إصدار جديد للأستاذ عبد الحق المريني «ملحمة محمد الخامس»

30 نوفمبر 2013 20:26
إصدار جديد للأستاذ عبد الحق المريني «ملحمة محمد الخامس»

إصدار جديد للأستاذ عبد الحق المريني «ملحمة محمد الخامس»

هوية بريس – و م ع

السبت 30 نونبر 2013م

صدر مؤخرا للأستاذ عبد الحق المريني، مؤرخ المملكة المغربية، الناطق الرسمي باسم القصر الملكي، عن منشورات وزارة الثقافة، كتاب جديد بعنوان: “ملحمة محمد الخامس”.

جاء في مستهل هذا الكتاب، الواقع في 110 صفحات من القطع المتوسط، في طبعة أنيقة مزدانة بصور للمغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني، وصورة للملك محمد السادس، ضمن تقديم؛ أراده مؤلفه أن يكون خاصا من خلال شهادة المغفور له الحسن الثاني وشهادتين للملك محمد السادس، لتسليط الضوء على بعض معالم شخصية الملك الراحل محمد الخامس ومناقبه وجوانب من كفاحه، وما ميز أسلوبه في الحكم وفي تعامله مع أبنائه وأفراد شعبه.

ففي شهادة المغفور له الحسن الثاني عن أحد المفاتيح الأساسية في ممارسة الحكم والتي كانت جزءا من أسلوب والده ومبعث فخره واعتزازه واعترافه بالجميل “(…) فلعلي أكون من أكثر أفراد هذه الأمة اعترافا بالجميل وتقديرا للعمل المثمر الذي يتطلب من جلالته تفكير الحكيم، وبذل الكريم، وجهد الصابر، وسماحة الحليم، في سبيل إسعاد هذه الأمة أفرادا وجماعات”.

وهو أيضا ما عبر عنه في شهادة أخرى، وهو بعد وليا للعهد، حين قال في خطاب له، أمام والده يوم 16 نونبر 1951 (ص:61)، عند اشتداد الأزمة بين القصر الملكي والإقامة العامة الفرنسية “علمتنا الصبر على الشدائد واستصغار العظائم، وحببت إلينا الأمور الصعبة والوقوف مع الحق في السر والعلانية”.

ولتقريب ذلك الترابط الوجداني الذي يشكل العصب الأساس في علاقة الحاكم بأفراد شعبه، تواصل الشهادة التأكيد على أن جلالته كان “يفكر في كل فرد من أفراد الشعب بنفس الشعور الذي يفكر به في أبنائه : يفكر لجاهلهم حتى يتعلم، ولمريضهم حتى يصح، ولفقيرهم حتى يستغني، ولمظلومهم حتى ينصف، وهو من أجل ذلك في تفكير دائم لمصلحة الأمة جميعها وفي عمل دائب لعز الشعب وسؤدده”.

وعن القيم المثلى التي جسدها الملك المجاهد محمد الخامس، من خلال شهادة جلالة الملك محمد السادس، تأتي “في طليعتها الحرية التي جعل منها قوام مذهبه السياسي، وناضل من أجل المحرومين منها، بدون تمييز عرقي أو ديني أو فئوي، متضامنا مع حركات التحرير مغاربيا وإفريقيا، دون أن ننسى موقفه الشهم المشهود إلى جانب العالم الحر في التصدي للنازية والفاشية”.

وبنبرة عالية عن قيمة المعرفة التاريخية، التي من شأنها أن تفرز معدن الرجال الذين صنعوا ملاحم هذا البلد وتحفز الجيل الصاعد على صناعة حاضر يليق بماضيه، يواصل الكتاب تحت عنوان “محمد الخامس الملك المجاهد (1909-1961)”، استحضار وتتبع مختلف المحطات التي قادها سيدي محمد بن السلطان مولاي يوسف بن مولاي الحسن، مخصصا صفحات لتربيته وتوليه العرش ووطنيته وجهاده ونفيه إلى مدغشقر وكورسيكا، ثم عودته الظافرة إلى عرشه وشعبه، التي أصبحت عيد العودة من المنفى (16 نونبر) وعيد الانبعاث (17 نونبر) وعيد العرش (18 نونبر).

ومن خلال أسلوب رشيق وطيع، يغص هذا النص التاريخي بمتوالية من الأحداث وكثير من الاستشهادات والوقفات، من منظور شخصيات عالمية واكبت هذه الأحداث أو قرأتها بتمعن مستخلصة معانيها ودلالاتها، مستحضرا في ذلك وموثقا لمراجعه ومصادره، ومستعينا أيضا بملاحق أورد ضمنها أبرز المحطات في حياة الملك الراحل حسب تسلسلها التاريخي بدءا من ميلاده في 30 غشت 1909 إلى وفاته في 26 فبراير 1961، موجزا في سطور سياسة الملك المجاهد محمد الخامس.

بهذه القراءة الاسترجاعية لأحد أهم محطات تاريخ المغرب، يكون الأستاذ عبد الحق المريني قد سعى إلى المساهمة في ترسيخ تلك المعرفة التاريخية التي هي الجسر الأساس لبلوغ أحد مراتب النضج في استيعاب مفهوم المواطنة، والتي قال المغفور له الحسن الثاني بصددها “من كان له تاريخ مثل تاريخ المغرب، ومن عرفه حق المعرفة، لا يمكنه أن يخرج عن الطريق أو يزيغ عن السبيل والصراط المستقيم، فالتاريخ هو مرجع، والتاريخ هو حافزنا”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M