وماذا بعد ضجيج القُبلة؟؟؟

22 أكتوبر 2013 20:27
ذ. يونس الناصري

ذ. يونس الناصري

ذ. يونس الناصري

هوية بريس – الثلاثاء 22 أكتوبر 2013م

تعالت صيحات المنكرين في الأيام الماضية للحماقة التي قام بها الشباب الضائع، المتضامن -زعمنا منه- مع المراهقين اللذين فضحا نفسيهما أمام العالم لما نشرا حالة لحظة حميمية شيطانية، أسهمت في ظهورها عوامل عدة.

وظهرت حميةُ بعض الشباب الغيور على قيم الأمة الإسلامية؛ فعبروا عن إنكارهم في فيديوهات كثيرة، مبينين أن الفعلَ صبياني جريءٌ، لم يراعِ مشاعر المسلمين، ولم يحترم خصوصية المغرب المحافظ على قيم الإسلام الحنيف.

إن استنكار كثيرين لذلك الطيش والسفه والحمق لمما يُحمَدُ للشباب المغربي الغيور على العِرض والشرف، مهما طغى أصحاب الشهوات والملذات، وشجعوا على الانحلال الأخلاقي في دعواتهم التحررية، الداعية إلى الانفتاح الأخرق الأهبل على طريقة عيش الغرب وتفكيره وسلوكياته، عوض الدعوة إلى الانفتاح على صناعاته وإبداعاته العلمية التقنية.

لكن، هل هذا الإنكار يكفي لاستئصال الداء العضال المستشري في أوصال أمتنا؟

لقد كذب من لخص الميوعة الأخلاقية والانغماس الشهواني الذي تعيشه طائفة لا يُستهان بها من المغاربة في مظاهرة قُبُلات لبضع ساعات ثم تنتهي؛ إذ إن جولة واحدة في جامعاتنا وثانوياتنا بل إعدادياتنا يظهر خطورة حال أبنائنا وبناتنا إلا من رحم الله، ويؤكد أن كثيرا منهم قد فهم التحرر والانفتاح فهما خاطئا، وزُيِّن لهم أن اتخاذ الخليلات ومرافقة الغانيات والاستماع المفرط لما لذ وطاب من الأغنيات الساقطات ومداومة ولوج السينمات ومعاقرة بعض القنينات واتباع آخر صيحات الموضات من ملابس ضيقات، قد أصبح مما لا يستغنى عنه من الأولويات للشباب الحداثي المواكب لعصره.

 فأزمة الشباب عميقة، ومشكلهم خطير، وإرجاعهم إلى صوابهم وتعقلهم وأخلاقهم الفاضلة يتطلب مجهودا عظيما من قِبَل كل المسئولين، بدءا بالوالدين، ومرورا بالمعلمين والأساتذة، فإسهاما من الجيران، ثم تعاونا من الوزراء والنواب، ومن كل مسؤول من منصبه، بعد أن يصلح كل واحد منهم نفسه ويهذبها بأخلاق الإسلام الشامل لكل مناحي الحياة.

 إن القضاء على مظاهر التخلف المتمثلة في الزنا وشرب الخمر وكل الموبقات المعروفة للجميع، يستدعي انصهارا كليا في المنظومة الإسلامية، وليس فقط انتقاءً لما يناسب الإنسانَ منها، ثم نبذَ باقي مكوناتها المترابطة فيما بينها ارتباطا وثيقا، فقد أمرنا الحق سبحانه بأن ندخل في السلم (الإسلام) كافةً، وأن نلتزم بأخلاق القرآن الكريم ومعاملاته وأحكامه، وبسيرة خير المرسلين، والصحابة الغر الميامين.

ما لم نربِّ أبناءنا على تلك القيم السامية الربانية من الصغر، ونحببها لهم بتطبيقها أمامهم، كل واحد من موقعه ومسؤوليته، فإننا سنظل نغرد وننكر ونستهجن، ولا أذن ستصغي ولا قلب سيعي، وستظل قافلة الفساق والشواذ تسير، وسيبقى المجتمع متفككا مليئا بالقبائح إلا أن يشاء الله شيئا.

وكيف للشباب أن لا يهيمن على مخيلته تطلُّبُ عشيقات، وقد نشأوا من صغرهم يشاهدون رسوما متحركة لا بد لبطلها من حبيبة تهبه القوة والبأس وتعينه دوما على هزم الأعداء، فإذا ارتقوا شيئا فشيئا انتقلوا إلى المسلسِلات المكسيكية والتركية وغيرها، زيادة على أفلام هوليود وبوليود، وكلها تحوم حول تيمة واحدة هي العشق والبطولة، وما يرافق ذلك من لقطات ساخنة وانحلال خلقي لا يراعيان قيم مجتمعاتنا الإسلامية، التي تستبشع التكلم في تلك الموضوعات، فكيف بعيشها وممارستها؟ 

فهل نحن مستعدون حقا لمحاربة القبلات المقبلة؟؟؟  

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M