لماذا يكرهون الحجاب؟

28 أكتوبر 2013 14:57

هوية بريس – متابعة*

الإثنين 28 أكتوبر 2013م

لم تكن مشكلة الغرب مع الحجاب الإسلامي يوما مشكلة دلالته على رمز ديني يرفضونه كما يزعمون، كما لم تكن مشكلتهم معه مشكلة مخالفة لمبادئ العلمانية ذات الشعارات البراقة للحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان التي يرفعونها كما يدعون، فالعلمانية تدعو -حسب شعاراتها المرفوعة المزعومة- إلى حرية الإنسان في اللباس ناهيك عن المعتقد والدين، فإذا كان الأمر كذلك فلماذا يكرهون الحجاب؟؟ ولماذا يضيقون على المسلمات المحجبات في كل مكان؟؟

والجواب الذي لم يعد خافيا على أحد: هو العداء للإسلام والمسلمين، والرغبة الجامحة بطمس معالمه ومبادئه وأحكامه، والعمل الدؤوب المتواصل على التشكيك بنواهيه وأوامره، متناسين قول الله تعالى في كتابه العزيز: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} الصف/8 وقوله تعالى: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} (الأنفال:30).

ولا تكاد معركة الحجاب تهدأ في مكان حتى تشتعل في آخر، فها هي رئيس كوسوفو تطالب بمنع الحجاب في المدارس الثانوية، رغم أن غالبية سكان كوسوفو مسلمين، حيث يشكل المسلمون في كوسوفو حوالي 95% من عدد السكان، وقد ناضل الشعب الكوسوفي كثيرا حتى نال استقلاله عن صربيا في عام 2008، ولا يخفى على أحد سنوات الكفاح والآلام التي عاشها الكوسوفيون ليصلوا إلى ممارسة حريتهم الدينية، ليأتي بعد كل هذا من يريد أن ينتزع تلك الحرية منهم.

لقد احتج كثير من الطالبات المسلمات على تصريحات رئيسة كوسوفا، والتي طالبت فيها بمنع الحجاب في المدارس الثانوية الحكومية، مخالفة بذلك ما ينص عليه الدستور الكوسوفي.

وخلال برنامج لها في قناة التلفزة الرسمية الكوسوفية (ري تي كي)، قالت رئيس كوسوفا “أتيفيت ياهاجا” بأنها لن تسمح بأي حال من الأحوال بارتداء الحجاب بالمدارس الحكومية الرسمية بذريعة أن كوسوفا “دولة علمانية”.

وأثارت تصريحات رئيسة كوسوفا غضب الفتيات المسلمات واعتبرنها بمثابة تمييز ضد الحجاب والدين الإسلامي، ما دفعهن لتنظيم وقفات نسائية فقط أمام مقر الحكومة الكوسوفية احتجاجًا هذه التصريحات.

ووفقًا لما نشره موقع “كوها إسلام” الكوسوفي، فقد شاركت في هذه الاحتجاجات طالبات المرحلة الثانوية، وانضم إليهن بعض من طالبات الجامعة، ورفعت الطالبات لافتات كتب عليها: “المهم هو ما داخل الرأس؛ وليس ما فوق الرأس” في إشارة إلى أن الحجاب ليس عائقًا أمام الفتيات في تحصيل العلم. ورفعت أخريات لافتة مكتوبًا عليها: “الحجاب: حقي أنا.. اختياري أنا.. حياتي أنا”.

فيما وصف مراقبون تصريحات رئيسة كوسوفا بشأن منع الحجاب بأنها تمثل تمييزًا ضد الحجاب، وأتت في غير محلها، خاصةً أن هناك وزارة التعليم هي المختصة بهذا الشأن، كما أنها جاءت مخالفة للدستور الكوسوفي الذي يعطي الحق لكل مواطن في ممارسة شعائره الدينية بحرية تامة.

ووصف رئيس حزب العدالة الكوسوفي -ذو التوجه الإسلامي- فريد أجاني تصريحات رئيسة كوسوفا بأنها انتهاك واضح لحقوق الإنسان، وتتعارض مع الدستور الكوسوفي الذي نص في مادته (39) على حق المواطن في ممارسة شعائر دينه بحرية تامة. وأكد على أن الرئاسة الكوسوفية ملزمة بضمان تمتع المواطن بحقوقه كاملة.

وشدد “أجاني” على أنه كان يجب على رئيسة كوسوفا أن تكون أكثر حذرًا عند حديثها عن الدين الإسلامي الذي ينتمي إليه الغالبية الساحقة من شعب كوسوفا.

غريب جدا أمر أتباع العلمانية الغربية ، فإذا كانوا هم في حكم أي دولة في العالم ، حتى ولو كان سكانها في غالبيتهم مسلمين ، عملوا على فرض رغباتهم وحقدهم على الإسلام -بمنع الحجاب وغير ذلك مما يضر بالمسلمين- رغم مخالفه ذلك لمبادئ علمانيتهم التي تدعو إلى الحرية كما يزعمون، فإذا ما دعا حاكم أو عالم أو داعية إسلامي فتيات بلده أو أي بلد إسلامي آخر إلى ارتداء الحجاب، دون أن يفرضه أو يجبر أحدا عليه، قامت قيامة الغرب  باسم مخالفة مبادئ الحرية وحقوق الإنسان.

ولكن هذا العجب والاستغراب يزول إذا علمنا أن العدو لا يمكن أن يلتزم بمبدأ أو منطق، فالمبادئ عنده خادمة للمصالح والأهواء، والغاية عنده تبرر الوسيلة، فلا شيء عنده مقدس إلا محاربة الإسلام والمسلمين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 * مركز التأصيل للدراسات والبحوث.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M