حوار مع د. أبوزيد المقرئ على خلفية تهديد متطرفين له ولأفراد أسرته بالقتل

21 يناير 2014 12:50
حوار مع د. أبوزيد المقرئ على خلفية تهديد متطرفين له ولأفراد أسرته بالقتل

حوار مع د. أبوزيد المقرئ على خلفية تهديد متطرفين له ولأفراد أسرته بالقتل

حاوره: نبيل غزال

هوية بريس – الثلاثاء 21 يناير 2014م

1كيف تفسرون التجاهل الإعلامي الممنهج لتهديدكم بالقتل ولبعض أفراد أسرتكم بالاغتصاب؟

هذا التجاهل الإعلامي الممنهج سببه أن هذا الإعلام قائم على منطق الانتقاء منذ أول يوم؛ فهو إعلام قد نذر نفسه للترويج لخط إيديولوجي وسياسي وإعلامي معين ومحدد، وذو هدف وبوصلة واضحة، لا تكاد تخطئه العين، والشعب المغربي بشرائحه المختلفة حتى البسطاء منهم يلاحظون هذا ويستنكرونه.

فلا يبرز ولا يبرَّز في هذا الإعلام إلا اتجاه واحد، وقليلا ما يؤتى بشخص يمثل الاتجاه الذي يدافع عن هوية الأمة وينتمي إليها، ويعتز بدينها وتراثها، إلا ذرا للرماد في العيون أو سعيا إلى إحداث نوع من التوازن الموهوم.

وأنا نائب برلماني، وشخصية عامة، وناشط سياسي بارز على الصعيد الوطني والدولي، لم تطأ قدماي عتبة الإعلام الوطني العمومي السمعي والبصري من 1997م، إلا اضطراريا إذا كنت قد ألقيت سؤالا أو تعقيبا في البرلمان في حصة البث الإجبارية، وما عدا هذا يستحيل أن يظهر وجهي، أو أن يبرز اسمي.

وغيري كثيرون لست وحدي فقط؛ مما يدل أن لهذا الإعلام خطا محددا واضحا ومعروفا يبرز فيه الوجه الآخر، هذا الوجه الذي قد نختلف معه ونحاوره؛ لكنه لا يكاد يمثل شيئا في الساحة.

فهذا الإعلام الذي ينبغي أن يعكس التوجه العام للمواطن الذي يدفع ضريبة الإعلام، للشعب الذي من المفروض أن يعكس توجهاته وأنفاسه وروحه.. فإن العكس هو الذي يقع، حين يسوق توجه القلة المفروضة إيديولوجيا وسياسيا وإعلاميا رغم أنف الشعب المغربي.

ولعمري هذا لهو أكبر استفزاز للشعب المغربي، وأكبر استفزاز للمواطن المغربي.

2هل تعتقدون أن لخروجكم الإعلامي في قضية عيوش علاقة بهذا التهديد الإرهابي؟ 

لا أعتقد فقط؛ أنا أجزم وأنا متأكد أن الخرجة الإعلامية القوية والناجحة -ولله الحمد- في وجه فتنة عيوش التي تريد أن تنتكس بالأمة إلى الخلف كانت هي سبب استهدافي.

وما عيوش إلا قناع وما عيوش إلا واجهة لعصابة شريرة تريد أن تجهز على لغة القرآن، وأن تقضي على ما تبقى من نفوذ هذه اللغة الجميلة، هذه اللغة الشريفة، هذه اللغة القرآنية الكريمة التي اختارها الله واصطفاها لكتابه ولنبيه ولأمة الإسلام جمعاء؛ وليس فقط لأمة العرب.

وأنا لا أشك في هذا من جهتين:

– من جهة الذين كتبوا يهاجمونني منذ أول يوم، وهم من ربط بين ما ادعوا أنه عنصرية صرحتُ بها؛ وبين الدفاع عن اللغة العربية

– ومن جهة أخرى الذين هبوا لنصرتي والدفاع عني بالتأييد والموقف والمقالة والتصريح والرسالة الصوتية، والذين أجمعوا كلهم على أن القضية تتعلق بشكل مباشر بموقفي من الدارجة ومن عصابة الشر التي تريد أن تفسد ما تبقى من مقومات هوية هذه الأمة. 

3هل يمكن أن نعتبر أن للطرح العلماني المتطرف -خاصة من خلال آلته الإعلامية- دور في وصول الأمر إلى درجة التهديد بالقتل والاغتصاب؟

أنا أفهم جيدا أن خصومي نخبة واعية ومثقفة وذكية، تفهم القانون وتحرص عليه، وتتقيد به في حدود الاحتيالية المعروفة، ولهذا لا أظن أن أحدا منهم كان وراء هذه الرعونات بشكل مباشر.

لكنني متأكد أنهم وحدهم مسؤولون بطريقة غير مباشرة، لأنهم من هيج ومن أثار ومن روَّج ومن عبَّأ حتى صنع جوا عاما ضدي، فقام البسطاء الطيبون السذج العاطفيون المنفعلون بردود الأفعال تلك؛ التي وصلت لهذا المستوى المشين.

فإذا هم من وراء الستار يحركون، والمواطن البسيط هو الضحية، ضحية الانتقائية، وضحية التهييج، وضحية الفبركة الإعلامية، وضحية التلاعب بالعقول، ومن يقرؤون كتابات المتخصصين في صناعة التلاعب بالعقول فسوف يفهمون هذا.

أنا أنصح قرائكم الكرام أن يقرؤوا لتيري ماندر، وأن يقرؤوا لهردر شيلر، وأن يقرؤوا لبيير بورديو، وأن يقرؤوا لروجي كارودي، وأن يقرؤوا لمجموعة من المثقفين المتخصصين في فضح سياسة التهييج الإعلامي، والتي قد توصل إلى مثل هذه المواقف المؤسفة والمحزنة. 

ولكن ما لنا إلا أن نقول: حسبنا الله ونعم الوكيل، {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ}.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M