من العادات السيئة ببعض بلادنا في يوم عاشوراء (!)

إلياس بن الرشيد اليوسُفي

هوية بريس – الأحد 10 نونبر 2013م

إنهم يقصدون إظهار البهجة والسرور في هذا اليوم خاصة، بالاغتسال له والتزين باللباس، والتوسع في المآكل والمشارب، وتفريق الحلوى على الأطفال، والاكتحال، والتطيب، والحناء، والمصافحة، واستعمال البخور، والذبح، وطبخ الطعام المخصوص، وعادات أخرى هي من المنكرات القبيحة.

وقد شرع الله سبحانه تقديم صيام عاشوراء بيوم من أجل مخالفة اليهود، فإن اليهود كانوا يتخذون هذا اليوم عيدا! فأُمرنا -معشرَ المسلمين- بصيامه، لأن صومه يُنافي اتخاذه عيداً.

عـن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: كان يوم عاشوراء يوماً تعظمه اليهود، وتتخذه عِيداً، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “فصوموه أنتم”؛ (رواه الشيخان).

ولما ظهرت بدعة الرافضة مِن جعل هذا اليوم يوم حُزن ونِياحَةٍ ومأتم، وإظهارِ عَزَاءِ أهل الجاهلية من شَقِّ الجيوب ولطم الخدود حُزنًا لمقتل الحسين رضي الله عنه -زعموا !- ظهرت في مقابلها طائفة من العوام الجُهَّال قصدوا إغاظة الرافضة فأظهروا الفرح والسرور في هذا اليوم، فوقعوا -من حيث لا يشعرون- في موافقة اليهود في جعل هذا اليوم يومَ فرح وبهجة، وإن الشيطان يريد أن يزيغ الخلقَ عن الصراط المستقيم، ولا يبالي إلى أي الجهتين صاروا إلى غلو أم إلى تفريط، “والله بما يعملون محيط”.

قال الإمام أبو العباس ابن تيمية -رحمه الله-: “فقابَلوا الفاسد بالفاسد، والكذب بالكذب، والبدعة بالبدعة، فوضعوا الأحاديث في فضائل عاشوراء، والأحاديث في شعائر الفرح والسرور يوم عاشوراء. 

وقال: وكـل هذا كذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لم يصح في عاشوراء إلا فضل صيامه!”؛ (مجموع الفتاوى: (25/166).

وقال: “فما يُفعل يوم عاشوراء من اتخاذه عيدا بدعة أصلها من بدع النواصب، وما يفعل من اتخاذه مأتما بدعة أشنع منها، وهي من البدع المعروفة في الروافض”. (منهاج السنة النبوية؛ 8/ 153).

وقال الإمام أبو عبد الله ابن قيم الجوزية -رحمه الله-: “والطائفتان مبتدعتان خارجتان عن السنة؛ ونحن براء من الفريقين، فأهل السنة يفعلون في هذا اليوم ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من الصوم، ويجتنبون ما أمر به الشيطان من البدع”. (المنار المنيف في الصحيح والضعيف: 89).

أما حديث: “من وسع على عياله وأهله يوم عاشوراء، أوسع الله عليه سائر سنته”؛ فقد قال فيه الإمام أحمد -رحمه الله-: لا يصح هذا الحديث”.

وقال العلامة الألباني -رحمه الله-: طرقه كلها واهية، وبعضها أشد ضعفا من بعض. (ضعيف الترغيب والترهيب:1/313).

فالأحاديث الواردة في الاكتحال يوم عاشوراء والتزين والتوسعة والصلاة فيه وغير ذلك من الفضائل: لا يصح منها شيء، ولا حديث واحد. ولا يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيه شيء غير أحاديث صيامه، وما عداها فباطل. (ابن القيم).

ومما كان يفعله بعض علماء أهل المغرب وغيرهم في ذم هذه البدعة ما ذكره الإمام ابن الحاج المالكي الفاسي -رحمه الله- في كتابه (المدخل) الذي كشف فيه عن معايبَ وبدع يفعلها الناس ويتساهلون فيها:  

“وقد كان بعض العلماء -رحمة الله عليهم- يتركون النفقة فيه (أي: يوم عاشوراء) قصدًا!  لينبهوا على أن النفقة فيه ليست بواجبة، وأما ما يفعلونه اليوم من أن عاشوراء يختص بذبح الدجاج وغيرها، ومن لم يفعل ذلك عندهم فكأنه ما قام بحق ذلك اليوم، وكذلك طبخهم فيه الحبوب وغير ذلك، ولم يكن السلف رضوان الله عليهم يتعرضون في هذه المواسم ولا يعرفون تعظيمها إلا بكثرة العبادة والصدقة”؛ ( المدخل:1/443).