وقفات مع الشيعي نعمة الله الجزائري في أنواره (ح3)

11 نوفمبر 2013 00:17

إبراهيم الصغير

هوية بريس – الإثنين 11 نونبر 2013م

كنا توقفنا في الحلقة الماضية عند ازدراء نعمة الله الجزائري لمقام الصحابة الكرام، وتكفيرهم، والطعن فيهم، واختيار الكمالات جميعها لعلي-رضي الله عنه- في مقابل ذلك، واليوم نواصل من حيث اتنهينا أيضا.

الطعن في نسب الخلفاء:

لم يدفع بغض الشيعة للخلفاء إلى لعنهم وتكفيرهم فحسب، بل جعلوا يقبحون في أنسابهم لتنفير الناس عنهم ولكن هيهات هيهات وأنى لهم ذلك.

ليصنع نعمة الله قصة أبطالها الصديق وأبوه والرسول بينهما، حيث أن أبا بكر لما تولى الخلافة راسل أباه يخبره بذلك، ليثورالأخير ضده ويخبره أنها غصب من علي لأنه أشرف من أبي بكر وأن السن لو كان عاملا لكان هو أولى بها….

كلام ينقض بعضه بعضا يمثل الرؤية من فوق أدبياً، لكون الشيعة يلعبون بالأشخاص حسب أدوار بعلم مسبق بوظائفهم الحوارية.

أما عمر بن الخطاب الذي كان يفر منه الشيطان؛ فإن هذا الأخير لم يجد منفذا لمحاربة الفاروق أفضل من أفواه هؤلاء الروافض الأشرار الذين سلطوا ألسنتهم للنيل منه، يقول في الصفحة(50): “ومن طريف ما بلغوا إليه من القدح في أصل خليفتهم عمر أن جدته صهاك ولدته من سفاح يعني من زنا”.

ثم قال: “إن والد عمر أي الخطاب كان سراقا وقطع في السرقة”.

 ولم يتوقف لسانه النثن عن وصف الخليفة عمر الفاروق بأخبث الصفات التي لا يوجد في أعماقهم غيرها، لأن دينهم يقوم على الزنا باسم المتعة تضليلا، وعلى الكذب الصراح تحت مسمى التقية، واللعن والتكفير باسم حب أهل البيت، الذين يتبرؤن منهم.

والشيعة يذكرون هذه النقائص بزعمهم لتنزيه علي وبالتالي تفضيله عليهم للانتصار لمسألة الولاية التي هي أصل دين الشيعة بل هي الدين كله عندهم.

وانظر -وفقني الله و إياك أخي المسلم- أين وصل الحقد بهؤلاء القوم إلى الكذب      وصناعة الأحداث، يقول هذا نعمة الله نقلا عن مصادره: “أن عمر كان مخنثا، بل وكان به داء دواؤه ماء الرجال”.

ويضيف روى العياشي منتقدا تسمي الخليفة الثاني بأمير المؤمنين، وأن هذه التسمية خاصة بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال: “ومن سمى نفسه به غير علي بن أبي طالب عليه السلام فهو مما يؤتى في دبره”.

كلام بذيء يستحي المرء من ذكره، نقلناه ليعرف المسلمون حقيقة دين الشيعة فقط، وإلا فنحن نستغفر الله حتى من نقل الكفر الذي لا يعتبر ناقله كافرا على حد تقرير العلماء.

وحتى الخليفة الثالث لم يسلم من مكرهم وكيدهم، قال المؤلف في الصفحة(52): “وأما عثمان فقد شهدوا عليه بارتداده عن الإيمان”، وقال أيضا: “ومن غريب ما شهدوا به على طلحة و عثمان من شكهم في الإسلام و شهادة الله عليهم بالكفر بعد إظهار الإيمان”.

  فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “مَنْ يَحْفِرْ بِئْرَ رُومَةَ فَلَهُ الجَنَّةُ “؛ فحفرها عثمان، وقال: “مَنْ جَهَّزَ جَيْشَ العُسْرَةِ فَلَهُ الجَنَّةُ” فجهزه عثمان.

فكل من خالف أهواء الشيعة تنهال عليه السهام من كل حدب وصوب، ويتهم والداه بالزنا، وهو بالديوثة واللواط والفاحشة، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (النور23).

وقال سبحانه: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً} (الأحزاب58).

فما لهؤلاء الأقزام يتطاولون على القمم الشامخات بالكذب والبهتان، ويدعون الإسلام؟.

وهذا الدين القائم على الكذب والنفاق واللعن والتكفير ما أنزل الله به من سلطان، إن هو إلا من تحريف اليهودي عبد الله ابن سبأ الذي تفرعت الشيعة عنه وخرجت  من ضئضئه، وعلى شكله للطعن في دين الإسلام، فلم يجدوا إلا محاربته من الداخل سبيلا لمُنَاهم: {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (التوبة32).

