الشيخ عمر القزابري يكتب: «عذرا يا أقصى»

13 أكتوبر 2015 14:17
الحرية بين جمال الإسلام وأصحاب الأوهام

الشيخ عمر القزابري يكتب: «عذرا يا أقصى»

هوية بريس – عمر القزابري

الثلاثاء 13 أكتوبر 2015

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه اجمعين، أحبابي الكرام:

إن التعبير خارت وسائله أو كادت، بعد أن أحاطت بنا الأمم وكادت، ولم تجد إبل الكرامة أين تنيخ، وبحت الحناجر فلا صريخ، ومثل الجسد الواحد ماثل، وبين تجسيده واقعا ألف حائل، والمصطفى صلى عليه وسلم القائل: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)، صلى عليك الله يا رسول الله ما همر ركام، وهدر حمام، وسرح سوام، وسطا حسام، أردت لنا العزة، وبنيت صرح الأمجاد، وتركتنا على البيضاء، فبدلنا وغيّرنا.

غيّرنا فدهمنا عدم المرام، وحصر الكلام، وإلمام الآلام، ومكر اللئام، ريح تهب على أمتنا صرها نافح، ووجهها كالح، تنزع وتزعزع، وتخوف وتروع، والمؤسف أن جمعنا كثير الحواشي، ولكنه لا يأبه ولا يحاشي، وهي حالة الغثاء، التي أخبر بها سيد الأنبياء، غثاء كغثاء السيل، قد مالت الأمة كل الميل، فتركت العزة معلقة واحتضنت الذيل، فيومها مزمهر، ودجنه مكفهر، أحجم القائل عن القول إحجام المرتاب، وطوى الحق كطي السجل للكتاب، أيدنس الأقصى الذي كان منه العروج، واقتحام السماء ذات البروج، إنها ثالثة الأثافي، وما لا يمكن معه التلافي، يا أمتي ما الذي دعاك إلى التعامي، رغم وضوح المرامي.

الأطفال يقتلون بدم بارد، أمام أعين العالم الجامد، وعصا القهر الكل نائلة، إلا من ارتضى فهي عنه مائلة، أعتذر منكم فقد رأيت مناظر لا تطاق، فدعاني الداعي إلى الانطلاق، فكتبت ما آمل أن يكون متنفسا، ويمسح العنى والأسى، فقد تمادى اعتياص الأمر، حتى ضاق الصدر، وعسر مخاض الوضع، حتى خيف على الأصل والفرع، فما فينا من يعرف قرارا، ولا يطعم النوم إلا غرارا، وما يظهر من الأمل ليس إلا كذواق شارب، أو فواق حالب، والرجاء في الله لا ينقطع، ولا شيء عن قدرته يمتنع، ولكن إن تخلف النصر فلتخلف شرطه، (يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم)، ومن أمعن في الآية النظر، بان له الخلل وأدرك الخطر.. فالغفلة عن الله عنوان النحوس، ولبوس ذوي البوس، ومفتاح المتربة، ولقاح المتعبة، وشيمة العجزة الجهلة، وشنشنة الوكلة التكلة، وفي الوصل مع الله جراءة الجنان، ونطق اللسان، وإطلاق العنان، ومع ذلك أيها الماجد، أيتها الماجدة.

لا تقنط عند الصد، ولا تستبعد رشح الصلد، ولا تيأس من روح الله (إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون).

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين، محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M