أنا فتاة حرة لأني لا أخشى الكلام عن الأندلس

10 ديسمبر 2013 19:41
أنا فتاة حرة لأني لا أخشى الكلام عن الأندلس

أنا فتاة حرة لأني لا أخشى الكلام عن الأندلس

منى حوا

هوية بريس – الثلاثاء 10 دجنبر 2013م

أنا أتكلم عن الأندلس التي سقطت قبل 5 قرون يعني أنا فتاة حرّة وحرّة وحرّة، حرّة بأفق أوسع من العاجزين الذين يدفنون أنفسهم في صناديق من الوهم وسجون من اللوم وقبور من جلد الذات..

أنا حرّة من عجزهم أمام أتفه همس أو إشارة صغيرة بأصابعهم نحو من ظلمهم..

أنا حرّة لأن إصبعي طويل وقادر على فقئ عين كل من ظلمني بالتاريخ والحاضر حتى لو كان كلب قذر في القرون الوسطى أو معتوه متطرف وقح في القرن الواحد والعشرين..

أنا حرّة لأني أشمئز من ملابس محاكم التفتيش..

أنا حرّة لأني أطالب برفع الظلم عن الموريسكين مهما تقادم العمر..

أنا حرّة لأني أرى في مأساة الشركس مأساة للموريسك مأساة للهنود الحمر مأساة لكل الشعوب التي أبيدت بسطوة اللؤم ودجل الساسة وبنزين الكهنوت الديني..

أنا حرّة لأني أرفض أن يمرّ عام واحد دون الإشارة لظلم الإنسان أي كان هذا الإنسان بلونه وشكله وانتمائه..

أنا حرّة لأني ألعن العالم المخروس أمام أربعة قرون تحدث فيها المسيحيون القدامى والكاثوليك حول الموريسكين بالشر والخير..

أنا حرّة لأني أرفض دجلهم بعد أن ملأوا الدنيا بروايتهم ونسجو القصص والأساطير والخيالات والتهم والعبث..

أنا حرّة لأني أتألم بالمقابل أمام أربعة قرون كاملة من الصمت والصمت والصمت أمام أقل “لا” عن كل جريمة حيكت حول الأندلسيين المنكوبين..

أنا حرّة أنا حرّة لأني أعرف أن النموذج العصري للإبادة وإقامة الدول العنصرية لم يكن ليولد في محارق هتلر أو في رواندا أو في يوغسلافيا والقوفاز قبل أن نجده عيانًا في إسبانيا عام 1609 وقبل ذلك بكثير..

أنا حرّة لأني أملك عقل يسأل: ماذا لو انتصرت النازية في ألمانيا؟ كيف كنا سنقرأ تاريخ هتلر؟ هل كنا سنحتفل كل عام بإبادة كل الأعراق والأديان بذريعة أنهم أوغاد ينفذون أجندات خارجية لتفكيك الهوية الألمانية النقية؟.. أنا حرّة لأني أفكر..

أنا حرّة لأني أملك عقلا وعى نظام “الغيتو” البشع في أحياء الأندلسيين المنصرين قبل أن يطبق بقرون من دعاة التطهير والنازية في أوربا..

أنا حرّة لأني أرى في فلسطين الامتداد الطبيعي جدًا لكل مأساة إنسانية وأولها فلسطين..

أنا حرّة لأن لدي ما أؤمن به.. حتى لو كان مجرد إيمان عاجز تذرف طاقته على صفحات الفيسبوك الزرقاء بدون أي تغير سوى الكلام..

أنا حرّة لأني لدي على الأقل فكرة..

أنا حرّة حـــــــــرّة لأني أتكلم..

أنا حرّة لأني متى استطعت أفعل وسأفعل وكم سأفعل.. 

والويل كل الويل للعبيد الصامتين..

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M