‏الحكومة للأحزاب والمعارضة للشعب!!

28 مارس 2017 13:53
نهاية وشيكة لـ"الميني بلوكاج"

هوية بريس – د. عبد العلي الودغيري

جلَسَ ظَريفانِ يَتَناقَشان ويُعلِّقان على مشهد الأحداث.

قال الأول:

لماذا اختارتِ الحكومةُ حافلةً صغيرةً من ستة مقاعد فقط؟ أما كان من الأفضَل تأجيرُ عَرَبةٍ من ثمانية مقاعدَ -مثلاً- ليركَب الاستقلالُ والأصالةُ، وتكونُ الأحزابُ الأكثرُ تَمثيليةً في البرلمان كلُّها داخل الحافِلة، وتَبقى ساحةُ المعارضة كلُّها للشعب؟

أجابَ الثاني:

أَنتَ لا تَفهمُ في السياسة…

أولاً: لا ينبغي وضعُ البَيْضِ كُلِّه في سَلَّةٍ واحدة. حكمةٌ قديمة. لا بدَّ أن يكون بعضُ البَيض في سَلَّة الحُكومة وبعضُه الآخر في سَلَّة المُعارَضة.

ثانيا: تَصَوَّر أن حافلةَ الحكومة التي تجمع كلَّ الأحزاب الثقيلة، مع كثرة الأمتعة التي تأتي بها، عَرَضَ لها حادثُ سَيْرٍ مُرَوِّع (لا قَدَّرَ اللهُ): نَسِيَ السائقُ المُتَعَجِّلُ أن يَتفقَّدَ زَيْتَ المُحرِّك مثلاً، فاحتَرَقت، أو أَخذته غَفْوةٌ من كثرة السَّهَر والعمل المُتواصِل في جمع شَتاتِ الرُّكاب، فانحرَفَت، وسَقَط الكلُّ في وادي الشَّرَّاط… ماذا سيكون مصيرُ البلاد والعباد؟… لا بُدَّ أن يكون لك بُعدُ نَظرٍ يا صاحبي.

رَدَّ الأول: لكنْ، ماذا سيقَع لو عاشَتِ البلادُ من غير حكومة ولا أحزاب؟ لنا تجربةٌ سابقة ناجِحةٌ: عِشنا نصفَ سنة بلا حكومة ولا وزراء ولا هم يَحزنون، وكلُّ شيءٍ ظلَّ على ما يُرام. ولو تأخَّر قِطارُ الحكومة شُهوراً أو أَعواماً أخرى لما ضاع علينا شيءٌ مُهم. المغربُ بَلدُ الاستثناءات والحمدُ لله، والشعبُ تَعَوَّدَ أن يعيشَ حياةَ الانتظار.

الثاني: ليس في كلِّ مَرَّة تَسلَمُ الجَرّة، يا صاحبي. الاحتياطُ واجِبٌ.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M