محاكمة الرئيس مرسي أو محاكمة كل حر شريف؟؟؟

11 نوفمبر 2013 23:46

ذ. يونس الناصري

هوية بريس – الإثنين 11 نونبر 2013م

اكتملت مهزلة الانقلاب، وهذرمة القضاء الغاشم، لما تواطآ على إرادة الشعب المصري، وإرادة كل من يحمل شعار رابعة من أحرار العالم، المسلمين وغير المسلمين، وحاكما الرئيس المنتخب الشرعي ظلما وعدوانا، في مسرحية لقيطة سخيفة، لا يقبلها عقل ولا نقل.

لقد زعموا كذبا أنه يوم طبيعي كسائر أيام الله، وقد نشروا أزيد من عشرين ألف جندي وشرطي في ربوع مصر، وكذبوا فقالوا: إنهم يطبقون عدالة انتقالية تؤدي إلى محاكمات نزيهة وترسخ لعيشة راضية هنيئة، وقد منعوا جل المحامين المدافعين عن الرئيس إلا ثلاثة ممن يرضى الانقلابيون.

هو يوم عادي يحاكم فيه رجل عادي، وقد منعوا البث المباشر، واعتقلوا أصحاب آلات التصوير، وأحكموا إغلاق الجلسة، وشرعوا يصورون ما شاؤوا، ليبثوا بعد ذلك مقاطع كيف شاؤوا.

رجل عادي يحاكم وهو ببذلة مدنية، ولم يُعلَم مكان اختطافه، قال للقاضي بكل ثقة وعزة وشموخ: أنا رئيسك وأنت باطل، وقال له -بعد أن أمره القاضي بارتداء لباس السجن الاحتياطي وأنه مسجون- لو علمتَ مكان سجني للبست ما تريدُ، في تحد قوي للقاضي الغِرِّ الباطل.

رجل عادي يُحاكم، وكاميرات التسجيل الأمنية تهاب تركيز النظر عليه، خشيةَ أن تَسقُطَ من هيبة الرئيس وجلال قدره وثباته على الحق.

هو رجل عادي يحاكم، وفرائص وزير الدفاع والداخلية وحكومة الانقلاب ترتعد، وقلوبهم تتفطر، خشية من السقوط القريب، وخوفا من أن يزأر الأسد الضرغام محمد مرسي أمام العالم بحقيقة اختطافه والانقلاب عليه مما يعلمه هو شخصيا من أمور خفية، فتسقط الشعرات الرنانة آنذاك أكثر من سقوطها الآن، ويخسأ كل منافق يتمسح بالديمقراطية زورا وبهتانا.

هي في الحقيقة ليست محاكمة باطلة لرئيس شرعي ديمقراطي لإخوتنا المصريين، بل هي محاكمة فظة غليظة ماكرة  لنا جميعا، في مشارق الأرض ومغاربها، محاكمة جبانة رعديدة لكل من لا يرضى الضيم والظلم والهوان والانتكاسة، محاكمة لكل شريف لا يأبى الركوع والانصياع لأوامر من يريد استعبادنا واستغلال خيراتنا والدفاع عن عدونا التقليدي، هي محاكمة لكل شجاع مغوار لا يرضى الذل والاستكانة والخضوع لجبابرة العالم المعلومين الذين أفلت شمسهم وجف ريقهم. 

تحية للرئيس مرسي ولكل شريف حر. 

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M