عالم جزائري يفضح عقليا تهافت لشكر والعلمانيين في موضوع المساواة في الإرث

09 يناير 2014 18:37
عالم جزائري يفضح عقليا تهافت لشكر والعلمانيين في موضوع المساواة في الإرث

عالم جزائري يفضح عقليا تهافت لشكر والعلمانيين في موضوع المساواة في الإرث

إعداد: ذ. نور الدين درواش

هوية بريس – الخميس 09 يناير 2014م

قال العلامة الجزائري الكبير محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله: “نرى من هذه المعاملة الصريحة للمرأة في الإسلام أنه سلّحها بأحكام قطعية، وحماها بتشريع سماوي عادل ولم يكلها إلى طبائع الآباء الذين يلينون ويقسون، ولا إلى أهواء الأزواج الذين يرضون ويغضبون، ولا إلى نزعات الأبناء الذين يبرّون ويعقون، وإنما هي أحكام إلهية واجبة التنفيذ، لا تدور مع الأهواء والعواطف والنزعات وجودًا وعدمًا.

ولا ينقض علينا هذه الأصول شذاذ العصور المتجاوزون لحدود الله الخارجون عن الفطرة الصحيحة كمسلمي زماننا الذين منعوا المرأة المسلمة كل أو جل حقوقها، وحسب هؤلاء أنهم ظلموا أنفسهم قبل أن يظلموا المرأة، وأنهم هدموها فهدمتهم عن غير قصد، في أبنائهم، وأفسدوا كونها، فحرموا عونها.

وفي موضوع “المرأة في الإسلام” يتدخّل علماء الغرب ملاحدة ومتألهين، ويتعاطون ما لا يحسنون من القول في هذا الموضوع. ويجعلون منه ذريعة للنيل من الإسلام.

ولقد ناظرنا جماعة منهم في الموضوع فأفحمناهم وألقمناهم حجرًا.

قلنا لهم: هاتوا مثالًا نتناقش فيه؟

فقالوا: الميراث؛

قلنا: من أي جهة؟ فإن المرأة ترث بعدة أسباب، فنظر بعضهم إلى بعض، هل يراكم من أحد، وكادوا يتسلّلون، وكأنهم كانوا لا يعرفون إلا أن المرأة مظلومة في القرآن الذي يقول: {لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ}.

فقال لنا أحدهم: نعني ميراث البنت مع أخيها.

فقلت: أنتم قوم تبنون الحياة كلها على الحساب، فهلم “نتحاسب”، ولنفرض أن مورثًا مسلمًا مات وترك ابنًا وبنتًا وثلاثمائة نقدًا؛

قال الإسلام: للإبن مئتان، وللبنت مائة، فقلتم، هذا ظلم… هذا غبن… هذا إجحاف…

ولم تفهموا أن الإسلام نظر إلى المرأة ككل، ونظر إلى مراحل حياتها الثلاث كمنظومة متناسقة، فإذا نقص لها في جزئية، جبر لها في جزئية أخرى، ولنجرِ معكم على مثالنا ولا نخرج عنه، ولنفرض أن الأخوين الذكر والأنثى تزوّجا في يوم واحد، وليس لهما من المال إلا ذلك الميراث، فالذكر يدفع لزوجته مائة صداقًا، فيُمسي بمائة واحدة وأخته تأخذ من زوجها مائة صداقًا فتصبح ذات مائتين، والذكر مطلوب بالإنفاق على نفسه وزوجته وأولاده إن ولد، وأخته لا تنفق شيئا على نفسها ولا على أولادها.

فهذا هو الميزان العادل في الإسلام يتجلى من هذا المثال، وتتجلى منه رحمة الله في هذا المخلوق الذي ركبه الله على ضعف، ورشّحه لحمل أعظم أمانة، وهي تربية الناشئة وإعدادها للحياة. 

“من محاضرة (الرق في الإسلام) ضمن مجموع مؤلفاته (4/361-362).

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M