مذكرات المعتقل منير المتصدق (ح1)

10 أغسطس 2015 23:12
مذكرات المعتقل منير المتصدق (ح1)

مذكرات المعتقل منير المتصدق (ح1)

رحل إلى ألمانيا ليدرس الهندسة فوجد نفسه مدانا بأحداث 11 شتنبر

منير المتصدق*

هوية بريس – الإثنين 10 غشت 2015

وبعد؛ فهذه توطئة أرسلها إلى “جريدة السبيل” (المغربية) أعرف فيها بنفسي وأعرج فيها على بعض النقاط التي إن طال بنا العمر وأذن فيها رب العزة أن تتم، أن يكون لنا معها عرض تفصيلي أوضح فيها مجرى المحاكمات الثلاث التي أقيمت لي في بلد القانون والديمقراطية ألمانيا، زاعمين أني عضو فيما يدعونه “خلية هاسبوغ” التي قام أعضائها بتنفيذ عملية الحادي عشر من شتنبر 11/09.

أقول وبالله المستعان:

أنا اسمي منير المتصدق، من مواليد الثالث من أبريل لسنة 1974 (03/04/1974)، كان مولدي بمدينة مراكش التي قطنت فيها مع أسرتي ونحن ست من الإخوة والأخوات في حضانة والدين رحيمين كريمين حفظهما الله تعالى.

انتقلنا في سنة 1984 إلى مدينة طرابلس عاصمة ليبيا لمدة سنتين وبعد الرجوع إلى الوطن 1986 التحقت بالقسم الأول إعدادي ثم بالمرحلة الثانوية التي أنهيتها سنة 1993.

في شهر نونبر 11-1993، غادرت البلاد متجها إلى ألمانيا لألتحق بالجامعة هناك، وكانت أول مدينة سكنتها هي مدينة “موناستير Munster” ثم بعدها 1995 انتقلت إلى جامعة هامبورغ-هاربورغ التقنية (TUHH) التي درست بها إلى غاية سنة 2001.

وفي فجر السابع من نونبر 2001 اقتحمت فرق الشرطة البيت الذي أسكنه مع زوجي وابنتي الصغيرة آنذاك وابني الرضيع وهو لا يجاوز الأسبوعين من عمره.

وحسبك ما تفعله الشرط إذا اقتحمت البيوت الآمنة.

أودعت في السجن بعدها وكان أول عهد لي بأماكن ما كنت أحسبها قبل ذلك إلا أنها معدة لأصحاب الجرائم فعلا…

أودعت في السجن الاحتياطي وكان معظمه حبسا انفراديا، وفي أكتوبر من سنة 2002 بدأت أول مرافعات المحاكمة الأولى.

وبحلول التاسع عشر من فبراير 2003 أوقعت المحكمة بهامبورغ الحكم علي بخمس عشر سنة 15 سجنا نافذا، بدعوى أني عضو في خلية إرهابية وأني ساعدت على قتل 3066 شخصا هم ضحايا عملية الحادي عشر من شتنبر.

حيث تقررت هذه المحكمة أن منبع عملية الحادي عشر شتنبر كان مصدره خلية هامبورغ، وأن منظمة “القاعدة” ما هي إلا يد مساعدة فقط!

ولك أن تتساءل لماذا تجزم محكمة ألمانية أن عملية 11 شتنبر قد تم ترتيبها وتخطيطها في بيت للطلبة بهامبورغ الألمانية وأن “منظمة القاعدة” هي معينة فقط؟

أجيبك وباختصار، أن هذه الحيلة لولاها لما استطاعت محكمة ألمانية البتة أن تصدر حكما ولو بسجن يوم.

لماذا؟…لأن قانون ألمانيا آنذاك لم يحتوي بعد على بند يعاقب فيه أعضاء منظمة مكونة خارج ألمانيا.

