مرتزقة البوليساريو من أحضان بومدين إلى أحضان منظمات التنصير

05 ديسمبر 2013 23:55
بدر الدين الخمالي

بدر الدين الخمالي

بدر الدين الخمالي

هوية بريس – الخميس 05 دجنبر 2013م

عكس ما يتصوره الصديق الدكتور عبد الفتاح الفاتحي فإن ما كتبه المرتزق الصغير الساذج المسمى حمة المهدي البهالي بأمر من أسياده المرتزقة الكبار في قيادة البوليساريو، لم يكن هجوما مضادا على مقاله الصادر تحت عنوان: (كيف أعلنت البوليساريو توبتها إلى الله في محراب المسيحية)، الذي فضح الصفاقة والانحدار الأخلاقي لما يسمى بجبهة البوليساريو، وكيف تتاجر بالقيم والمبادئ والدين في سبيل مصالح قياداتها الفاسدة وأطروحتها الانفصالية الوهمية!!

بل كان اعترافا صريحا وواضحا بالخسة والنذالة والوضاعة التي وصلتها قيادة البوليساريو في استغلالها البشع لمحتجزي تندوف بسوق التسول الدولي والتمسح على عتبات الكنائس والحركات التنصيرية، وبيع الذمة والدين والأخلاق والمتاجرة القبيحة بعقيدة المئات من أطفال المخيمات، وبيعهم بثمن بخس للمنظمات “المسيحية” المتطرفة، مقابل جني المساعدات الغذائية والتأييد الدولي في المعركة الدبلوماسية الخاسرة التي يقودونها ضد الوحدة الترابية المغربية.

لذلك علينا بداية أن نشكر المرتزق الصغير على مقاله الفضيحة، وأن نقدر له ما قاله، لأنه كشف لنا بخط يده صحة ما سبق أن أدلينا به في دراستنا: (الاستغلال الديني والإيديولوجي لمحتجزي تندوف)، التي كانت موضوع مساهمة علمية بالندوة الوطنية التي نظمتها المنظمة المغربية للمواطنة والدفاع عن الوحدة الترابية بالرباط، وأن ما أوردناه بها من معلومات حول الصفقات التي عقدها البوليساريو مع “جانيت لاينز” و”كنيسة صخرة المسيح” صحيح مائة بالمائة.

علينا أن نشكر ذلك المرتزق الصغير لأنه كشف بشكل صريح وواضح الانحطاط الأخلاقي الذي وصلته قيادة البوليساريو في استغلالها لمأساة المحتجزين عبر الاستخدام اللا أخلاقي للمؤثر الديني عبر قناة ملتقى (حوار الأديان)، لتحويل مخيمات تندوف لسوق مفتوحة لمنظمات التبشير والتنصير، ولعقد الصفقات مع الجماعات التنصيرية بالولايات المتحدة الأمريكية وأروبا من أجل مسخ الهوية الدينية لأطفال المحتجزين الصحراويين وإبعادهم عن الإسلام، مقابل الدفاع عن أطروحة الانفصال في المنتديات الدولية تحت يافطة حقوق الإنسان.

يقول المرتزق الصغير في مقاله الفضيحة: (صحيح أننا نعيش ظروف اللجوء والمنفى وحاجتنا إلى الشراب والطعام والدواء أكثر من الترف الفكري في تنظيم ملتقى لحوار الأديان لا تفرضه حاجة داخلية لمجتمع مسلم مائة بالمائة وعلى مذهب إسلامي واحد (السني المالكي)، لكن حاجتنا أيضا إلى الدعم والمؤازرة وتعريف العالم بعدالة قضيتنا يفرض علينا المشاركة في كافة الفعاليات السياسية والإعلامية والدينية واستغلالها لتمرير رسالة شعبنا المكافح، مع الحفاظ على خصوصيتنا الأخلاقية والدينية)..

الاستغلال.. نعم: وكيف لا؟ وجبهة البوليساريو لم تقم أصلا إلا على الاستغلال -كفاعل ومفعول بها-.. استغلت في بداية معركة التحرير ضد الاستعمار الإسباني لكي تلبس على عدد من الشباب الصحراوي الثائر المتشبع بالفكر اليساري أنها حركة تحررية وتستدرجهم إلى براثنها، ثم ليستغلها بومدين أبشع استغلال في صراعه الإقليمي حول الزعامة في المنطقة المغاربية مع المغرب في عز الحرب الباردة، وتصبح أداة طيعة من أدوات نظام ديكتاتورية العسكر في الجزائر لتصدير فساده وأزماته الداخلية والتغطية عليها بغربال دعم قضية الشعب الصحراوي الوهمية وعرقلة مسيرة بناء الاتحاد المغاربي، وأخيرا الاستغلال الخطير بالارتماء في أحضان المنظمات التنصيرية، واستغلال الدين والحوار بين الديانات لكي تفتح لها الطريق نحو تنصير أبناء الصحراء متذرعين في ذلك باستدرار الدعم الدولي.

