حوار بين مناضل وشيطان يستدرجه لأخذ الرشوة

10 أكتوبر 2015 22:11
حوار بين مناضل وشيطان يستدرجه لأخذ الرشوة

حوار بين مناضل وشيطان يستدرجه لأخذ الرشوة

أحمد الشقيري الديني

هوية بريس – الأحد 10 أكتوبر 2015

مستشار من العدالة والتنمية عرضت عليه رشوة سمينة من أجل تمرير صفقة مشبوهة فأعرض عنها، فعرض له الشيطان في المنام في صورة أبيه المتوفى منذ سنوات، فدار بينهما الحوار التالي:

الشيطان: لماذا رفضت يا ابني الهدية التي قدمت لك بالأمس؟

المستشار: إنها رشوة حرام، ونحن جئنا من أجل الإصلاح، ولم نأت من أجل تكريس الفساد.

الشيطان: بل هي هدية مقابل عمل شاق ومضن تقوم به ولا تتقاضى عليه أجرا.

المستشار: نحن اخترنا هذا المسار من أجل بدل تضحيات، وليس من أجل تحقيق مصالح خاصة، والهدية أيضا في هذه الظروف حرام، وقد تعلمت منك التعفف..

الشيطان: ظروفك الصعبة يا ابني تقتضي منك المرونة وترك التشدد، وأهلك فرحوا بنجاحك في الانتخابات من أجل أن توسع عليهم وليس من أجل أن تغيب عنهم طوال اليوم من دون فائدة.

المستشار: لا أنا لن أطعم أبنائي وأهلي حراما، فتكون لهم سببا في انحرافات، فأشقى بتبعات ذلك في حياتي وبعد مماتي.

الشيطان: إذا رأيت فيها شبهة فلا تطعمها أهلك، ولكن تقضي بها ديونك، وتعطي منها للفقراء والمحتاجين، فإنما تأخذ لهم بعض حقوقهم من هؤلاء الشياطين الذين سرقوا أموالهم.

المستشار: وما يدريني أن تكون استدراجا من جهة معادية أو فخا لإفساد سمعة حزب أنتمي إليه، وهو مقبل على انتخابات تشريعية حاسمة؟

الشيطان: هذا هو التشدد والتنطع المنهي عنهما، وقد هلك المتنطعون، ونحن اليوم في دار البقاء نرى كيف شدد أقوام على أنفسهم فشدد الله عليهم.

المستشار: وكيف هو حال المرتشين؟ هل لقيت بعضهم؟

الشيطان: نعم.. لقيت عددا منهم قد تجاوز الله عنهم لأنهم كانوا يتصدقون من تلك الرشاوى ويحجّون بها ويقدمون مساعدات للمساكين..

المستشار: لكن النبي صلى الله عليه وسلم لعن الراشي والمرتشي.. واللعنة هي الطرد من رحمة الله، وقد كثرت المصائب في الحج، فمن يدري ؟ لعلها بسبب هؤلاء الذين يحجون من عرق الفقراء أو بأموال غير طيبة.

الشيطان: وأين المال الطيب في دنياكم؟ أنتم تتقاضون أجوركم من قروض من البنك الدولي بالربا.. وتأكلون لحوما يذبحها من لا يسمّ الله أو تارك للصلاة.. أنتم عيشكم حرام في حرام، لا يوجد مال خالص وطعام طيب إلا في الدولة الإسلامية التي تسمونها ظلما ب “داعش”.

بعد هذه الجملة الأخيرة اختفى الشيطان واستيقظ صاحبنا من نومه فزعا، وهو يقول: (أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه ومن شر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون).

قصّ ما رآه على زوجته في الصباح، فقالت له: (ما علمت والدك رحمه الله إلا رجلا صالحا؛ فكيف يتمثل به الشيطان؟!..).

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M