بريطانيا تزيد من معاناة اللاجئين السوريين

28 ديسمبر 2013 22:09
بريطانيا تزيد من معاناة اللاجئين السوريين

بريطانيا تزيد من معاناة اللاجئين السوريين

هوية بريس – مركز التأصيل

السبت 28 دجنبر 2013م

لنتفق على حقيقة، وهي أن حروب هذا الزمان في معظمها حروب أيديولوجية، سيما الحروب الدائرة في منطقتنا العربية والإسلامية، فبالنظر إلى ما حدث في السودان وفي العراق وما يحدث الآن في سوريا وإيران ومؤخرا في إفريقيا الوسطي، بالنظر إلى هذه الحروب تتأكد لنا تلك الحقيقة.

ويتبع هذه الحقيقة مكمل آخر وهو أن هذه الحروب ترتبط بشكل أو بآخر بما يدور في أروقة السياسة الغربية، بل لا نكون مبالغين إن قلنا إن هذه الحروب ما هي إلا إفراز من إفرازات الاجتماعات المغلقة في واشنطن وباريس وموسكو وغيرها من حواضر العالم الغربي.

لهذا علينا ألا نتفاجأ إن خذلنا هذا العالم، وفاحت منه روائح المؤامرة والكراهية تجاهنا، أو غض الطرف عن مآسينا، وهذا ما نلحظه في الأزمة السورية!!

فرغم بشاعة المشهد السوري، وما يحويه من جرائم يعجز اللسان عن وصفها، لم نر أية ردة فعل لنصرة المستضعفين من أبناء الشعب السوري، بل رأينا من دولة كبريطانيا تخاذلاً عجيبا برفضها استقبال لاجئي سوريا الفارين من بطش النظام السوري.

فقد ذكرت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، أن الحكومة البريطانية ترفض السماح للاجئين السوريين بدخول المملكة المتحدة، في خطوة جوبهت بالانتقاد والإدانة من منظمات الإغاثة الإنسانية.

وقالت الصحيفة: إن الحكومة البريطانية قررت عدم الانضمام إلى 16 دولة، بما فيها الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، تعهدت بالسماح لأكثر من 10 آلاف لاجئ سوري فارين من القتال الدائر في بلادهم منذ نحو 3 سنوات بدخول أراضيها.

وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الائتلافية البريطانية، برئاسة “ديفيد كاميرون”، تصر على قيام الدول المجاورة لسوريا، مثل لبنان، والأردن، وتركيا، والعراق، بإيواء اللاجئين السوريين، وتقول: إن المملكة المتحدة تقدم مساعدات لأكثر من 2,4 مليون لاجئ سوري فيما وصفتها الأمم المتحدة بأكبر كارثة إنسانية في تاريخها.

فالسوريون باتوا بين خيارين لا حلاوة فيهما بل مرارة وألم، فإما أن يظلوا بسوريا حيث القتل والقذف بالبراميل الحارقة من قبل النظام السوري الذي لا يرقب في مسلم إلا ولا ذمة، وإما الفرار من هذا العذاب ليواجهوا عذاباً من نوع آخر، لا يقل في ألمه عن ألم البقاء في سوريا، فيبدؤون رحلة اللجوء بشتاتها وضياعها، حيث لا غذاء ولا دواء ولا راحة، بل ربما تعرضوا للموت في رحلة فرارهم.

ورغم هذا تمتنع بريطانيا عن استضافتهم، وتضطهدهم دول أخرى، طالما رفعت أمامنا شعارات الإنسانية وحقوق الإنسان وكرامته، فأين هذه الشعارات من الواقع السوري؟ ثم أين هذه المساعدات التي تدعي المملكة المتحدة أنها تقدمها إلى 2,4 مليون لاجئ سوري؟ 

إنها ادعاءات زائفة، ومتاجرة رخيصة بأرواح السوريين، بل بريطانيا شريك أصيل -كغيرها من دول الغرب- فيما يحدث الآن من مآسي للشعب السوري -وغيره من شعوب المنطقة العربية والإسلامية-، بما قدموه ويقدمونه من دعم لأنظمة الفساد والاستبداد.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M