المرتزق الصغير يعرف مجتمع الاحتجاز بتندوف الذي يتحكم فيه قادة البوليساريو بأنه مجتمع مسلم سني مالكي مائة بالمائة.. يا سلام.. وهل من الإسلام أيها المرتزق الصغير محاربة إخوانك المسلمين وبث الفرقة والشتات ووحدة الوطن وأراضيه..؟

هل من الإسلام أيها المرتزق الصغير أن تضع يدك في أيدي النصارى وعباد الصليب وموالاتهم في مواجهة إخوانك المسلمين..؟

هل من الإسلام إرسال أطفال المسلمين إلى كنائس الولايات المتحدة الأمريكية وأروبا في بعثات ومخيمات صيفية لكي يتم مسخ هويتهم وعقيدتهم الدينية..؟

هل من الإسلام الاستقواء بالنصارى وخدمة أجنداتهم في تقسيم بلاد المسلمين..؟

هل من الإسلام في شيء أيها المرتزق الصغير أن يكون الغرض من مسرحية ملتقى الأديان كما قلت في مقالك الفضيحة هو (تطويع الدين لخدمة قضايا السياسة)؟

وأي سياسة..؟ سياسة الانبطاح والتسول وبيع الذمة والكرامة في سوق النخاسة الدولية!! لأجل هذا تبيعون دينكم وتطوع لكم أنفسكم بث الشقاق والفرقة بين أبناء الوطن الواحد.

مرتزقة البوليساريو من أحضان بومدين إلى أحضان منظمات التنصير

الانجازات التي حققتها هذه السياسة في الولايات المتحدة الأمريكية وكادت أن تحول المنطقة إلى برميل مشتعل على خلفية قضية توسيع مهام المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان، لم تحدث إلا بفضل مجهودات رئيسة كنيسة صخرة المسيح “جانيت لاينز”، التي تتحول كل سنة إلى ناشطة حقوقية باللجنة الرابعة للأمم المتحدة للدفاع عن أطروحة الانفصاليين تحت يافطة (منظمة نوت فور كونت انترناشيونال)، وصديقتها الحميمة “المسيحية” المتطرفة “كيري كينيدي” رئيسة مؤسسة “روبرت كينيدي” للعدالة وحقوق الإنسان، وعدد من الكنائس الأخرى المنتشرة بالولايات المتحدة وربيباتها بإسبانيا والدول الإسكندنافية التي دفعها ارتماء قيادة البوليساريو بأحضانها وتسليمهم أطفال المخيمات إلى الدفاع المستميت عن أطروحتها الانفصالية، وردّ تُهم التعاون مع الجماعات المتطرفة والإرهابية عنها كما يقول المرتزق الصغير في مقاله الفضيحة (كشفت وثائق وكيليكس المسربة أن الملتقى (حوار الأديان) عكس الصورة الحقيقية للشعب الصحراوي المسلم وخصال التسامح ونبذ التطرف والعنف والتعصب واحترام الآخر، الإسلام الفطري الخالي من الأيديولوجيات المعاصرة وهو ما يزيد من وحدة الصحراويين..).

علينا إذن أن نشكر وكيليكس كذلك على المعلومات القيمة التي تكشف لماذا ينظم البوليساريو الغارق في أتون التعاون مع المنظمات الإجرامية وفقا لتقارير دولية بالغة المصداقية ما يسمى بملتقى حوار الأديان، وذلك لتغطية سوءته ومداراة أفعال قيادته الإجرامية.. كما علينا أن نشكر المرتزق الصغير التي نبهنا إلى مصطلح الإسلام الفطري الذي يتمتع به البوليساريو (إسلام جديد من اختراع البوليساريو) يقتضي أن يتم استباحة الأطفال الصحراويين للمنظمات “المسيحية” لكي تشكل عقيدتهم، وتمسخ هويتهم، وتحرضهم على كراهية إخوانهم في الدين والوطن.

المرتزق الصغير لم ينس كذلك في مقاله أن يكيل السباب والتهجم والتطاول على ثلاث أشياء مهمة للغاية ينبغي لنا أن نقف قليلا معها وهي كالتالي: 1- إمارة المؤمنين. 2- الطرق الصوفية. 3- المكون العبري المغربي.

وحاول المسكين المفتقر إلى أدنى شروط المعرفة أن يقفز ويتنطط باستعمالها في سبيل رد التهم عن قادته الكرتونيين في استغلال الدين، لذلك علينا هنا أن نوضح له ما لم يدرسه في طفولته بسبب انعدام التربية والتعليم وهو محتجز تحت قبضة تجار المساعدات الغذائية ودعاة الانفصال.