فلو أقرت هذه المحكمة، كما هو الحال، أن “منظمة القاعدة” التي مقرها آنذاك أفغانستان هي منفذة العملية وأن أعضاء هامبورغ لم يكن لهم علم بشيء من ذلك حين غادروا ألمانيا في أواخر 1999 متوجهين إلى الشيشان عبر أفغانستان، وأنهم قد استقطبوا كما هو معلوم، هناك لا في ألمانيا، لو اعترفت المحكمة بذلك لما استطاعت قانونيا أن تصدر حكما واحدا؟! فكان من خبث أولئك القضاة أن لبسوا الحق بالباطل.

فحلقات تحفيظ القرآن على زعمهم التي كان يحضرها شباب كثيرون ومن بينهم أولئك الذين شاركوا في العملية ما هي إلا “خلية إرهابية” كان يذاع فيها عداوة السامية اليهود والأمريكان.

ومن بين أدلتهم على ذلك أنه وجد في أحد دفاتر المتهم “منير المتصدق” آيات قرآنية وتفسيرات لها من بينها آية قرآنية هي كالآتي “لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا…“.

في الرابع من مارس لـ2004 وبعد الطعن في الحكم السابق تقرر المحكمة الفدرالية العليا (لألمانيا) نقض الحكم الصادر في حقي، مشيرة إلى أنه يحتوي على استنتاجات خاطئة وعلى أن هناك صدع يجب أن يسد، ألا وهو أقوال المعتقلين بنفس التهمة في “غوانتنامو” وخصوصا ما يتعلق بأقوال السجين “ابن شيبة” اليمني الذي يحسب من أعضاء “خلية هامبورغ”، وأحيل الملف على إثرها إلى مداولة ثانية يرأسها قضاة آخرون فتم الإفراج عني في السادس من أبريل من نفس السنة.

مذكرات المعتقل منير المتصدق (ح1) رحل إلى ألمانيا ليدرس الهندسة فوجد نفسه مدانا بأحداث 11 شتنبر

وفي الثامن (8) من غشت سنة 2005 وبعد مرور سنة كاملة من المرافعات يقرر رئيس المحكمة أنه بعد “سماع الشهود ودراسة الملفات وشيء من الخيال” تبين له أن المتهم منير المتصدق لم يكن له علم بأحداث العملية، إلا أنه كان وبالرغم من ذلك عضوا في “جمعية إرهابية”، فأوقع الحكم علي بالسجن لسبع (7) سنوات.

نعم صدق وهو كذوب، لقد اعترف أمام الملأ أن خياله (ولك أن تراجع مقالات الصحافة الألمانية في ذلك) هو الذي أداه إلى هذه النتيجة.

فلا أحد من الشهود شهد بوجود أو تكوين خلية إرهابية في هامبورغ، ولا ملف من الملفات عرض فيه متى وكيف تكونت هذه الخلية، فبقي فقط خياله الواسع الذي أنار له الطريق وقاده إلى حكمه الغاشم.

إلا أن خياله هذا قابل خيالا أوسع منه، فبعد الطعن في هذا الحكم الثاني تقرر المحكمة الفدرالية العليا هذه المرة أنه إن كان هذا القاضي قد استنتج أن المتهم هو عضو في خلية إرهابية فلا بد حتما أن يكون له علم بما وقع، ليحال الملف مرة أخرى إلى قاض آخر وفي مداولة لم تتجاوز سويعات ثم يرفع القاضي الحكم السابق من سبع (7) سنوات إلى 15 سنة سجنا ويغلق الملف.

أشير إلى أنه في غضون المحاكمة الثانية (2004/2005) بعثت الحكومة الأمريكية ملخصا لأقوال واعترافات منفذي العملية وهم إلى الآن في سجن “غوانتنامو” ومن بينهم “ابن الشيبة” تأكد من خلالها أني لم يكن لي ارتباط ولا علم بما وقع، وأني لم أساعد في شيء من العملية، لكن قاضي المحكمة رفض هذه الأدلة وأوحى إليه سلطان خياله أن هذه الأقوال أكذوبات اخترقها هؤلاء المتهمون ليداروا عن إخوانهم في الجريمة “منير المتصدق” و”عبد الغني مزوضي”.

