تصاعد «الإسلام فوبيا» في فرنسا تحت شعار: «فرنسا للفرنسيين»

12 نوفمبر 2013 13:36

هوية بريس – متابعة

الثلاثاء 12 نونبر 2013م

رغم التصريح الناري الذي أطلقه “مانويل فالس” وزير داخلية فرنسا قبل شهرين فقط؛ والذي قال فيه أن أي اعتداء على مسجد أو امرأة منتقبة يعد اعتداء على الدولة؛ إلا أن الأيام والأحداث تثبت بأنه كان مجرد أمنيات إن لن لم تكن أوهام خادعة ، فلازالت الأحداث تتوالى بتعرض المنشآت الإسلامية وخصوصا المساجد للاعتداءات من قبل أفراد دائما ما يوصفون بالمتعصبين، وفقا لمركز التأصيل للدراسات والبحوث.

فعلى مدى السنوات الأخيرة لم تتوقف الاعتداءات على المسلمين كأفراد سواء كانوا من فرنسي الأصل أو من المهاجرين الذين ينالون النصيب الأوفر من الاعتداءات، ولم تتوقف أيضا على المساجد الإسلامية القائمة بالفعل أو المزمع إنشاؤها بموجب تصاريح وأوراق ثبوتية صحيحة، بل لم تسلم من اعتداءاتهم أردية النساء وأغطية الرأس الإسلامية (الحجاب والنقاب) فعوديت من قبل الحكومة وعدد من المواطنين على حد سواء، ولم يسلم منهم أيضا موتى المسلمين الذين تشهد مقابرهم الإسلامية اعتداءات متكررة من هؤلاء المتعصبين، وكأن معاناة المسلمين في بلد الحريات قد طالت الأحياء وتطارد الموتى في قبورهم.

وفي كل يوم تحمل الأخبار اعتداءات جديدة على كل ما هو إسلامي فقد ذكرت وكالة “الأناضول” التركية أن مجهولين قد قاموا باستهداف مسجد ومركز ثقافي تحت الإنشاء ببلدة “أمبواز” قرب مدينة “تور” الفرنسية، وبالغوا في الاعتداء الشعائري على المسلمين بإلقاء رأس خنزير على باب المسجد.

وقدمت الجمعية المشرفة على إنشاء المسجد شكوى جنائية للنيابة الفرنسية بخصوص الواقعة التي لم تجد لها حلا رادعا لإنهائها من قبل الحكومية الفرنسية التي لا يمكن تصنيفها بحال أنها حكومة ضعيفة لا يمكنها مواجهة مثل هؤلاء ولكن القضية لن تؤخذ حكوميا مأخذ الجد حتى بعد هذا التصريح الذي أعطى بارقة أمل للمسلمين في فرسنا أن يعاملهم غيرهم كمواطنين أو مهاجرين لهم حقوق مشروعة كأية جالية دينية موجودة في البلاد، ولذلك اقتصر رد الفعل على استنكار أهالي المنطقة للاعتداء وتمت إدانته من قبل ممثلي الكاثوليك واليهود في نفس المنطقة.

وكانت إدارة الجمعية قد شرعت منذ نحو عامين ونصف العام في بناء مسجد ومركز إسلامي بتبرع مادي من المواطنين المسلمين المقيمين في المنطقة وخاصة من الأتراك، ولم يكتمل البناء بعد لاعتماده فقط على تبرعات مواطنين دون مساندة من هيئة أو حكومة إسلامية.

والغريب أن معظم هذه الاعتداءات تكون بعد الحرق أو التكسير برسم عدة رسومات متباينة تجتمع في فكرة واحدة وهي طرد المسلمين من فرنسا وذلك عن طريق رسم صلبان نازية معقوفة ويكتبون عليها شعارات مناصرة لجبهات ومجموعات متطرفة مثل شعارات «فرنسا للفرنسيين»، و«تحيا فرنسا»، و«العرب خارج فرنسا» .

وبحسب تصريح منسوب لمديرة مكتب محافظ مدينة «بيزانسون» الفرنسية التي شهدت عدة حوادث مماثلة قالت: «ليست هذه المرة الأولى التي تقع فيها اعتداءات على مساجد المدينة، بعد ما عمد مجهولون في غشت الماضي إلى حفر شعار «أودال» الجرماني القديم، أحد أشهر شعارات الشبيبة الهتلرية على الجدار الخارجي لمسجد السنّة بالمدينة، وقبلها في فيفري رسم البعض نجمة داوود على نفس الجدار». 

واللافت للنظر أن شعارا مثل “فرنسا للفرنسيين” ينبغي ألا يُواجه به المسلمون فمنهم نسبة كبيرة من الفرنسيين من أصحاب الجنسية الأصلية أم من المتجنسين من الجيل الأول أو من الأجيال التي تليه التي ولدت ونشأت في فرنسا ولم تعرف لها وطنا غيره فيما استفادت بهم فرنسا في كل المجالات إلا أنهم في النهاية يطالبون بإخراجهم من البلاد معتبرين أن الديانة الإسلامية تنزع عن صاحبها الحق في الانتماء لبلده وموطنه، وهذا اتجاه لاشك خطير إذ يتبلور في العديد من الأماكن أن تسقط الجنسية من أبناء بلد نتيجة لإسلامهم.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M