نقل نعمة الله الجزائري طعنا في معاوية وأولاده، مفاده أن يزيد جامع عمته البكر فلم يجدها بكرا فقال لها: أين بكارتك؟ فردت عليه: إن أباك لم يترك بكرا.

روايات لا وجود لها حتى في عالم الخيال يروجها هؤلاء الجهال انتصارا لمضغة الحقد التي رانت على قلوبهم بما كانوا يكسبون.

وقال بعدها: “وأما يزيد لعنه الله فحاله أشهر أن يذكر فالنطفة التي ولد منها مختلطة من ماء أبيه بسم عقرب لذغت أباه في ذكره بعدما تزوج عجوزا للإستشفاء.

فليعذرني إخواني المسلمين جميعا ولا يظن بي ظان أنني فقدت عقلي، فهذه خرافات سطرتها أيادي معممي الشيعة، ولا تأخذوني على حد قول الحكيم: “لا تجادل الأحمق فقد يخطئ الناس في التفريق بينكما”.

فالحمد لله على نعمة العقل، فمثل هذه الخزعبلات لا تستطيع إقناع طفل بها عندنا، فكيف اتخذها الرافضة الجهال دينا يعلمونه لأتباعهم الذين يبتلعونه لقمة سائغة وشربة هينة، و لكنه الشيطان الذي زين لهم ما هم عليه من الباطل حتى اعتقدوه حقا، قال تعالى:{تَاللّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (النحل63).

ودأب المؤلف بعد سب المخالفين له وشتمهم إلى التغزل بمناقب علي -رضي الله عنه-، وهذه المرة يذكر قصة زواجه بفاطمة الزهراء -رضي الله عنها وأرضاها- وما جرى في الجنة من الخطبة والورود والروائح واستبشار الملائكة بهذا الزواج ومن تبشير بولاية علي والائمة من بعده في السماوات العلى.

حتى كانت شجرة طوبى التي في الجنة أصلها في بيت علي، وفروعها في منازل الشيعة، وأسقطت أغصانها الهدايا من الحلي فرحا بهذا الزفاف الميمون.

والنقطة التي تغيض الشيعة وتزيد قلوبهم كمدا هي سؤال: لماذا هم يطعنون في رموز أهل السنة والجماعة، وهؤلاء لا يطعنون فيمن يدعي الشيعة الانتساب إليهم هو منهم برآء؟

والجواب أن أهل السنة والجماعة على دين سمح هو الإسلام متمسكين بتعاليمه ظاهرا وباطنا، لا يخفون أي شيء، والكذب عندهم حرام، والأكبر أن الذي يدعي الشيعة الإنتساب إليهم هم منهم برآء، وهم أئمة عندنا أتقياء أنقياء نحترمهم و نجلهم لعلو قدرهم وسمو مكانتهم ونتقرب إلى الله بحبهم.

وذكر في الصفحة (60) قصة أساء بها إلى الزهراء من حيث أراد الثناء عليها، وذلك أنا أبا بكر وعمر ترددا عليها مرارا يريدان أن يسترضياها عنهما، فكانت تأبى في كل مرة، فاستأذنا من علي فأذن لهما وحولت وجهها عنهما، وذكر لها صفات هي أبعد ما تكون عنها -رضي الله عنها وأرضاها-.

شرك وغلو في المعصومين

    وفي خضم هذه المحاورة سقط في الحط من أخلاق الزهراء -عليها السلام-، فأراد أن يستأنس بما يذهب غيضه ليقع فيما هو أشنع و أبشع. 

قال: “الثاني: أن المعصومين عليهم السلام قد كانوا أحيانا ينزلون عن مراتبهم إلى مراتب البشر ويقع منهم الغضب والرضا والمحاورات المتعارف عليها في مجاري العادات”.

إذن فالمعصومين ليسوا بشرا، وقد ينزلون إلى مراتب البشر، يقال رب عذر أقبح من زلة، وهذا الذي وقع فيه هذا الرجل المسكين الذي لم ينفض بعد غبار الجهل عن قلبه ويدعى العلم الذي فضحه شر فضيحة.

انظروا إخواني يقول في الصفحة (63) غلوا في علي -رضي الله عنه-، بعدما أسند علي رأسه في حجر جارية أهديت له، فلما دخلت عليه فاطمة الزهراء-عليها السلام- غارت وطلبت دار أبيها فأذن لها، فلم تكد تصل إلى أبيها حتى أخبر جبريل رسول الله بالأمر فردها، ولما رجعت أعتق علي الجارية وجعل المال الذي فضل من عطائه صدقة على فقراء أهل المدينة….

