مسلمو الروهنجيا وخيارات الموت الحتمي

07 نوفمبر 2013 19:08
المسلمون في بورما

المسلمون في بورما

هوية بريس – متابعة*

الخميس 07 نونبر 2013م

ما أصعب أن لا يجد الإنسان له موضع شبر على الأرض يقله ويتحمله فلا يجد البحر ليستقر في باطن أسماكه، وحينها يدرك أنه لا فرق بين وحوش الأرض ووحوش البحر إلا ان وحوش البحر لا تأكل إلا عندما تجوع ولكن وحوش الأرض تأكل غيرها من الأضعف منها في الحالتين.

فلم يجد إخوة لنا يدينون بديانتنا ويصلون لقبلتنا صدرا يحنو عليهم لينقذهم من مآسيهم ولم يجدوا يدا لتطعم جوعاهم ولا لتكسو عوراتهم التي يحرصون على سترها تدينا، طردتهم كل الدول بداية من الأرض التي نشأوا عليها ومرورا بكل مكان وطأته أقدامهم، فلم يكن لهم إلا بحر وسيلة للخلاص للمجهول لكي تستقر سفنهم على أية ارض لا يجدون فيها ظلما ولا ظالمين، فلم يجدوا أنفسهم إلا في قاع البحر وصاروا بدلا من ان يبحثوا عن الطعام صاروا هم طعاما لأسماك القرش.

فبحسب وكالة أنباء الروهنجيا، وفي إحدى الرحلات التي لم تكن الوحيدة ولكنها التي كشف عنها وذكرت في المواقع الإخبارية العالمية خرج ما يزيد عن 70 من مسلمي الروهنجيا فارين من القتل المؤكد في بورما على زورق لا يتحملهم قبالة الساحل الغربي لكي يتوجهوا إلى بنغلاديش حيث الموت المحتمل فقط ليبتلعهم البحر في ثوان معدودات ولم يعثر إلا على 8 من الناجين فقط.

ولقد حذرت تقارير الأمم المتحدة أنه وكنتيجة مباشرة للممارسات الغير محتملة من سلطة بورما تجاه المسلمين أنه ستحدث موجات هروب لمسلمي الروهنجيا وستكون جماعية في مواعيد سنوية معروفة -نوفمبر من كل عام عندما تكون المياه هادئة- للخروج والهروب من ولاية أراكان، وحذرت من أنها غالبًا ما ستكون قاتلة إذ سيسقط فيها الكثيرون من القتلى لعدم توافر أية وسائل للامان.

وتحقق ما حذرت منه الأمم المتحدة حيث قالت مفوضيتها لشؤون اللاجئين: “إن نحو ألف وخمسمائة شخص فروا الأسبوع الماضي، ووردت تقارير بغرق العديد من القوارب التي تقلهم”.

وغني عن القول ما يعانيه أهل ميانمار المسلمون الذين يبلغ عدد تعدادهم  ما بين خمسة وثمانية ملايين نسمة، يعيش 70% منهم في إقليم أركان، وذلك من إجمالي 60 مليون نسمة هم تعداد السكان بالبلاد، إلا أنهم لا يجدون أي حق لهم في بورما حيث تعتبرهم الحكومة دخلاء على البلاد ويجب تطهيرها منهم، فلا تسل عن ممارسات حكومة تريد أن تتخلص من ثمانية ملايين فلاشك أنها ستكون أفظع مذابح يشهدها القرن الحادي والعشرون.

فإذا كان القتل مباحا في عرف الحكومة البورمية فلا حديث يمكن قوله أو الاهتمام به عن سرقة الأموال وانتهاك الأعراض والحرق والتدمير لكل ما يمت للإسلام والمسلمين بصلة.

وما يحدث في بورما ليس عارا على الغرب الذي نطالبه دوما باتخاذ مواقف لإنقاذهم، وليس عارا على الولايات المتحدة والدول راعية الحريات في العالم كما يحلو لنا حين نريد التخلص من عبئ تحمل مسئولية الجريمة، وليست عارا على المؤسسات الدولية كالأمم المتحدة ومجلس الأمن والصليب الدولي وغيرها، رغم أن كل هؤلاء مقصرون أو مشتركون، لكن العار كل العار على من ينتمون مثلهم إلى الإسلام ممن يملكون من الأموال الكثير ويملكون من السلطات الواسعة السياسية في العالم الذين يقفون منذ بداية الأزمة موقف المتفرج، بل ربما لا يقفون أي موقف على الإطلاق.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* مركز التأصيل للدراسات والبحوث.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M