو).. أسماء المرابط تدعو إلى عصيان أسري

04 سبتمبر 2017 13:17

‎طارق الحمودي – هوية بريس

في مؤتمر علمي عقد بالمركز الثقافي المغربي بمونتريال CCMM في شهر أبريل من سنة 2017، وفي إحدى خرجاتها الغريبة المعتادة منها تحت عنوان ظالم هو “المرأة والدين، وجهة نظر النساء في المغرب” -وهذا كذب على كثير جدا من المغربيات- زعمت الطبيبة أسماء المرابط رئيسة مركز الدراسات والبحوث في القضايا النسائية في الإسلام التابع للرابطة المحمدية للعلماء في المغرب أنها بحثت في القرآن الكريم فلم تجد شيئا عن مفهوم طاعة الزوجة لزوجها، والذي وصفته على جهة الذم بأنه خضوع، فصرحت بأنه لا يوجد… لأنها لم تجده… ولأنها لم تجده فهو إذن مفهوم مردود، ولا يجب على الزوجة أن تطيع زوجها.

ويبدو لي أن الأستاذة أسماء أصيبت بنوع من الغرور عافاني الله وإياها منه جعلها تتوهم أنها قادرة على الاستقراء المفاهيمي للقرآن الكريم، بحيث تستطيع الجزم بعدم وجود مفهوم ما في القرآن، فقط لأنها لم تجده…

لقد بلغت الطبيبة أسماء المرابط مبلغا من اللعب بدينها وشريعة ربها جعلها تتجاوز ما عليه علماء المسلمين، وتتجنب الرجوع إلى ما كتبوه وحققوه، فإنها لو كانت سألت أي طالب علم مغربي عن ذلك لأظهر لها موضع مفهوم الطاعة في القرآن، بله أن تسأل عالما من علماء المغرب، وأخشى أن يكون عندها بوادر كبر أسأل الله أن يحفظني وإياها منه .

الكلام في المفاهيم القرآنية ليس ملأ لجدول كلمات متقاطعة على كرسي في مقهى على الشارع العام، وليس ترفا بحثيا يمارسه الأطباء بعد الفراغ من العمل في العيادة، بل هو مسؤولية المتخصصين من الباحثين في العلوم الشرعية المتمكنين من أدواتها، وأولها اللغة العربية التي ليس للطبيبة المرابط حظ منها يؤهلها لمثل ما ارتكبته في حق كتاب الله تعالى.

ما فعلته الطبيبة يدخل تحت محاولات هدم أسس الأسرة المسلمة، وإفساد الزوجات على أزواجهن، وإثارتهن عليهم، سواء قصدت ذلك أو لم تقصد، فقد كان ينبغي عليها أن لا تقتحم ما لا تحسنه، وقد أخطأت مرتين…

روى الإمام أحمد وغيره عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ليس منا من خبب امرأة على زوجها”، وفي إحدى الروايات “من أفسد”. ويدخل في دلالة الحديث كل من دعا لذلك أو تسبب فيه بفكر أو تنظير، ويُخشى أن يكون ذلك داخلا تحت علة خطاب القرآن الكريم عن السحر المفرق بين المرء وزوجه.

أما مفهوم الطاعة التي زعمت الطبيبة أسماء أنه غير موجود في القرآن، فهو مفهوم قرآني، وقد أخطأت الطبيبة أسماء، وليس هذا بالمستغرب في حقها، قال الله تعالى: “الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًاۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا).

فالقنوت الطاعة، ويدخل تحته طاعة الزوج بقيد السياق، والنشوز عدم الطاعة، وهو خروج عن مقتضى العقد بين الزوجين، فللمرأة المشورة لزوجها، وله اتخاذ القرار المرتبط بمسؤوليته فيه ومحاسبته عليه، ثم عليها طاعته، كما تقتضيه مثل هذه العقود، فليس للبيت إلا مقرر واحد بعد تحقيق المشورة بين الزوجين، بل قد يشارك في صناعة القرار غيرها كالأولاد وربما الأقارب، لكن القرار يتخذ من جهة واحدة تتحمل مسؤوليته أمام الله ثم أمام الناس، وهي الزوج الذي يكلف بالقيام بمصالح أهل بيته، خاصة زوجته، وهو مضمن كلمة “قوامون على النساء”، أي: قائمون بأمورهن ومصالحهن على جهة الحرص والمبالغة.

ومثل هذا العقدُ بين الإمام وشعبه، فهو وكيلهم في إقامة مصالحهم كما يقول العلماء، وهم مكلفون بتيسير ذلك له بطاعته في المعروف، وكذلك قائد الجيش وجنوده، كي تجتمع الكلمة، ويحفظ النظام، وليست طاعة الزوجة لزوجها خضوعا، بل نظاما وضبطا، كي تسير السفينة دون تعريضها للغرق والضلال عن الطريق.

ما أخشاه، أن تكون الطبيبة تكلفت عناء السفر إلى بلاد الغرب، لتقدم إليهم دينا تسميه الإسلام يقبلونه… فإن كان ذلك في سياق وحدة الأديان بوجه ما فالأمر أعظم مما يبدو عليه…

حادت الطبيبة عن النص، وحادت عن مقتضى مقاصد الشريعة، وحادت عن تحقيق المفاهيم وحدودها وحقيقتها، وحادت عن ملاحظة السياق، وحادت بكل ذلك عن الصواب، فليكف أمثال الطبيبة أسماء عن اقتحام ما لا قبل لهم به مما هو فوق طاقتهم، إلا بأن يعيدوا النظر في مؤهلاتهم، ويجلسوا إلى العلماء، ويبذلوا الوقت والجهد لتحقيق أدوات الفهم الإسلامي، مع تزكية النفس من الغرور والكبر والعجب، فإن كان ولا بد، فليعرضوا نتائج ما يسمونه “أبحاثا” على العلماء وطلبة العلم ليُقَوِّموا فهمهم ويسددوه، ففي المغرب والحمد لله علماء وطلبة علم مؤهلون لذلك، أسأل الله تعالى أن يهديني وإياها لما فيه الخير للإسلام والمسلمين.

آخر اﻷخبار
1 comments

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M