وانتهــت العـطـلــة… فماذا بعد؟؟

04 سبتمبر 2015 17:38
وانتهــت العـطـلــة... فماذا بعد؟؟

وانتهــت العـطـلــة... فماذا بعد؟؟

ذ. أحمد اللويزة

هوية بريس – الجمعة 04 شتنبر 2015

سفر واستجمام ورحلات وحركة دؤوبة والناس في غدو ورواح، وحرص على ذلك كيفما كانت الظروف المادية والمعنوية وأضحى السفر والاستجمام في العطلة أمرا لا يقبل التنازل إلى درجة أن من لم يرفع بذلك رأسا يقابل بالاستنكار أو الاستغراب في أقل الأحوال.

هذا الواقع؛ والمستفاد من هذه الحالة المعروضة هو هذا الحرص؛ حرص تضيع معه أوقات وأعمار وجهود وأموال لو أنفقت بقدر الحاجة وأنفق ما بقي لدين الله لكان الشأن غير الشأن والحال غير الحال.

فالأمر ليس متعلقا بأخذ حظ النفس من الراحة والاستجمام بقدر ما هو إفراط في ذلك، والنفس لها في كل لحظة طرب وفرجة وانفراج، مهرجانات في كل حين غناء؛ في كل وقت عبث متواصل… والأدهى من ذلك أن الغالب -إلا من رحم الله من الناذر الذي لا حكم له- ينخرطون في هذا الصيف في موجة من الفوضى الأخلاقية والاستهتار القيمي، بشكل لا أستطيع إلا أن أصوره، والتصور يعجز عن إدراك الحقيقة أحيانا، وكأن الصيف هو لحظة الانسلاخ من تعاليم الإسلام عند قوم ولكم في ذلك ألف برهان.

إن الأمر ليس طبيعيا لاسيما وما يصاحبه من إشهار وإعلام ودعاية وتباه عبر وسائل الاتصال المختلفة، مما يولد في النفوس الضعيفة غيرة وحمية ومنافسة تكون غير شريفة خصوصا عند العجز المادي الغالب على كثير من الناس، مما يترتب عليه اقتراض غير مشروع، وأمور تضيع معها الكرامة ويدنس معها الشرف.

كان لا بد من التنبيه على هذه المسائل بإشارات إيقاظا للغافل المنهمك في ملذات الحياة الفانية، ونذكره بمحاسبة الذات والنفس التي مردها إلى الله، ونلفت عناية الجميع إلى أننا نعيش واقعا انتهكت فيه حرمات الإسلام واستبيحت فيه دماء المسلمين في بقاع شتى من العالم، فإن كان ولا بد من فترة نقاهة فما يليق بمسلم ينبض قلبه بالإيمان أن يعيش لحظة من الغفلة عن واقع الأمة حتى وإن كان ذلك في الصيف وما له من خصوصية في واقع الناس.

الذكرى هنا لا تنفع إلا المؤمنين كما قال الله في كتابه الكريم، ومن أراد الله به خيرا من هذه الأمة التي ماجت بها الفتن والأهواء واجتالتها الشياطين عن رب العالمين.

ها هو الصيف انتهى؛ وها هي العطلة انقضت بآلامها وأفراحها، إن كان يطيب الفرح في ظل هذا الواقع، وما يصاحب الصيف من بوائق وفواحش؛ عري واختلاط ومهرجانات وأعراس ووووو فأين نحن من الحساب؟ ففي الصيف تظهر الغفلة وتكشف عن واقع تقشعر له الأبدان فاللهم لطفك.

لم يسلم من هذا إلا من سلمه الله ممن جعل استجمامه في طاعة الله وبطاعة الله بما هو مباح؛ مما يساعده على أداء وظيفة العبودية التي خلق من أجلها والتي لا تفرق بين وقت ووقت وصيف وصيف، فهنيئا لمن كان حاله كذلك.

فهذا ما قصدت التنبيه عليه.

فكم هي جسيمة المسؤولية الملقاة على عاتق العقلاء الفضلاء أهل الدين والمروءة.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M