التحرش بالنساء.. «وعلى نفسها جنت براقش»

09 نوفمبر 2013 20:34

ذ. أحمد اللويزة

هوية بريس – السبت 09 نونبر 2013م

النساء اليوم يقمن مأتما وعويلا ضد تحرش الرجال بهن، وقد قامت الدنيا ولم تقعد منذ مدة تنديدا وشجبا وتشريعا، وبرامج وكتابات وربورطاجات و.. عن التحرش بالنساء، ويقدمن أنفسهن على أنهن ضحايا نزعة ذكورية لا تحترم خصوصيتهن، ولا تقبل بحريتهن في الخروج بأي شكل أردن دون أن يسمعن أي تعليق من أحد بالشارع، لكن الأمر يبدو وكأنه حكاية قط وفأر لا تنتهي إلا إذا لزم كل طرف مكانه ولم يتعد حدوده ولا يهجم أحد على أحد.

لكن تستمر حرب التحرش سجالا بين نوع من الرجال ونوع من النساء، لأن كلا منهما يتحمل مسؤوليته فيما يقع، والمتحرشون والمتحرش بهن بأسهم بينهم لأنهم يفتقدون إلى أخلاق الإسلام التي تضبط تصرفات كل فرد على حدة، فهي لم تلتزم خلق الحياء وهو لم يتحل بخلق العفة والوقار.

ولله الحمد فهذا السلوك المشين الذي هو التحرش لا تعاني منه امرأة فاضلة تسربلت بسربال الحياء والالتزام، ولا يصدر من إنسان تبنى الإسلام منهج حياة في كل تفاصيلها، ولا تجد أخا فاضلا تقيا يمارس هذه العادة القبيحة والتصرف القبيح مهما كانت المرأة أمامه في غاية العري والتبرج، وإنما يسلط عليها متسيب مثلها، متمرد على الله كما تمردت على الله، والجزاء من جنس العمل.

لن تسلم المرأة من التحرش مادامت تمارسه هي نفسها على الرجل الذي يعتبر سلوكها إشارة منها إليه ليغازلها، ويلقي إلى مسامعها كلمات التحرش، ولا قدرة له على التمييز بينها وبين من لا تريد ذلك ما دمن قد تشابهت أشكالهن وألبستهن ومشيتهن وكلامهن، ولتتحمل كل واحدة مسؤولية التشبه بالساقطات اللواتي يخرجن قصدا لإثارة شعب المتحرشين ولها في ذلك نشوة ولذة، ومثلهن ربما يعضضن على أنامل الأسف لو فُعِل قانون التحرش الذي طالبت به مثيلاتهن.

إذا أرادت المرأة أن تسلم من التحرش فلتزم شرع ربها ولتحافظ على حجابها ووقارها، وهذا ما اتفق عليه جل المعلقين على ما كتب في هذا الموضوع في المواقع والمنتديات، وهذا هو أمر الله ووعده لكل امرأة مؤمنة أن يتولاها برعايته وحمايته إن هي امتثلت لقوله تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً“، نعم يتميزن بلباسهن الشرعي لكي يعرفن عند زمرة المتحرشين فلا يتعرضن للتحرش وعدا من الله ولن يخلف الله وعده، ولو التزمت كل النساء باللباس الشرعي لدخل جمهور التحرش جحوره، لأنه لن يجد مع من يمارس هوايته وانحرافه.

ولا بد من التأكيد هنا على اللباس الشرعي كما بينته النصوص الشرعية لا كما تتوهمه كثير من النساء اليوم أنه حجاب وليس كذلك البتة، وهو ما يحاول الأعداء التلبيس به حين يزعمون أن المحجبات أيضا يتعرضن للتحرش وهو ما ليس بحق، فمعاذ الله الذي تولى حماية المؤمنات المحجبات الحجاب الشرعي وليس مجرد وضع قطعة قماش على الرأس مع إهمال باقي الجسد، وعدم الاهتمام بباقي السلوك الذي يجعل المرأة في منأى عن سهام المنحرفين الذين رأيناهم يُقدرون النساء المحجبات الحجاب الشرعي ولا يتعرضون لهن بأذى وذاك وعد الله.

نقول لزمرة المتهتكات اللواتي يشتكين من التحرش مع أن البادي أظلم؛ إن قوانين الدنيا لن تحميكن مهما تشبتن بها، ومهما صرختن في الشارع وفي المظاهرات، ومهما تكلمتن على شاشات القنوات، لأن الأمر هو احترام متبادل، فالرجل له شعور وإحساس كما لكن، فإذا تعرض شعوره للجرح سواء في العمل أو الشارع أو المؤسسة وفي أي مكان كان منه رد الفعل، وهو طبيعي ما دمنا نفتقد إلى سياسة أخلاقية بل العكس هو السائد، وها هو الغرب بكل ثقافته وفكره وقوانينه وتحرره لم يسلم من هذا العمل، ولم يقدر على القضاء عليه أو التقليل منه، فذلك شأنكن وشأن الرجال الذين يتعرضون لتحرشكن أيضا، فلن تنتهي قصصكم إلا بعد أن ينتهي هذا التهتك وأن نتربى على أخلاق الإسلام الراقية العالية السامية، فهي الكفيلة بذلك بإذن الله.

ومن زواية نظر أخرى فالقانون يعطي فرصة للنسوانيات للانتقام والزعم والانتقاء؛ فكل من لم يعجبها شكله وأمره، أو رفض قضاء مصلحتها أو حاجتها في العمل مثلا، رفعت ضده دعوى التحرش والويل له؟! ومن ناسب ذوقها وقصدها وحقق مرادها قالت له هيت لك. 

وفي الختام فلنلتزم النظام الأخلاقي الرباني فهو الحري بأن ينظم علاقاتنا عوضا عن هذا التناحر والتطاحن بين صنفين من البشر يتحملون مسؤولية ما يحصل بينهم، وأن نتدثر بدثار الحياء والعفة عوضا أن نرتهن لجمعيات ضد التحرش واحدة للرجال وأخرى للنساء، ويستمر الصراع؛ وصدق الله العظيم: “وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا“، ويقول عمر بن عبد العزيز: “يحدث للناس من الأقضية بقدر ما أحدثوا من الفجور“، وما أصباكن فبما كسبت أيديكن وما الله بظلام للعبيد.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M