«العريفي» يدفع حقوقيي «البام» و«حركة ضمير» إلى المطالبة بمصادرة الحريات

10 أكتوبر 2015 11:08
العريفي يدفع حقوقيي البام وحركة ضمير إلى المطالبة بمصادرة الحريات

العريفي يدفع حقوقيي البام وحركة ضمير إلى المطالبة بمصادرة الحريات

هوية بريس – نبيل غزال

السبت 10 أكتوبر 2015

في السابع من أكتوبر أصدر “بيت الحكمة” الذراع الحقوقي لحزب “البام”، بيانا ندد من خلاله باستقبال الدكتور محمد العريفي، حيث اعتبر بيت الحكمة أن استدعاء العريفي يعد:

“دعما مباشرا للخطاب الديني التكفيري، وللنزعات الظلامية التي يترجمها هذا الرجل في مواقفه، وفتاويه.. التي تغدي نزعات الحقد، والتعصب، والتطرف، والتكفير، والعنف… ناهيك عن كونها تعتمد تأويلات غريبة عن روح الإسلام ومغازيه ومقاصده…”.

 ومن ضمن هذه الفتاوي التي غار لأجلها “بيت الحكمة” في بيانه الموقع من رئيسه فتاح بناني، ما أسماه “بالفتوى التي تقول بعدم جواز اختلاء الإبنة بأبيها، أو الفتوى المعروفة بجهاد النكاح”.

صراحة من يقرأ بيان “بيت الحكمة” وهو مستحضر لمرجعيته اليسارية المتطرفة، وأنه يمثل الذراع الحقوقي لحزب “البام” الذي استضاف الملحد القمني في العشر الأواخر من رمضان المنصرم، فسبّ شريعة ربّ العالمين والأنبياء والمرسلين، والعلماء والصالحين وأمير المؤمنين، لا يستغرب بتاتا من موقفه هذا، ولا من اعتماده على الإشاعات لصياغة بيانه.

فإذا كان المعمول به في المجال الحقوقي اليوم هو الدعوة إلى رفع المصادرة وتمتيع الناس بهامش كبير من الحريات، وفسح المجال لكل أحد ليعبر عن آرائه أيا كانت، فإن “بيت الحكمة” الذراع الحقوقي لحزب الجرار و”حركة ضمير” وغيرهما.. لهم مسار آخر في الدفاع عن الحقوق.

فهم يدافعون عن إلغاء عقوبة الإعدام، وعن حق الردة عن الإسلام، وعن حرية المواطنين في احتساء الخمور والبيرة، وعن العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج، وعن لواطيي “كيف كيف” و”وكالين رمضان”.. ويطالبون بحرية الإجهاض، وبالمساواة المطلقة بين الرجل والمرأة في الإرث…

فكل هذه حقوق مقدسة يستميت اليساريون في الدفاع عنها، لأنه تم التنصيص عليها -وفق قولهم- في الميثاق العالمي لحقوق الإنسان، وكل من تنكب هذا الطريق ولم يختر هذه المرجعية الغربية المادية، فهو متطرف وإرهابي وعضو في تنظيم القاعدة و”داعش”… يطمح للعودة بالمجتمع إلى الوراء وإلى ثقافة الحلال والحرام..!!!

لست هنا في مقام الدفاع عن الدكتور محمد العريفي -وإن كان هذا واجبا على كل مسلم يستطيع ذلك، وقد قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: (من رد عن عرض أخيه بالغيب رد الله عن وجهه النار يوم القيامة)- بقدر ما أود أن أقف مع الموقف المخزي حقوقيا الذي يقفه غالبا “بيت الحكمة” وغيره، والأدلة التي يستندون عليها في ذلك.

فعلى خلاف الجمعيات العلمانية الحقوقية في الغرب التي تدافع عن الحريات المطلقة وفق منظورها، فحقوقيو “بيت الحكمة” و”حركة ضمير” وغيرهما..  يقفون غالبا في موقف مصادرة الحريات والمطالبة بالمنع، وأكثر من ذلك يحرضون السلطة ويدفعون في اتجاه الاضطهاد والاعتقال، اعتمادا على إشاعات وأراجيف مفضوحة؛ وذلك كلما تعلق الأمر بالإسلاميين والدعاة والعلماء، الذين يصرون على اتخاذهم أعداء لهم.