وأحب أن أضيف هاهنا أن عبد الغني مزوضي المغربي الجنسية، كان هو الآخر قد اتهمته “دولة القانون” ألمانيا بنفس ما أدنت به وسجنت من أجله، وكانت مرافعات محاكمته موازية في الوقت (2004/2003) لمرافعات محاكمتي، إلا أن قاضي عبد الغني أكد براءته تبعا براءتي أيضا، وأكد أن لا تمة “خلية إرهابية” تكونت في هامبورغ، وأن طبيعة علاقة “مزوضي” و”المتصدق” بمن نفذ العملية بهامبورغ لم تخرج عن علاقة عادية بين الطلبة، ومساعدة بعضهم البعض، كأداء الإيجار وكاستقبال الرسائل ودفع فواتير الكهرباء والماء وغير ذلك…

الغريب في الأمر، ولا تستغرب ما دمت في “بلد القانون” ألمانيا، أن بعد هذه التبرئة يأتي قاض المحاكمة الثانية، صاحب الخيال الواسع، ويزعم أن “خلية هامبورغ” كانت قائمة لا يدري هو متى ولا كيف كانت نشأتها، إلا أنها كانت قائمة وأن من أعضائها “عبد الغني مزوضي” أيضا وإن برأه القاضي قبله.

فعبد الغني مزوضي إذا بريء وليس ببريء والخلية الإرهابية قائمة وغير قائمة… “فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ“.

…نعم هكذا يكون إسهام “دولة القانون” ألمانيا في محاربة الإرهاب، بتصدير قضاة خبراء في الاختلاق والتزييف؛ لا كشأن بعض الدول المتخلفة.

مذكرات المعتقل منير المتصدق (ح1) رحل إلى ألمانيا ليدرس الهندسة فوجد نفسه مدانا بأحداث 11 شتنبر

فلو أن  نظير هذه المحاكمة وقع في دول لا ديمقراطية لرجت أرجاء العالم المتحضر بالصراخ والعويل والاعتراض، ولقامت منظمات حقوق الإنسان فأدانت وولولت…

لكن أن يكون الظلم تحت مظلة العدالة في دول ديمقراطية فهذا أمر مستساغ، يسمونه حياد القضاء وعدم تدخل في حكم قاض ما…

فما الفرق يا ترى بين قاض يتلقى الأوامر من “الفوق” كما يقولون، وبين قاض يحبك صنعته في الخديعة والظلم من غير همس ولا غمز من “فوق”… ما الفرق بينهما إذا؟؟؟

فـ:صبرا جميلا ما أسرع الفرجا ***من صدق الله في الأمور نجا

   مـن خـشـي الله لـم يـنـلـه أذى***ومن رجا الله كـان حيث رجا

أما عن الحجج التي سوغت لهم إدانتي فأنا أحيل القراء إلى قول المدعي العام في آخر مرافعته حيث قال: “نحن نعلم أن الأدلة ضد المتهم منير المتصدق إن أخذت وقيمت على حدا فإن القانون الألماني لا يعاقب عليها، ولكن إن أخذت بمجموعها فهي عندي مخالفة للقانون وتبيح إدانته…”.

أرأيت هذا الاستنتاج العقلي!!

فيعني ذلك بلغة الحساب أنك إذا أضفت صفرا إلى صفر إلى صفر… فإن الحاصل سيكون مائة (0+0+0+0…..=100).

قَالَ رَبِّ احْكُم بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَٰنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ“.

هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

والسلام عليكم ورحمة الله.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* منير المتصدق: سجن هامبورج/ألمانيا

رقم السجين 6/07/522

الزنزانة 524.

آخر اﻷخبار
1 comments
  1. كل مسلم إرهابي. او كون كنت قاضي او وقفتي حداية غدي نحكم عليك ب 100سنة لانكم كتستهلو يا مسلمون كتضنو انكم أحسن أم أخرجت للناس….بانانيتكم وجهلكم وتعصبكم… بغيين العالم كولو يولي يفكر بحالكوم . كتستاهل او تستاهل أكثر… نتمنى من يطلق صراحك يرحلوك نيشان لبلادك بلد الإسلام.

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M