وقفة قصيرة مع مقالة الزمزمي في «هسبريس»

19 مارس 2014 16:16
وقفة قصيرة مع مقال الزمزمي في «هسبريس»

وقفة قصيرة مع مقال الزمزمي في «هسبريس»

هوية بريس – د. رشيد نافع

الأربعاء 19 مارس 2014

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: جاءت امرأة صفوانَ بنِ المعطَّل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده، فقالت: يا رسول الله، إن زوجي صفوانَ بنَ المعطَّل، يضربني إذا صليت، ويفطِّرني إذا صمت، ولا يصلِّي صلاة الفجر حتى تطلعَ الشمس. قال: وصفوان عنده، قال: فسأله عما قالت؟ فقال: يا رسول الله، أما قولها: يضربني إذا صليت، فإنها تقرأ سورتين، فقد نهيتها عنها، قال: فقال: ((لو كانت سورةً واحدةً لكفت الناس))، وأما قولها: يفطِّرني، فإنها تصوم وأنا رجلٌ شابٌّ فلا أصبر، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ: ((لا تصومنَّ امرأةٌ إلاّ بإذن زوجها)). قال: وأما قولها: بأني لا أصلي حتى تطلع الشمس، فإنّا أهل بيت قد عرف لنا ذاك، لا نكاد نستيقظ حتى تطلع الشمس، قال: ((فإذا استيقظت فصل)).

هذا هو الحديث الذي استدل به الزمزي!!

أولا: استدلال في غير محله “على جواز تخفيض مكبرات الصوت، ووصفه للقرار بالحكيم”، ثم إن الحديث ليس فيه مستمسك لمن اعتاد النوم عن الصلاة محتجاً بهذا الحديث، فإن القائلين به، حملوا الحديث على من يُشْبِهُ أن يكون ذلك منه على معنى ملكة الطبع، واستيلاء العادة، فصار كالشيء المعجوز عنه، وكان صاحبه في ذلك بمنزلة من يغمى عليه، كما أشار إلى ذلك الخطابي في معالم السنن (3/337)، والله أعلم.

ثانيا: هذا الحديث ظاهر إسناده الصحة، فرجاله ثقات، وقد صححه ابن حبان، والحاكم، وصححه ابن حجر في الإصابة (2/191)، والساعاتي في الفتح الرباني (16/231)، والألباني في السلسلة الصحيحة (5/204)، وفي الإرواء (7/65)، وهو ظاهر صنيع ابن القيم؛ فإنه قد ناقش قول بعض من ضعفه، كما في تهذيب السنن (3/336) و”إعلام الموقعين”.

ثالثا: من أهل الحديث من أعله وأنكره، وذكر العلل هنا يطول فالغرض التنبيه لا غير.

وحاشا صفوان أن يكون من المنافقين الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها أو يخرجونها بالكلية، وقد قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ إِلَّا خَيْرًا)) كما في الصحيحين.

وقد قال الذهبي في السير بعد ذكره لحديث زوجة صفوان ونومه عن الصلاة: “فهذا بعيد من حال صفوان أن يكون كذلك، وقد جعله النبي صلى الله عليه وسلم على ساقة الجيش: فلعله آخر باسمه” اهـ.

ولو فرض أنه هو فإنه معذور بنومه عن الصلاة بسبب ثقل نومه الذي كان معروفا به، وكذا أهل بيته كانوا معروفين بثقل النوم وليس بالسهر، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ فِي النَّوْمِ تَفْرِيطٌ إِنَّمَا التَّفْرِيطُ عَلَى مَنْ لَمْ يُصَلِّ الصَّلَاةَ حَتَّى يَجِيءَ وَقْتُ الصَّلَاةِ الْأُخْرَى)). رواه مسلم.

والمؤمن لا تثقل عليه الصلاة، وإنما قد ينام عنها لغلبة النوم عليه، بينما المنافق تثقل الصلاة عليه ولو كان مستيقظا كما قال تعالى: ((وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاة إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى)). وصلاة الفجر والعشاء أشد ثقلا عليه.

قال الحافظ: “وإنما كانت العشاء والفجر أثقَل علَيهم من غيرهما لقُوة الدَّاعي إلى تركهما، لأن العشاء وقت السكون وَالراحة والصبح وقت لذة النوم..” اهـ.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M