مساوئ خطأ تقدير المستوى العلمي للمتصدرين

22 أكتوبر 2013 19:52
أعظم المصيبة.. مصيبة العبد في دينه

ذ. أحمد سالم

هوية بريس – الثلاثاء 22 أكتوبر 2013م

من كثرة ما يراه المرء من تكرار الناس لأخطائهم، يوشك أن يظن أنهم يتعمدون هذا التكرار تعمداً.

أخطأ جمهور جيلنا والجيل السابق لنا خطأ عظيماً جداً عندما بالغ في تقدير المستوى العلمي للمتصدرين للوعظ والتدريس والدعوة في بلادنا.

بعض هذا الخطأ كان مبرراً؛ نتيجة لقلة علم أولئك المبالغين؛ إذ إن علم المتكلم على قدر السامع، فكلما كان السامع أجهل ظن أن المتكلم أعلم.

وبعضه لم يكن مبرراً فقد ارتكبناه كنوع من مراعاة النسبية فكنا نتحدث عنهم حديث الناس عن العلماء؛ لأنهم فقط أمثل الموجودين، وتلك خطة ليست حسنة.

اليوم أرى جيلاً كاملاً يُكرر الخطأ نفسه مع بعض المتصدرين الشباب، يرى هو أنهم أحسن من سابقين نوعاً ما فيُسبغ عليهم ما لا يستحقونه من الثناء والتقدير.

أنا نفسي بعض الناس يخاطبني بما أعلم أنا عن نفسي أن بيني وبينه مفاوز، بل كلما نظرتُ لما أحتاج لتعلمه وقراءته = ساء ظني بأولئك المبالغين المثنين، وقدرتهم على تمييز العلم ودرجاته.

والحقيقة أن كل ذلك عبث وتكرار للعبث.

وأعظم مصائب هذا العبث أن هؤلاء الشباب بعد فترة سيكررون خطأ سابقيهم (ما دامت الناس مبسوطة مننا والدنيا فل يبقى نذاكر ليه).

بعبارة أدق: سيكتفون بدرجة النضج التي وصلوا لها ولو كانت ضئيلة ما دام المستمعون يستملحونها، ومن ثم يغرقون في التصدر إلى شحمة أذنهم تصدراً يلفتهم عن إكمال الطريق الذي ما قطعوا منه حتى عشره. 

أكرر: أحد أسباب ما نحن فيه من الخيبة والخذلان أننا اتخذنا رؤوساً جهالاً، وأخشى أننا سنكرر هذا ثانية، وساعتها قد لا تتغير النتائج كثيراً.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M