المشهد المصري بين ثبات الرجال ونفاق المتملقين

31 يوليو 2013 11:49

ذ يونس الناصري

هوية بريس – الأربعاء 31 يوليوز 2013م

تشرئب أعناق المسلمين في العالم جميعه إلى ما يحصل في مصر المحروسة منذ الانقلاب العسكري الغاشم من ظلم وجور واستهتار بالمنطق السليم وضرب لكل مبادئ الإنسانية المتعارف عليها، على يد قتلة مجرمين خانوا الله والوطن والرئيس المنتخب شرعيا.

وتوالت جرائم الانقلابيين إلى يوم الناس هذا ما بين مئات القتلى وآلاف الجرحى ومبتوري الأيادي والأرجل ومفقوئي الأعين وغير ذلك من العاهات المستديمة، والموتى الشهداء بإذن الله في تزايد مستمر، كل ذلك لتوطين عرش الاستبداد العسكري رغم أنوف الملايين الذين لا يرضون بالضيم طرفة عين، أمام أبصار العالم.

لقد صدق قول القائل: عند الامتحان يعز المرء أو يهان في ما يقع في مصر العزيزة، ذلك أن الحق الأبلج الموافق للعقل المستقيم، أظهر رجالا عظاما أشاوس لا يخافون في الله لومة لائم، بداية بملايين الشرفاء الأطهار المدافعين بأرواحهم عن الشرعية الديمقراطية في ربوع مصر من المسلمين وبعض المسيحيين، من الكبار والصغار والشباب والنساء، وانتهاء بالكرام المغاوير من العلماء الصادعين بالحق، الذين تركوا  مناصبهم ومنازلهم، ورابطوا في ميداني رابعة العدوية والنهضة، يستنهضون الهمم ويربطون جأش المتظاهرين، لا ينطقون إلا بالشرعية السلمية والحق الصراح، وكذلك القضاة الأتقياء والمحامون النزهاء، ولا أنسى -وكيف أنسى؟- الأطباء الأتقياء الألباء الثابتين على مواقفهم الشرعية برجولة وعزم عظيمين، المسعفين الجرحى بالآلاف، والذين لم يذوقوا حلاوة النوم ولا لذة الطعام شهرا كاملا وما يزالون يجاهدون باستماتة، فلهم منا تحية طيبة مباركة ولكل الأبطال الكرماء المؤيدين بإذن الله عاجلا أو آجلا.

أما الضفة المشؤومة الأخرى، فقد حوت أراذل الناس وأبالستهم، قوما انتهازيين منافقين لعقوا بذل وحقارة أحذية مبارك المخلوع وأبنائه وأزلامه، وهاهم يمرغون أنوفهم من جديد لسيدهم السيسي عليه من الله ما يستحق، قوما سفهاء مجرمين ساعين وراء المال والجاه ولو على جثث الوطنيين الأبرياء.

قضاة قاسطون يعلمون الحق ويحكمون بخلافه، فيلفقون التهم الباطلة لكل صادق أنكر الانقلاب الدموي، كالرئيس الشرعي المظلوم الذي اتهم سفالة وحقارة ودناءة بالتخابر مع حماس وقتل المدنيين!!! وغير الرئيس من القياديين والإعلاميين والأطباء وسائر المواطنين المضطهدين.

ومحامون سفلة يبتغون متاع الدنيا، يقدمون بلاغات كاذبة مزيفة تافهة إلى النيابة العامة للتحريض على المناضلين الأطهار.

وأما الإعلاميون المنافقون، فلم أر ولم أسمع على مر التاريخ شياطين ناطقة أفظع منهم وأقبح، إذ هم أحقر خلق الله على وجه البسيطة، لا يخافون الله طرفة عين، ولا يرضون الإسلام في أحلامهم، فكيف بواقعهم، قد نفض منهم أبليس يديه وتربع بين أيديهم يتعلم أصول الكذب والزندقة والمجون ولسان حاله يقول لهم: أنتم أنتم، فاذهبوا للفساد في الأرض، حتى صدق فيهم قول الشاعر:

   وكان من جند إبليس فارتقى — به الأمر حتى صار إبليس من جنده

أقاموا الدنيا ولم يقعدوها يوم أن مات متظاهر واحد  في عهد  مرسي، وطالبوا باستقالة الحكومة والرئيس، واستعدوا المنظمات الصهيونية الغربية على رئيس البلاد، واتهموه بالإرهاب والتطرف، وانقلبوا الآن على أعقابهم، ونافقوا أنفسهم وشعبهم، فشغلوا الناس بالمسلسلات والأفلام الساقطة الدنيئة، ولم ينقلوا ولو صورة يتيمة للمجازر التي ارتكبها الانقلابيون الإرهابيون، بل حيوا الجيش والشرطة بعد أن حرضوا الهمج الرعاع وذوي السوابق البلطجية لينزلوا يوم 30 من يونيو لتفويض الجيش بقتل وسحل المواطنين الشرفاء، وتملقوا وزير دفاعهم الخائنَ الظالمَ خوفا من سطوته أولا، ثم حبا في ما فعل من حرب على الإسلام والشرعية، فما أصبرهم على العقاب الدنيوي والأخروي إن لم يتوبوا.

لقد افتضح أمر الانقلابيين و مؤيديهم العلمانيين بما صرحوا في لقاء تعديل الدستور الشرعي بأنه حان الوقت للقضاء على الإسلام السياسي في مصر، وإقرار علمانية البلاد بدل إسلاميتها، مؤكدين على أن حزب النور المشارك في الانقلاب أشد خطرا من الإخوان المسلمين، كما أشاروا إلى وجوب قتل المزيد من الإرهابيين -حسب إفكهم- بلا مشاعر رومانسية لترسيخ العلمانية المنشودة.

إن الحرب الدائرة الآن بين الانقلابيين وبين مؤيدي الشرعية، لم تعد تقتصر على عودة مرسي وشرعية البلاد، بل غدت حربا عقدية بين مؤمنين أتقياء يحبون تطبيق شرع الله في الأرض، وبين منافقين ليبراليين يحقدون على الإسلام وأهله أيما حقد، ويحبون المسيحية وأصحابها وكلَ ما ينافي الشرع الحنيف من أقوال وأفعال. 

ومن هنا وجب على حزب النور السلفي أن يراجع أوراقه في تعامله المخزي مع العلمانيين الذين أبدوا رغبتهم الأكيدة في التخلص منه باعتباره الحزب الخطير المتشدد، رغم تعامله اللين مع كل الأطراف؛ لأن العلمانيين لا يرضون بغير الصهاينة بديلا، وهم مستعدون للتفاوض مع إبليس لكيلا يمكن للإسلام في العالم بأسره، والله متم نوره ولو كره العلمانيون.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M