استسهال العلم الشرعي من آفات العصر؛ وهذه بعض مظاهره

06 أكتوبر 2015 20:33
استسهال العلم الشرعي من آفات العصر؛ وهذه بعض مظاهره

استسهال العلم الشرعي من آفات العصر؛ وهذه بعض مظاهره

هوية بريس – د. البشير عصام المراكشي

الثلاثاء 06 أكتوبر 2015

استسهال العلم من آفات العصر، وهو في بلادنا ينخر المجالات كلها، لكنه في مجال العلم الشرعي أوضح.

ومن مظاهره:

• استسهال طلب العلم، والظن أن القراءة اليسيرة المتفرقة في المدة القليلة، تؤهل لبلوغ مراتب كبار العلماء.

• عدم الصبر على قراءة الكتابات العسيرة، ودراسة المباحث العويصة، التي تحتاج إلى كد الذهن وطول الزمان، مع توفيق الله تعالى. ومن الدليل على ذلك: أن المنشور “الفيسبوكي” إن كان فيه بعض الطول، أو كُتب بأسلوب علمي محرر، لم يصبر على قراءته إلا الأفذاذ. فإذا طرح موضوعه للنقاش، سارع الجميع إلى الكلام فيه بمحض الرأي الفطير، والاستحسان بالهوى!

• الجرأة على الكلام في مسائل العلم قبل الإحاطة بأغلب ما كتب فيها، مع التأهل لذلك بامتلاك الآلة المنهجية. وهذا مبني على التهوين من خطر القول على الله بغير علم!

• ويلتحق بما سبق: الجرأة البالغة على الفتيا، مع نزع فتيل الانتقاد بادعاء عدمها، وأن ما يقال إنما هو رأي لا فتوى!

• تخطئة العلماء -أو الطعن عليهم- بمحض التقليد، أو بالقراءة اليسيرة في الموضوع. ونقد العلماء وتخطئتهم أمر غير محظور، ولكنه ليس متاحا لكل أحد!

• الطعن في كتاب ما قبل قراءته، والإزراء على مؤلفه قبل قراءة كتابه، والاكتفاء في ذلك كله بترديد ما قيل فيه، قبل التبين! وهذه عثرة لا لعا لها!

• وعكسُ السابق: النصح بكتب أو متون قبل قراءتها والتمكن منها، اعتمادا على التقليد الخالص! ويكون الأمر طريفا حين يصدر ممن يدّعي محاربة التقليد وهو غارق في حمأته!

• الخلط بين مقامي القصاص والعلماء، وتقديم كلام القاص الذي بضاعته الجراءة في كل مقام، على العالِم الذي يتورع في المضايق، ويشعر بثقل الأمانة، ويحسن وزن الكلمة!

والعلم ثقيل، ولا ينال بالراحة، ولا يدرك بالدعوى.

والله الموفق.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M