وليس البيان الخاص بالعريفي آخر البيانات المندرجة في هذا الإطار، حيث سبق وأصدر “بيت الحكمة” -مثلا- بيانا بناء على شائعات زائفة مفادها أن “سلفيين جردوا فتاة من ثيابها بالرباط”، وبيانا آخر يتهم “سلفيين بهدم نقوش صخرية قديمة عمرها 8000 سنة قرب مدينة مراكش”.

وها هو اليوم يعيد الكرة نفسها ويتهم زورا وبهتانا الدكتور العريفي بالتهمة التي اختلقها نظام بشار السفاح، وهي قوله بجواز جهاد النكاح، وحرمة خلوة البنت بأبيها!!!

ونفسح المجال ها هنا للعريفي نفسه كي يبين لنا وجهة نظره بخصوص الفتوى المنسوبة إليه (جهاد النكاح)؛ حيث قال:

“الفتوى التي سألتم عنها خرجت قبل سنتين أو ثلاث سنوات، وبتتبعها وجد أن الذي افتراها هو نظام بشار في بداية الثورة، حيث افترى علي وافترى على مجموعة ممن وقفوا مع المظلومين وانتصروا لهم، وانتصروا للدماء وللأرامل وللأيتام الذين يقتلون ويضطهدون فبدءوا يشوهون الصورة عبر مثل هذا الكذب الذي ينسبونه إلينا.

ومن غير المعقول أن يطلب من امرأة أن تذهب إلى سوريا وتطوف على الثوار ويتزوجها كل واحد أربع ساعات..

أعوذ بالله، هذا نوع من الفاحشة لا يقره أي مذهب من المذاهب فضلا أن يتكلم به طالب علم، فأنا رددتها مرارا ومن فضل الله تعالى أن الناس فهموا فعلا أنها كاذبة، وصار الناس اليوم أيضا يتأكدون قبل أن ينسبوا هذه الأشياء إلينا”1.

أكيد أن “بيت الحكمة” و”حركة ضمير” قد وضعا نفسيهما -من خلال بيانيهما المفتقدين للمصداقية والمشحونين بثقافة الحقد والكراهية- في موقف حرج للغاية، لأن فتوى العريفي بجواز جهاد النكاح لا تثبت، كما أن دعوى تحريمه لخلوة البنت بأبيها، وفق ما تم الترويج له لا يصح، لأن العريفي أجاب على فتوى عين، وحرم خلوة أب منحرف يتحين الفرصة لينقض على ابنته فيغتصبها، وحتى تستريح قلوب أصحاب “بيت الحكمة” و”حركة ضمير” فإن الغرب نفسه يَحْرِم الأبَ من ابنته إن ثبت تورطه في زنا المحارم أو حاول فعل ذلك.

فيوما بعد آخر يتأكد أن هذا الفصيل الاستئصالي لا يؤمن بالدفاع عن الحقوق إلا في اتجاه واحد؛ وهو الاتجاه الذي سطره الغرب؛ أما إن تعلق الأمر برؤية أخرى أو منظومة مخالفة، فحينها تحل كل الوسائل القذرة في الحرب من إشاعة وكذب وافتراء واختلاق التهم…، ولتذهب الحقوق والحريات إلى الجحيم.

أهمس في ختام هذا العمود في آذان أصحاب “البيت غير الحكيم” و”حركة ضمير”، وأقول: إن الذي يغار “عن روح الإسلام ومغازيه ومقاصده”، ويندد “بخطر التطرف الديني وتسلل أفكار وهابية داخل المجتمع المغربي”، لا يستقبل ملحدا متطرفا؛ لا أقول يحارب الإسلام المغربي والمذهب المالكي السمح الذي يغار عليه الرفاق غيرة الذئب على مصلحة الحمل؛ وإنما يحارب كل الشرائع السماوية الإسلام واليهودية والنصرانية، ويسب الأنبياء والمرسلين، ويطعن في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، ويتهم الصحابة ونقلة الوحي باللهث وراء الدنيا والمال والاقتتال من أجل السلطة.

رجاء؛ قليلا من الاحترام لعقول المتابعين ومشاعرهم..

فمواقفكم هذه ستجعلكم في حالة شرود عن المجتمع، وستزيدكم بعدا أكثر مما أنتم عليه اليوم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  – حوار “هسبريس” مع د. العريفي؛ الرابط:

http://www.hespress.com/interviews/242662.html

[email protected]

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M