المعتقلون.. وظلم ذوي القربى أشد مضاضة

29 نوفمبر 2013 19:43
عبد الصمد المرابط

عبد الصمد المرابط

عبد الصمد المرابط

هوية بريس – الجمعة 29 نونبر 2013م

في ظل الانتهاكات الحقوقية التي تتخلل السجون المغربية وما تشهده من تصرفات لا إنسانية، تحت رعاية صمت الحكومة، في حق معتقلي الرأي والعقيدة الذين تم الزج بهم في غياهب السجون بدون جريرة اقترفوها أو حتى كانوا يفكرون في اقترافها.

إن ملف معتقلي الرأي والعقيدة أو ما يطلق عليه إعلاميا “بالسلفية الجهادية” التنظيم الذي ليس له وجود إلا في العدم، أو في الدوائر الأمنية والمعاقل الاستخباراتية العالمية والمحلية، هو من أشد الملفات الشائكة والمعقدة التي لم يستطع لا وزير العدل والحريات ولا غيره أن يتحرك من أجل حله، وهذا ما حكاه عنه بعض من التقوا به، لكن الغريب في الأمر، أن حزب العدالة والتنمية عبر رموزه وقيادييه، كانوا قبل اعتلائهم وترؤسهم للحكومة يتخذون من هذا الملف الطريق للهجوم على خصومهم السياسيين، داخل قبة البرلمان وخارجه، ولازلنا نتذكر المداخلات النارية للسيد وزير العدل الذي كنا نتمنى منه أن يكون حقا وزيرا للعدل والحريات، وأن يتخذ من الحزم طريقا للتعامل مع من ينتهكون حقوق المواطنين المغاربة..

وكذلك السيد رئيس الحكومة؛ ألم يتذكر أنه كان أثناء الغليان التي كان يشهده المغرب قبل الانتخابات وتعديل الدستور، يتهجم على خصومه ويتهمهم باتهامات..

حتى إن رئيس الحكومة الذي يطالب اليوم السلفيين بالتخلي عن العنف و”الإرهاب”، وأن يعلنوا براءتهم من سفك الدماء، أنه هو بنفسه شكك في أحداث 16 ماي “الإرهابية” الإجرامية، التي ما زال لحد الآن لا يعرف من قام بها ولا من خطط لها! ألم يكن من الأجدر لك يا رئيس الحكومة أن تفتح تحقيقا في هذه القضية بدل أن تتهم وأن تحمل المسؤولية لهؤلاء بهذا الكلام، أنت اليوم تمثل الرجل الثاني في الدولة؛ “الى انت رجل فتش فهاد الملف ماش تتهم عباد الله” لكن هيهات هيهات، لن تستطيع أن تقترب من هذا الملف فأنت ما أتوا بك للسلطة إلا من أجل أن توقف الحراك الشعبي، الذي لولاكم يا سيادة الرئيس لانتزع الشعب حقوقا أكثر من التي أعطيت له في الدستور الممنوح.

سيادة الرئيس: إن الحالة المزرية التي وصلت إليها السجون المغربية من الإضرابات والاعتصامات.. لهي دليل واضح على أن العدل والحرية لا مكان لهما في ولايتكم، لا حقوق إنسانية ولا إسلامية حتى، وتحرككم في هذه الآونة الأخيرة جاء بعد فوات الأوان، كيف ستلقى ربك يوم القيامة أنت وكل من يدير شؤون هذا الشعب، وقد توفي في سجونكم رجل يعاني من أمراض مزمنة شتى، وقد بلغ من الكبر عتيا، ومع ذلك لم تستحوا، وفي الحديث “إن الله يستحي من عبد يشيب في الإسلام أن يعذبه..” أفلا تستحيون من تعذيب رعاياكم الشيب.

إن دعوة رئيس الحومة ليس لها محل من الإعراب، فموقف هؤلاء المظلومين معروفة وواضحة، وذلك ما عبروا عنه من خلال الوقفات الاحتجاجية والنضالية، التي يقومون بها في ربوع المغرب، والتي لم تجد لها صدى بعد، أما التطرف والغلو يا سيادة الرئيس، موجود في كل أمة، سواء إسلامية أو غيرها، وموجود أيضا في كل فرقة وطائفة ومذهب.. لكن الفكر يواجه بالفكر وليس بالسجون والتعذيب والمضايقات الأمنية الشديدة، ولا أخالك من الذين لا يعرفون الجهاز الذي يتحكم في تحركات جميع من يشم فيه رائحة المعارضة.. وما سبب فشلكم الذريع في تسيير شؤون العباد إلا ذاك، وزيادة على ذلك فإن الدولة لها مؤسسات تصهر على الشؤون الدينية، فأين موقعها من هذا الأمر؟

أما آن الأوان كي تقول كلمتها، ولكن لا خير في وزارة يحركها أصغر المخبرين في جهاز المخابرات أنى شاء، فبدل أن تستغلوا هذا الملف وتضيفه إلى إنجازاتكم إن كانت هناك إنجازات، تغضون الطرف عنه، ومنذ اعتلائكم رئاسة الحكومة لم يطلق أي من هؤلاء، ضمن لائحة العفو الملكي، بينما كان من قبلكم يفعلون ذلك، هذا مما يدل على أنهم أفضل منكم سياسيا..

سيادة الرئيس، لو قال مثل هذه الكلمة غيرك ممن عهدناهم يكرهون ويمقتون كل ما هو إسلامي لما التفنا إليه، لأن الأصل فيه العداوة لمن يحب الله ورسوله ويريد تطبيق شريعته، وقد صدق من قال: 

وظلم ذوي القربى أشد مضاضة — على المرء من وقع الحسام المهند

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M