فهبط جبريل مقرئا السلام للنبي صلى الله عليه و سلم، ولعلي بن أبي طالب من الله عز وجل على فعلته هاته، وقال له: “فأدخِلِ الجنة من شئْتَ برحمتي وأخرجْ من النار من شئتَ بعفوي”.

وهذا معتقد من معتقدات الشيعة، حيث يعتقدون أن عليا يدخل الجنة جميع شيعته، ولا مكان لمخالفيهم إلا النار.

ونحن نعتقد أن مسألة الجنة و النار بيد الله عز وجل وحده، ونرجو من الله أن يقال لهم فينا: {أَهَـؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ اللّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ}(الأعراف49).

الطعن في عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-:

قال في الصفحة (63): “وأول عداوة خربت الدنيا وبني عليها جميع الكفر والنفاق إلى يوم القيامة هي عداوة عائشة لمولاتها الزهراء عليها السلام”.

وذكر سبب غيرة عائشة من فاطمة ولن تصدقوا السبب، فليلة أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم ناوله جبريل تفاحة، فلما نزل واقع خديجة، فكانت النطفة من تلك التفاحة، ومن ثم كانت حمرة وجهها منها، وقد انتقلت هذه الحمرة إلى الأئمة عليهم السلام فكانت في وجوههم، فغارت عائشة وبغضت مولاتها فانتقل كذلك البغض إلى أبي بكر ومن ثم عمر لأنه من أحبابه لجامع النفاق بينهما.

اتهام عمرالفاروق-رضي الله عنه- بالردة:

في الصفحة (64): “..وإنما الإشكال في تزويج علي عليه السلام أم كلثوم لعمر بن الخطاب وقت تخلفه لأنه قد ظهرت منه المناكير وارتد عن الدين ارتدادا أعظم من كل من ارتد”.

عمر -رضي الله عنه- أشد عذابا حتى من الشيطان؟

يقول نعمة الله: “حتى أنه قد وردت في الروايات الخاصة أن الشيطان يغل بسبعين غلا من حديد جهنم ويساق إلى المحشر، فينظر ويرى رجلا أمامه تقوده ملائكة العذاب، وفي عنقه مائة وعشرون غلا من أغلال جهنم، فيدنو الشيطان إليه، ويقول ما فعل الشقي حتى زاد علي في العذاب، وأنا قد أغويت الخلق وأورتهم موارد الهلاك، فيقول عمر للشيطان ما فعلت شيئا سوى أني غصبت خلافة علي بن أبي طالب”.

فنقول للشيطان هنيئا لك فقد وجدت من يشفي غليلك فيمن كنت تفر منه في الدنيا، فقد لبَّستَ على القوم حتى جعلوا عدوك في الدنيا تحتك في دركات جهنم فهنيئا لك بهذا الدين الجديد الذي أوحيت به إلى الشيعة الأشرار.

وصدق الحق سبحانه: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} (الأنعام121).

ويعتبرون زواج عمر رضي الله عنه من أم كلثوم غصبا، فعن الصادق قال: “أول فرج غصبناه”.

فكيف يقبل الشيعة أن يزوج علي ابنته من مرتد كافر، وما حكم هذا المناكحة؟ وكيف قبلوا الفاحشة في علي رضي الله عنه؟.

ووالله لا يوجد من شوه سمعة الأئمة إلا هؤلاء الروافض الذين لا يعتبرون بأي أحد ولا يدينون إلا بما خطته أيادي الفساد من معمميهم.

وقد صنع القوم قصة للخروج من هذا المأزق تدل على سخافة عقولهم، مفادها أن عمر رضي الله عنه هدد عليا، فرضخ هذا الشجاع لرأيه، لكنه خادع و ناور فأمر يهودية يقال لها سحيفة بنت حريرية أن تتمثل في مثال أم كلثوم فتزوجها عمر، وهنا وقع السيد نعمة الله في ورطة أخرى وهي الذريعة الأولى من قول الصدوق كون ذلك فرجا غصبناه، الحل دائما موجود إنها التقية والكذب الصراح قال: “وعلى هذا فحديث أول فرج غصبناه  محمول على التقية والإتقاء من عوام الشيعة كما لا يخفى”.

قال تعالى: {قُلْ جَاء الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} (سبأ49).

وشهد شاهد من أهلها اسمعوا كيف أن للشيعة دينان: دين العلماء ودين العوام، وفي الحقيقة لا دين للقوم بينما هي بروتوكولات صهيونية يتدرج عليها القوم، معتمدين تحليلات سفسطائية فلسفية فارغة في الانتصار إلى باطلهم.

والله المستعان.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M