إذبح واربح.. «جائزة»

13 فبراير 2014 19:30
إذبح واربح.. «جائزة»

إذبح واربح.. «جائزة»

مسرور المراكشي

هوية بريس – الخميس 13 فبراير 2014م

لم تعد الشعوب حاليا تصدق ما تشاهد في الفضائيات، ولا تثق في ما تسمع عبر الإذاعة أو ما يكتب في الجرائد والمجلات، والسبب بسيط إنه الكذب وانقلاب الحقائق والمبادئ التي كنا نظن أنها راسخة، أصبح السفاح بطلا والضحية مدانة، الكل ينادي بالسلام ويعمل ضده، وأضحت الخيانة وطنية والعكس صحيح.

 فمن يصدق أن مجرد لقاء بعضو من حركة حماس أصبح تخابرا؟

ولم يكتف الإعلام المضلل بذلك بل أصبح حزب الرئيس المختطف “إرهابيا”، إنني بدأت أشك في عقول المسيرين لجوقة الإعلامين “الممسوخين”، فقبل الانقلاب كان المذيع في القناة الرسمية للانقلابين يعلق على لقاء القيادي البارز في حركة حماس خالد مشعل قائلا: “..استقبل رئيس الجمهورية محمد مرسي القائد مشعل من حركة المقاومة الإسلامية حماس..” وبعد الانقلاب عاد نفس المذيع لينعت مشعل بالإرهابي وأن الرئيس السابق كان يتخابر معه لتخريب مصر، فمن نصدق النسخة الأولى للمذيع أم الثانية المنقحة والمزيدة؟ ولكم حرية الاختيار بين النسختين، تحذير حكومي لا يمكن تصديق النسخة القديمة لأنها مفبركة من طرف أعداء مصر وأي مخالفة تعد انخراطا في المؤامرة وتشويها لسمعة أم الدنيا .

لقد انخرط الإعلام في حرب تروم تغير عقيدة الجيش والشعب معا، فالجار الفلسطيني أصبح عدوا، والصهيوني أصبح صديقا “صدق أولا تصدق” فالتخابر مع “بن شلومو” جائز ومع مشعل حرام، لقد تم استدعاء عناصر فتحاوية لمصر أليس هذا تخابر؟ أم أن المشكل يكمن في من يرفض الانقلاب، إن كثيرا من المصطلحات لم تعد تعبر عن نفس المعنى، ولكم بعض الأمثلة:

ـ السلام فهو ليعني إلا الحرب أو الاستعداد لها

ـ تداول السلطة ديمقراطيا وبشكل سلمي قد يعني انقلاب عسكري “استجابة لمطالب الشعب”.

ـ التنسيق الأمني لضمان الاستقرار، هل تظن أننا نقصد تنسيقا بين دول مستقلة لمحاربة تهريب المخدرات عبر الحدود؟ لا إنه الاحتلال الصهيوني ينسق مع سلطة عباس لضرب المقاومة.

وبعد هذا هل نثق بالممثل الوحيد والشرعي للفلسطينيين “منظمة التحرير” ربما المصطلح الطبيعي هو “منظمة التضليل” طبعا لا أتحدث عن التاريخ وحتى في الحاضر لا أعمم، ولكن أحذر من التضليل فقط، لأن هناك من يعتبر هذا التنسيق في صالح القضية.

لقد أصبح كل معارض للانقلاب إرهابيا، لما لا فقائد الجوقة الإعلامية صهيوني.

إن أصل الإرهاب في فلسطين والمنطقة هم الصهاينة. فمع حلول الانتداب البريطاني بفلسطين وتمكين اليهود من احتلال تلك الأرض، لم يضيع الأعداء الوقت حيث تم إنشاء عدة منظمات إرهابية كـ”اشتيرن ومنظمة الهاجانه، والأرجون، هاشومير..” فبدأت بضرب البريطانيين أولا كتعبير عن الامتنان لهم. ثم قاموا بمجازر في حق أبناء فلسطين منذ دخولهم تلك الأرض إلى يومنا هذا، طبعا ليسوا إرهابيين إنهم شعب مسالم، ولقد فاز الإرهابي “مناحيم بيغن” بجائزة نوبل للسلام وهو عضو بمنظمة “هاشومير” الإرهابية ثم تبعه الإرهابي “شيمون بيريز” وهو بالمناسبة بطل مذبحة “قانا” بلبنان وتبعه الإرهابي “إسحاق رابيين”، وهذا دليل على براءتهم من تهمة الإرهاب، وأنهم أناس يسعون بكل إخلاص لتحقيق السلام جميل أليس كذلك؟ غريب أمر الصهاينة فكلما كان القائد مجرم حرب ليتورع في ارتكاب أبشع الجرائم في حق الفلسطينيين ذبحا وحرقا إلا و كافؤه بترقيته حيث يصير زعيما وقائدا لدولتهم وقد يختم ذلك بجائزة نوبل للسلام وعليكم السلام، ونفس الشيء يقع مع الجنرال السيسي فكلما ذبح الشعب المصري إلا وارتقى درجة وقد يفوز بجائزة” نوبل للسلام” مناصفة مع الصهيوني “نتان ياهو”، لقد صدق الفنان الغيواني العربي باطما في مواله: “يا عالم فيك القتال لو جايزة.. فيك الحكرة فايزة..”.

يحكى أن ابن أحد عتاة المستوطنين شاهد حلما فقام بسرده على كبير الحاخامات حيث قال: “.. لقد شاهدة عمي مانحيم بيغن مبتسما وهو يقلدني وسام نوبل للسلام..”، عندها صاح الحاخام ليبارك الربّ إنها بشارة عظيمة ستقتل الكثير من الفلسطينيين ثم تصبح قائدا كبيرا لإسرائيل ونصحه بكتمان الرؤيا “..فلا تقصص..”.

واليوم الإعلام المتصهين نجح في إلصاق تهمة الإرهاب بكل فلسطيني أو مصري مقاوم المهم أن ترفض الركوع تصبح تلقائيا إخواني “إرهابي” تستحق القتل والسجن، وأبالمعطي أش ظهر ليك في إعلام لكذوب؟ أولدي أتبع الكذاب حتى لباب الدار أو الكذاب يتغذى مرة وحدة فالسوق.. الثانية يتفضح.

[email protected]

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M