إمارة المؤمنين أيها المرتزق الصغير ليست اختراعا ابتدعه المتأخرون من ملوك المغرب، بل إمارة المؤمنين وإمارة المسلمين معروفة مشهود بها لملوك المغرب منذ العهد الإدريسي والمرابطي، وهي لازالت متواترة إلى اليوم كعنصر أصيل يميز بلدنا ودولتنا وهويتنا الدينية والسياسية عن الدول الوهمية والمصطنعة التي أتى بها الاستعمار، فرغم تطور بنيات الدولة المؤسساتية وهياكلها التشريعية والدستورية لازالت إمارة المؤمنين أيها المرتزق الصغير تحتل مكانها اللائق في بنيتنا الدستورية ونظامنا السياسي وهويتنا الدينية السنية المالكية التي تميزنا عمن سوانا في محيطنا الجيوسياسي، وتحافظ على تاريخنا التليد الذي كانت فيه وحدتنا الدينية والترابية الصخرة التي تكسرت عليها سفن الاستعماريين والخونة والمرتزقة.

أما الطرق الصوفية فهي الأصل في مجتمع الصحراء والأصل في تشكل القبائل التي تنتمي أغلبها إلى شمال المغرب، ومنها الرقيبات والعروسين وآل الشيخ ماء العينين وأي شخص في الصحراء يتنكر لها ولدورها في التربية الدينية والحفاظ على العقيدة ولأصولها فاعلم أيها المرتزق الصغير أنه لقيط لا أصل له ولا تربية له ولا دين له في الأساس، كأمثال قادتك الكراكيز الذين يسوقهم ويتحكم فيهم من يدفع أكثر.

وأخيرا عليك أن تعلم أيها المرتزق الصغير بأن المكون العبري المغربي هو مكون أصيل كذلك في النسيج الاجتماعي المغربي منذ قرون خلت يعلم هذا القاصي والداني في مشارق الأرض ومغاربهاأ ونحن نفتخر به على أرضية التعايش والتآخي والذمة والوطن الذي يجمعنا والموقف المشترك ضد الاحتلال الصهيوني لفلسطين وضد التطبيع مع الكيان الصهيوني كإجماع وطني لا لبس فيه.

علي أن أقول كذلك بأن المزايدات الرخيصة التي حاول المرتزق الصغير أن يسوقها في مقاله الفضيحة في الرد على مقال الدكتور الفاتحي لم تكن سوى اعترافا صريحا على بؤس الخطاب والممارسة الارتزاقية التي ينهجها البوليساريو في تسويق طرحه الانفصالي التافه، وعلى خطورة استغلالهم لمحتجزي مخيمات تندوف التي ترتقي إلى درجة الجرائم ضد الإنسانية وإلى درجة الجريمة النكراء ضد العقيدة الإسلامية للمحتجزين، سبق أن نبه إليها العلامة قدور قرناش عضو جمعية العلماء الجزائريين في مقاله المنشور بجريدة الخبر الجزائرية في يونيو 2013 تحت عنوان: (حتى لا يصبح الصحراويون نصارى)، حيث قال فيه: (إن المأساة الكبرى التي تتهدّد إخواننا الصحراويين في مخيّمات اللجوء هي فقدانهم لدينهم وعقيدتهم، خاصة فئة الناشئين منهم، إذ أمام إحجام ذوي القربى عن مساعدة إخوانهم الصحراويين نشطت المنظمات الإغاثة العالمية، والتي شعارها نقدّم الرغيف بيد والصليب بيد أخرى، فهذه المنظمات مما تقوم به، حسب ما حدث المعنيون ووفد الجمعية، هو تقديم المساعدات ومعها الإنجيل، كما تقوم، أيضا، بأخذ الأطفال الصحراويين في كل عطلة صيفية إلى أوروبا للتخييم، ثم توزيعهم على البيوت هناك، لتتلقفهم أيادي التبشير، بل تبقى هذه العائلات في اتصال معهم بعد عودتهم إلى المخيمات، فأين أمة الإسلام مما يقع؟).

أين أمة الإسلام مما يقع؟

أين نخوة شيوخ القبائل الصحراوية مما يقع؟

أين نخوة الصحراويين أصحاب العقيدة مما يقع؟

أين منظمة المؤتمر الإسلامي مما يقع..؟

أين أرباب العقول في الجزائر مما يقع..؟

اتركوا الناس تعود إلى وطنها وكفى من الاحتجاز والمتاجرة الرخيصة بهم وبيعهم في سوق النخاسة الدولية للمنظمات الصليبية والماسونية التي تسعى لضرب الوحدة الترابية المغربية والقضاء على العقيدة الإسلامية.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M