الشيخ حماد القباج: نداء إلى الضمير الحي لنصرة «الإخوان المسلمين» في مصر..

29 ديسمبر 2013 12:02
الشيخ حماد القباج: نداء إلى الضمير الحي لنصرة «الإخوان المسلمين» في مصر..

الشيخ حماد القباج: نداء إلى الضمير الحي لنصرة «الإخوان المسلمين» في مصر..

هوية بريس – عبد الله المصمودي

الأحد 29 دجنبر 2013م

وجه الشيخ حماد القباج الداعية والباحث في العلوم الشرعية نداء -كتبه في صفحته على الفيسبوك- إلى أصحاب الضمير الحي من جميع الشعوب والأمم.. وإلى الشعوب الحية.. وإلى النخب الحرة: (علماء، سياسيين، مفكرين، فنانين، أدباء، إعلاميين، رياضيين، رجال المال والاعمال والمهن والحرف، رجال ونساء..)، قال فيه:

“اسمحوا لي أن أؤكد لكم بأن التضامن مع أفراد جماعة الإخوان المسلمين في مصر ونصرتهم في مواجهة ما يتعرضون له من ظلم مبين وخرق سافر للعدل الذي أمرت به جميع الشرائع الربانية والأعراف البشرية؛ هذا دَيْنٌ في رقبة أحرار العالم وشرفائه..

لا سيما المسلمين الذين يعرفون تاريخ هذه الجماعة، ومبادئ الخير التي تأسست عليها ورصيدها النضالي المشرف لكل حر محب لقيم الحق والخير والسلام والتسامح والتعايش..

بغض النظر عن الموقف من توجهها السياسي..

وبغض النظر عن الاختلاف معها فكريا ومنهجيا وأيديولوجيا..

دعونا نختلف معها كما شئنا، ولنبد رأينا في ما نراه خطأ في أدبياتها وخطها الفكري أو السياسي..

ولكن دعونا نتفق على رفض وضرورة رفع ما تتعرض له من اضطهاد وممارسات استبدادية، تجاوزت كل الحدود:

حيث اتهمت بالإرهاب بغير بينة ولا حكم قضائي، واعتقلت قياداتها وأهينت كرامتهم بسبب نزاع سياسي على السلطة..

وبلغ هذا الاستبداد إلى درجة تصريح مسؤول وزارة الداخلية في الحكومة التي عينها (الجنرال) السيسي؛ بإعدام كل من يتزعم مظاهرة، وسجن من يشارك فيها خمس سنوات!!

إن سكوت العالم عن ظلم بهذا الحجم؛ أمر مشين وغير منطقي ولا يخدم ما تتطلع إليه البشرية من عدل وسلام وصيانة حقوق الإنسان..

لذلك كله؛ أدعو إلى موقف إنساني يصطف مع أعضاء هذه الجماعة وينصرهم ضد الظلم والقهر الذي يتعرضون له من خصومهم السياسيين..

أدعو إلى تأسيس جبهة دولية تناضل لفك العزلة المضروبة عليهم، والضغط على السلطة المعيّنة في مصر؛ من أجل التراجع عن كل الخطوات غير الشرعية ولا الإنسانية ولا الديمقراطية التي اتخذتها في حق أفراد هذه الجماعة والمتعاطفين معها..

خطوات ظالمة لم تستثن حتى النساء والقاصرين قانونيا!!

وأذكر المسلمين بجميع طوائفهم وتوجهاتهم بأن هذا الأمر يرتقي في حقهم إلى درجة الواجب الشرعي الذي يأثمون بتركه؛ لقول الله تعالى في الحديث القدسي: “يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما؛ فلا تظالموا” رواه مسلم.

وقوله صلى الله عليه وسلم: “المسلم أخو المسلم؛ لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة” متفق عليه.

قال الشراح: “لا يظلمه ولا يسلمه“: “لا يظلمه في ماله ولا في بدنه ولا في عرضه، ولا في أهله، يعني لا يظلمه بأي نوع من الظلم.

ولا يسلمه“: يعني لا يسلمه لمن يظلمه؛ فهو يدافع عنه ويحميه من شره.

فهو جامع بين أمرين:

الأمر الأول: أنه لا يظلمه.

والأمر الثاني: أنه لا يسلمه لمن يظلمه، بل يدافع عنه.

ولهذا قال العلماء رحمهم الله: “يجب على الإنسان أن يدافع عن أخيه في عرضه وبدنه وماله، إذا أراد أحد أن يعتدي على أخيك المسلم؛ وجب عليك أن تدافع عنه”.

وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً“.

فقال رجل: يا رسول الله؛ أنصره إذ كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟!

قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره” رواه البخاري.

وختاما أذكر البشرية بهذا الموقف النبيل الذي سجله تاريخ العرب وزكاه رسول الرحمة سيدنا ونبينا محمد النبي الخاتم عليه وعلى سائر الأنبياء والرسل أزكى الصلاة والسلام:

أعني حلف الفضول -وهو أكرم حلف وأشرفه عند العرب-:

كان سببه أن رجلا من (زبيد) قدم مكة ببضاعة، فاشتراها منه العاص بن وائل فحبس عنه حقه، فاستعدى عليه الزبيدي الأحلاف: قبائل عبد الدار ومخزوما وجمحا وسهما وعدي بن كعب، فأبوا أن يعينوا على العاص بن وائل، وانتهروا الزبيدي!

فلما رأى الزبيدي الشر أوفى على جبل أبي قبيس عند طلوع الشمس، وقريش في أنديتهم حول الكعبة، فنادى بأعلى صوته:

يا آل فـهـر لمـظـلـوم بضاعـته — بـبـطـن مكـة نائي الدار والنفـر

ومحرم أشعث لم يقض عمرته — يا للرجال وبين الحجر والحجر

إن الحـرام لـمـن تمـت كرامـته — ولا حرام لـثـوب الفاجر الغـدر

فقام في ذلك الزبير بن عبد المطلب وقال: ما لهذا مترك؛ فاجتمعت قبائل هاشم وزهرة وتيم بن مرة في دار عبد الله بن جدعان، وتحالفوا وتعاهدوا بالله ليكونن يدا واحدة مع المظلوم على الظالم حتى يؤدي إليه حقه، ما بل بحر صوفة، وما رسي ثبير وحراء مكانهما.

فسمت قريش ذلك الحلف حلف الفضول، وقالوا: لقد دخل هؤلاء في فضل من الأمر.

ثم مشوا إلى العاص بن وائل فانتزعوا منه حق الزبيدي.

قال المؤرخ ابن كثير: رواه الحميدي عن سفيان بن عيينة عن عبد الله عن محمد وعبد الرحمن ابني أبي بكر قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا لو دعيت به في الإسلام لأجبت؛ تحالفوا أن يردوا الفضول على أهلها وألا يعز ظالم مظلوما” رواه البيهقي. 

أي: لا يغلب ظالم مظلوما.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M